بقلم: الدكتور/ عبير سيد حافظ
باحث أول قسم المناعه معهد بحوث الصحه الحيوانيه بالدقى مركز البحوث الزراعيه بالجيزه
يقوم الجهاز المناعى بدور كبير فى الوقايه والحد من الإصابه بالأمراض والإضطرابات المختلفه فى مجال تربيه الدواجن حيث يعتمد نمو الطائر ومقاومته للأمراض ومعامل التحول الغذائى ووزن الطائر بدرجه كبيره على مناعه الجسم مما ينعكس ذلك على الثروه الداجنه وصحه المستهلك .
ما المقصود بالتعديل المناعى ؟
مصطلح التعديل المناعى هو عباره عن تنظيم الجهاز المناعى لنفسه لضبط الإستجابه المناعيه من خلال إستخدام إشارات الخلايا المناعيه للجسم مما ينعكس على تحسن مقاومه الجسم للهجمات الداخليه والخارجيه من قبل الميكروبات أو العوامل المعديه الأخرى ، ويساعد فى ذلك إستخدام مايسمى بالمعدلات المناعيه.
ويطلق على المعدلات المناعيه إسم معدلات الإستجابه البيولوجيه حيث تعمل على تعديل الإستجابه المناعيه لزياده مقاومه الأمراض وتحسين كفاءه اللقاحات. وتتميز المعدلات المناعيه بعملها على الجهاز المناعى وجزيئاته وليس على الميكروبات مباشره. وتنبع فوائد المعدلات المناعيه من كفاءتها فى تسريع آليات الدفاع الطبيعيه والتخصصيه مثل السيتوكينات التى تمكن الجسم من مساعده نفسه.ولذلك من الممكن أن تحل محل العديد من المضادات الحيويه ومضادات الميكروبات وغيرها وبالتالى يمكن أن يكون التعديل المناعى بديلاً وقائياً وعلاجياً مفيداً فى مزارع الدواجن.
وهناك نوعان من المعدلات الطبيعيه :
المحفزات المناعيه
والتى تساعد على تعزيز مقاومه الجسم للعدوى وعلى تحسين الإستجابه المناعيه لذا تستخدم فى علاج العدوى الفيروسيه وحالات نقص المناعه.
المثبطات المناعيه
والتى تعمل على الحد من نشاط الجهاز المناعى. لذا تستخدم فى أمراض المناعه الذاتيه.
وتتمثل الأهداف الأساسيه للتعديل المناعى فى الآتى :
تحسين مستوى الإستجابه المناعيه بعد التطعيم.
تحسين نضوج المناعه الطبيعيه والمتخصصه أثناء فترات الحياه الأولى.
تحفيز إستجابه مناعيه قويه ضد الكائنات الدقيقه المسببه للأمراض.
زياده التفاعلات المناعيه الوقائيه الموضعيه للأماكن المعرضه للإصابه فى القناه الهضميه.
التغلب على الآثار المثبطه للمناعه الناتجه عن الإجهاد والتلوث البيئى.
بعض الأمثله على المعدلات المناعيه المستخدمه فى مزارع الدواجن:
البروبيوتك و البريبيوتك والسينبيوتك
تستخدم هذه المواد كمحفزات للنمو فى مزارع الدواجن.
البروبيوتك عباره عن كائنات حيه دقيقه تعمل على حفظ التوازن البكتيرى فى القناه الهضميه حيث تقوم بسد الأماكن المسئوله عن إمتصاص السموم فى الأمعاء ، كما تتنافس على الغذاء حيث لاتترك أى غذاء للعوامل الممرضه مما يؤدى إلى إضعاف البكتيريا الممرضه . وعند موتها تتحول إلى بروتين ميكروبى تمتصه الأمعاء فيستفيد منه الطائر.
يعمل البروبيوتك على تغيير مستوى الإنترلوكينات IL2 &IL10 والجلوبيولين المناعى IgG &IgA بالإضافه إلى زياده وزن أعضاء الجهاز المناعى للطائر مثل الطحال والغده الصعتريه وجراب فابريسوس.
البريبيوتك عباره عن مواد كربوهيدراتيه غير قابله للهضم تدعم عمل البكتيريا النافعه وتحد من نشاط البكتيريا المسببه للأمراض فى القناه الهضميه وتعمل على تنظيم حركه الأمعاء وتلعب دور فى عمليه الإمتصاص والأيض وتنظم الجهاز المناعى وبذلك تمنع العديد من الأمراض.
السينبيوتك وهى مزيج من البروبيوتك و البريبيوتك وتقوم بزياده عدد البكتيريا النافعه وتركيز حمض اللاكتيك فى الأمعاء مما يؤدى إلى تعديل وظائف الجهاز الهضمى للطائر وتحسين صحته.
المواد الكيميائية النباتية
حيث يمكن استخدامها كإضافات أعلاف ويعزى ذلك إلى تأثيرها الملحوظ على إنزيمات البنكرياس والأمعاء فى دجاج التسمين بالإضافه إلى دورها الفعال فى هضم البروتين الخام. وهذا يوضح قدرتها على تحسين القدره الوقائيه للجهاز الهضمى . كما أن لها دور فى تحسين الإستجابه المناعيه والتخفيف من التعبير الجينى اللإلتهابى فى الدجاج . لذا فهى مواد ذات وظائف متعدده مثل مضادات الإلتهابات ومضادات للفطريات والفيروسات ومضادات للأكسده. ومن أمثلتها الكاروتينويد والبوليفينول و السابونين.
الزيوت العطريه
وهى عباره عن مكونات عطريه حيويه تستخدم كبدائل طبيعيه لمحفزات النمو فى علائق الدواجن لما لها من خصائص مضاده للميكروبات والفيروسات والفطريات والطفيليات . وتعمل الزيوت العطريه على نمو الميكروبات النافعه وتحد من أعداد البكتيريا المسببه للأمراض فى الدواجن. ويكون دورها أكثر فاعليه ضد البكتيريا موجبه الجرام مقارنه بسالبه الجرام. وتعمل أيضا كمحفز للشهيه وتحسن من إفراز الإنزيمات المتعلقه بالهضم مثل إنزيم التربسين والأميلاز . كما تعمل على تنشيط الإستجابه المناعيه فى دجاج التسمين بالإضافه إلى تقليل البروستاجلاندين الإلتهابى. ومن أمثلتها زيت حبه البركه وزيت القرنفل وزيت الزعتروزيت النعناع.
النباتات العشبيه
وتستخدم كمعدلات مناعيه وذلك لما تحتويه من مواد منشطه بيولوجياً تؤثر على عمليات الهضم والإمتصاص وتحسن من تحفيز الخلايا الليمفاويه للجهاز المناعى مما يؤدى إلى تحسين وزن الطائر وزياده معدل التحول الغذائى . ومن أمثله النباتات العشبيه (الزعتر- القرفه – الروزمارى- الأوريجانو- الجنزبيل- الحلبه- الكركم) . وهناك أيضاً مشتقات من النباتات العشبيه ذات تأثير فعال فى تحفيز المناعه الطبيعيه من حيث زياده العدد الكلى لخلايا الدم البيضاء ، زيادة عدد البلاعم والعدلات والخلايا الليمفاويه بالإضافه إلى تحسين نشاط البلعمه ضد مسببات الأمراض المعديه. ومن أمثله هذه المشتقات (السابونين- البوليفينول – الفلافونويد).
بعض الفيتامينات والمعادن
مثل فيتامين (أ ، ج ، ه) . فيتامين أ ، ه لديهم قابليه للذوبان فى الدهون ويؤدى تناولهم فى النظام الغذائى إلى تقليل الإجهاد الحرارى ويحسن من إنتاج البيض فى الدجاج البياض . كما تحسن من وزن الدجاج وجوده اللحم فى الدجاج اللاحم. فيتامين ج قابل للذوبان فى الماء ويمكن تصنيعه فى الدواجن وليس له دور كمكمل غذائى فى الظروف العاديه. ولكنه يلعب دور فعال فى الدجاج المعرض للإجهاد الحرارى وذلك لأنه يعمل كمضاد للأكسده . ويعمل أيضاً على تحسين إنتاجيه الذبيحه ومستوى البروتين بها كما يقلل الدهون الخام.
ومن أمثله المعادن التى لها دور هام فى تربيه الدواجن هى الكروم حيث تؤدى إضافته للأعلاف إلى إرتفاع كفاءه العلف مما ينعكس إيجابياً على وزن الطائر وخصائص الذبيحه. ويعمل الكروم أيضاً على تقليل الإجهاد الحرارى لدى الطيور.
ويتضح مما سبق أهميه زياده الوعى لدى المربيين فى مزارع الدواجن لتحسين الصحه الإنتاجيه للطائر وكذلك التعرف على إستراتيجيات جديده للحصول على منتج آمن حيوياً ينعكس إيجابيا على المربى والمستهلك.