موسم الذرة.. تكلفة مرتفعة وسعر منخفض أمراض منتشرة مشاكل تهدد مستقبل المزارعين
يشهد قطاع الزراعة المصري حالياً موسم حصاد الذرة الشامية، وهو أحد المحاصيل الاستراتيجية التي تلعب دوراً حيوياً في الأمن الغذائي وتوفير علف الحيوانات، إلا أن هذا الموسم يواجه تحديات كبيرة تهدد الإنتاج وتؤثر على أسعار السلع الغذائية، إذ يعاني هذا الموسم من انخفاض ملحوظ في إنتاج الذرة الشامية مقارنة بالموسم الماضي، ويعود ذلك إلى عدة عوامل منها، الأمراض الزراعية، انتشار الأمراض الفطرية ودودة الحشد التي أضرت بالمحصول، بجانب سوء الأحوال الجوية، إذ تعرضت المحاصيل لعوامل جوية قاسية مثل الجفاف والسيول، مما أثر سلباً على نموها وإنتاجيتها.
موسم حصاد الذرة
وبجانب الضغوط التي شهدها هذا الموسم ارتفاع تكاليف الإنتاج، إذ زادت تكاليف الإنتاج بشكل كبير بسبب ارتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات، مما أرهق المزارعين، وكذلك انخفاض الأسعار، فإن رغم قلة الإنتاج، إلا أن أسعار الذرة الشامية شهدت انخفاضاً، مما يهدد دخل المزارعين ويجلعهم يتجهون إلى تقليل المساحات المزروعة في المواسم المقبلة.
وتؤثر أيضاً على أسعار اللحوم، إذ تعتبر الذرة الشامية عنصرًا أساسيًا في علف الحيوانات، وبالتالي فإن انخفاض إنتاجها وتراجع أسعارها سيؤدي إلى تغييرات أسعار اللحوم، وحذر خبراء الزراعة من تداعيات هذا الوضع، مؤكدين أن استمرار هذه الأزمة قد يؤدي إلى نقص في المعروض من الذرة الشامية، وبالتالي ارتفاع أسعارها بشكل كبير في المستقبل، كما حذروا من أن انخفاض الإنتاج قد يؤثر سلباً على الأمن الغذائي، ويزيد من الاعتماد على الاستيراد.
إذ يعتبر موسم حصاد الذرة الشامية هذا العام مؤشراً على التحديات التي تواجه قطاع الزراعة المصري، وتدعو هذه التحديات إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة وحاسمة لضمان الأمن الغذائي واستدامة الإنتاج الزراعي، ويطالب الخبراء والمزارعون باتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة هذه التحديات، ومن أهم هذه الإجراءات الدعم الحكومي: تقديم الدعم المالي والفني للمزارعين، وتوفير المدخلات الزراعية بأسعار مناسبة.
أبو الفتوح: انخفاض إنتاج الذرة يؤثر على أسعار اللحوم والدواجن
ويقول النائب الدكتور جمال أبو الفتوح وكيل لجنة الزراعة بمجلس الشيوخ ، أن المزارعين المصريين واجهوا عدة التحديات خلال موسم حصاد الذرة الشامية الحالي، بالرف من أن هامش الربح كان أقل من المتوقع إلا أن أن المزارعين المصريين أثبتوا قدرتهم على التكيف مع الظروف الصعبة، وأنهم حققوا إنجازات ملحوظة رغم التحديات التي واجهوها.
وأكد أبو الفتوح أن انخفاض الإنتاج في الذرة الشامية سيؤثر بشكل مباشر على أسعار اللحوم والدواجن، حيث تعتبر الذرة عنصرًا أساسيًا في علف الحيوانات، مشيراً إلى أنه يتوقع ارتفاعًا في أسعار اللحوم خلال الفترة المقبلة نتيجة لذلك، مطالبا الجهات المعنية باتخاذ إجراءات لمواجهة هذه التحديات، ومن أهم هذه الإجراءات، من خلال تكثيف الجهود لمكافحة الأمراض والآفات التي تصيب المحاصيل الزراعية، توفير تقاوي عالية الجودة ومقاومة للأمراض.
أسعار خامات الأعلاف
ونوه أبو الفتوح إلى أن أصحاب مصانع الأعلاف قاموا بتخزين كميات كبيرة من مواد الإنتاج استعدادًا لأي أزمات محتملة في المستقبل، هذه الخطوة، وإن كانت تعكس حرصهم على ضمان استمرارية الإنتاج، إلا أنها أدت إلى انخفاض ملحوظ في الطلب على الذرة، أحد أهم مكونات الأعلاف، ويعتبر هذا التخزين المكثف للمواد الخام الأخرى أدى إلى انخفاض الطلب على الذرة، مما أثر سلبًا على أسعارها، فبدلاً من شراء كميات كبيرة من الذرة، يفضل أصحاب المصانع تخزين المواد الخام الأخرى التي يمكن استخدامها في صناعة الأعلاف، مثل القمح والصويا، إذ يؤدي انخفاض الطلب على الذرة إلى انخفاض أسعارها، مما يؤثر سلبًا على دخل المزارعين، إذ قد يؤدي ارتفاع أسعار الأعلاف في المستقبل، نتيجة للنقص المحتمل في المواد الخام، إلى زيادة أسعار اللحوم والدواجنن، وهو ما يعني تهديد الأمن الغذائي، خاصة وأن الأعلاف تعتبر عنصرًا أساسيًا في إنتاج اللحوم والدواجن.
أبو صدام: موسم حصاد الذرة متوسط.. والتحديات مستمرة
وألقى نقيب الفلاحين حسين أبو صدام ، الضوء على موسم حصاد الذرة الشامية الحالي، مؤكدًا أنه موسمٌ شهد تحديات كبيرة، ولكن أيضًا حقق إنجازات ملحوظة، موضحاً أن المزارعين واجهوا العديد من التحديات خلال هذا الموسم، من أهمها، الأمراض والآفات، انتشرت العديد من الأمراض والآفات الزراعية التي أضرت بالمحاصيل، مما أدى إلى انخفاض الإنتاجية في بعض المناطق، ارتفاع تكاليف الإنتاج، شهدت تكاليف الإنتاج الزراعية زيادة ملحوظة، بسبب ارتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات، مما زاد من أعباء المزارعين.
وصف أبو صدام موسم حصاد الذرة الشامية الحالي بأنه موسم متوسط، حيث شهد بعض التحديات ولكن أيضًا بعض الإنجازات، وأكد أن تحقيق الاكتفاء الذاتي من الذرة الشامية يتطلب المزيد من الجهد والعمل، وتضافر جهود الحكومة والمزارعين والقطاع الخاص.
دعا أبو صدام إلى ضرورة التركيز على عدة جوانب لتحسين إنتاج الذرة الشامية في المستقبل، من أهمها، التكيف مع التغيرات المناخية، وتطوير أصناف جديدة من الذرة الشامية مقاومة للجفاف والتغيرات المناخية، ومكافحة الأمراض والآفات، تكثيف الجهود لمكافحة الأمراض والآفات التي تصيب المحاصيل الزراعية، وتحسين سلسلة القيمة للذرة الشامية، من خلال تطوير عمليات التخزين والتسويق، وكذلك دعم الأبحاث الزراعية لتطوير تقنيات زراعية جديدة وزيادة الإنتاجية.
كما لفت الحاج حسين أبو صدام نقيب عام الفلاحين إلى أن قطاع الزراعة في مصر يواجه تحديات كبيرة، ولكنه يمتلك أيضًا إمكانيات هائلة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الزراعية، وتحسين الدخل القومي.