بقلم الأستاذ الدكتور/ ايمان محمود الدياسطى -استاذ متفرغ بقسم الفطريات- معهد بحوث الصحه الحيوانيه
والدكتور/ مروه ابوبكر ابراهيم حموده- باحث بقسم الفطريات- معهد بحوث الصحه الحيوانيه
تتعرض حيوانات المزرعه لكثير من المشاكل اثناء تربيتها التى تؤثر على صحة الحيوان وانتاجيته منها الطفيليات الخارجيه واهمها القراد حيث ان له دورا هاما فى نقل كثير من الامراض الخطيره منها البكتيريه والفيروسيه والطفيليه .
ان الاصابه بهذه الطفيليات قد يفاقم من الخساره الاقتصاديه للحيوانات والدواجن وذلك عن طريق نقص انتاجيتها من الالبان واللحوم والصوف والبيض علاوة على انخفاض القيمه الاقتصاديه للجلود .
خصائص القراد الشكليه
يتميز القراد ببعض الخصائص الشكليه فهو حشرة صغيرة لها 8 أرجل ، لذا فهي تنتمي إلى عائلة العنكبوت، يتراوح لون القراد (الحشره الناضجه) من البني الى البني المحمر ويتغذى على دم مضيفه لعدة أيام ويزداد حجم الحشرة كلما زادت كمية الدم التي تمتصها.
تكاثر القراد
تمر مرحلة حياة القراد من خلال 4 مراحل ؛ هم البيضة ، اليرقة ، الحورية والطورالبالغ.
وتتكاثر على النحو التالي:
⦁ تتزاوج معظم أنواع القراد أثناء تواجدها في جسم المضيف
⦁ تضع الأنثى البالغة ما بين 1500 إلى8000 بيضة في مكان آمن ومحمي بعد أن تتغذى على دم العائل
⦁ يفقس البيض بعد حوالي 2-6 اسابيع من وضعه عند درجة حراره من25-35 ºم , رطوبه 70 % لتخرج يرقه متعطشه الى امتصاص الدم من العائل
⦁ اليرقة بعد الفقس لها 6 أرجل تمتص دم مره اخرى وتنسلخ لتعطى الحوريه
⦁ تتغذى الحوريات على دم العائل وتنسلخ وتعطى الطور البالغ
⦁ تحتاج الحشرة إلى إكمال دورة حياتها الكاملة حوالي 3 اسابيع الى بضعة شهور تبعا لدرجة الحراره والرطوبه
⦁ تبدأ دورة حياة جديدة مرة أخرى ، وهي اليرقة ، ثم الحوريه ، ثم البالغ ، ثم البيض مرة أخرى
ومن أعراض الاصابة بهذا الطفيلي
⦁ ارتفاع دردجة الحرارة أو الاصابة بالحمى
⦁ فقدان الشهية
⦁ ضعف وهزال
⦁ نقص كفائة الحيوان الانتاجيه نتيجة امتصاص كميات كبيره من الدم
⦁ اعراض عصبيه تظهر على الحيوان نتيجة افراز بعض السموم
⦁ يُسبب القراد تهيجًا خفيفًا للحيوان
⦁ يمكن أن يصاب الحيوان بتيبس المفاصل وتورمها نتيجة عضات القراد.
⦁ يعاني الحيوان أحيانًا من فقدان الوزن نتيجة الأمراض التي ينقلها له القراد
الوقاية والعلاج
غالباً ما يكافَح القراد بالمداومة على تنظيف الحظائر وأماكن تربية الحيوانات وعدم دخول اي حيوان سبق تسجيل الاصابه بالقراد سابقا الى مزرعه خاليه من الاصابه تماما
اما عن المقاومه والمكافحه للقراد فيتم على جسم الحيوان وفى اماكن الايواء
1- مقاومه القراد على جسم الحيوان:-
يتم ذلك باستعمال المبيد المناسب وبالتركيز المطلوب وكذلك استعمال الطرق المناسبه لكل مركب من حيث الرش او التغطيس او السكب او الوضع فى اماكن محدده على جسم الحيوان وكذلك مركبات واسعه الطيف والتى تكافح بعض الطفيليات الاخرى وتعطى بالحقن
2- مقاومه القراد فى اماكن الايواء:-
يراعى غلق الشقوق الموجوده بالجدران والارضيات بمادة الاسمنت والتى غالبا ماتكون اماكن تواجد الحشرات والبيض
⦁ رش الحظائر بمبيدات القراد والتركيز على أماكن تواجد القراد مثل الشقوق فى الارضيات والاسقف والجدران ويكون التركيز المستخدم على جسم الحيوان وذلك بعد ازالة جميع الاعلاف والمواد الغذائيه
⦁ إعادة الرش بعد 3 أسابيع
⦁ النظافة المستمرة وحرق الفرشة المصابة
⦁ العلاج البيولوجى باستخدام بعض المواد الطبيعيه ولها بعض الخصائص للقضاء على مثل هذه الحشرات ومنها مستخلصات بعض النباتات والاعشاب وكذلك بعض الاحياء الطبيعيه والتى تعد اعداء طبيعيه للقراد حيث تكون على صورة بكتريا وفطريات وغيرها وتسمى المكافحه الحيويه الميكروبيه ومن اهمها بعض انواع الفطريات وذلك نظرا لما قد تسببه المبيدات الكيميائيه من اثار سلبيه على البيئه او اضرارا عكسيه على صحة الحيوان لذلك تعتبر الفطريات بديلاً آمنًا وصديقًا للبيئة عن المبيدات الكيميائية التي قد تكون ضارة للبيئة والحياة البرية ويمثل علاج القراد بالفطريات حلاً واعدًا في مجال مكافحة الآفات، حيث تظهر الأبحاث أن الفطريات تمتلك قدرة كبيرة على التحكم في أعداد القراد وتقليل خطر انتقال الأمراض المنقولة بواسطته بالاضافه الى انها ذات فاعليه طويله الامد مقارنه بالمبيدات الكيميائيه.
وتعد المكافحه الحيويه الميكروبيه طريقة بديلة وامنه للمبيدات الحشرية الكيميائية لاعتمادها على الأعداء الطبيعيين للآفات دون أي آثار خطرة على صحة الإنسان والبيئة. ونظرًا لأن عوامل المكافحة الحيوية الميكروبية لها طريقة عمل معقدة، فمن الصعب جدًا على الآفة تطوير مقاومة ضدها.
حيث ان المكافحة الحيوية الميكروبية تعتمد على فيروسات وبكتيريا وديدان خيطية وفطريات ويتم استخدامها في جميع أنحاء العالم بميزة ونجاح كبيرين.
لكن عوامل المكافحة الحيوية الفطرية هي الأكثر أهمية بين جميع انواع المكافحة الحيوية الميكروبية بسبب العدد الكبير من السلالات المسببة للأمراض المعروفة، والتقنيات الهندسية السهلة من حيث البروتينات الداخلية أو السموم الخارجية ، وكذلك فإن الفطريات الممرضة للحشرات مهمة بين جميع عوامل المكافحة البيولوجية بسبب نطاق مضيفها الواسع وطريق إمراضها وقدرتها على مكافحة الآفات الماصة مثل البعوض والمن وكذلك الآفات ذات أجزاء الفم المضغية.
تعتبر الفطريات المسببة للأمراض الحشرية (Entomopathogenic Fungi ) واسعة الانتشار في البيئة حيث لها عوائل كثيرة و إمكانات مختلفة في المكافحة الحيوية ضد حشرات المفصليات والفطريات المسببة للأمراض النباتية.
ويوجد أكثر من 700 نوع من هذه الفطريات من حوالي 90 جنسًا مسببة للأمراض للحشرات .
يتم تقسيم الفطريات المسببة للامراض الحشرية إلى القسمين من الفطريات اسكوميكوتا (Ascomycota) والذيكوميكوتاZygomycota) )
بعض الفطريات المستخدمة في علاج القراد:
⦁ Metarhizium anisopliae:
الميتاريزيوم هو فطر طفيلي يتسبب في مرض يسمى “الميتاريزيوم” هذا النوع من الفطريات يُستخدم على نطاق واسع في مكافحة الحشرات، وقد أظهرت الدراسات أنه فعال ضد القراد
⦁ Beauveria bassiana:
البوفيريا باسيانا هو فطر آخر يُستخدم في مكافحة الحشرات، وهو فعال أيضًا ضد القراد ويمكن أن يستخدم في السيطرة عليه
آلية عمل الفطريات ضد القراد
يقوم الفطر بإصابة الحشرة عن طريق اختراق جلدها وينمو ويتكاثر داخلها ويستهلك أنسجتها ويسبب تدهورًا في نظامها الداخلي ، مما يؤدي إلى موت الحشرة. ويمكن للفطر أن ينتقل بين الحشرات عندما يكون هناك اتصال مباشر أو عبر التربة
وفي ختام مقالتنا نجد أن الاعتماد على هذه التقنية البيولوجية يمثل خطوة مهمة نحو الحفاظ على صحة الحيوانات والبيئة بشكل عام. تُعد الفطريات الممرضة خيارًا آمنًا وفعالًا، حيث تعمل على قتل القراد بدقة دون أن تسبب ضررًا للبيئة أو للحيوانات الأخرى.
إن تطوير واستخدام مثل هذه التقنيات يسهم في تقليل الاعتماد على المبيدات الكيميائية، مما يحقق فوائد صحية وبيئية طويلة الأمد.
على الرغم من فعالية الفطريات في مكافحة القراد، إلا أن البحث المستمر والتطوير في هذا المجال مازال ضروريًا لتحسين النتائج وتوسيع نطاق التطبيقات. لذا، ينبغي دعم الجهود البحثية والتعاون المستمر بين العلماء والمزارعين والمجتمعات البيطرية للاستفادة القصوى من هذه التقنية الواعدة في مجال مكافحة القراد وحماية صحة الحيوانات والإنسان على حد سواء.
