بقلم: الدكتور/ سهام السيد زهران
باحث بمعهد بحوث الصحة الحيوانية – طنطا – مركز البحوث الزراعية
تطوير مراكز تجميع الألبان قاطرة للتنمية علي أسس علمية وتكنولوجية حديثة
بدأت الدولة مشروعًا قوميًا لتطوير مراكز تجميع الألبان لإقامة منظومة متكاملة تعظم من إنتاج الألبان كمًا ونوعا وتتيح إقامة قاعدة انتاجية للصناعات الغذائية المحلية المتنوعة وتشجع على المضي قدماً في هذا المجال .
لقد اوصي فخامة رئيس الجمهورية وأولي اهتماما خاصا بهذا الملف واعتبره مشروعا قوميا لفتح افاق تسويقية لصغار مربى ماشية إنتاج الالبان ولقد قامت الدولة بتحمل تكاليف حصول تلك المراكز على شهادة الجوده والإعتماد الدولية و تشجيع اصحاب مراكز تجميع الألبان على تطوير مراكزهم والنهوض بمنظومة الجودة بتلك المراكز.
وبدأت هذه المنظومة بالاستعانة بالخبراء المتخصصين فى هذا المجال، و تم عقد بروتوكول بين كل من وزارتى الزراعة والإنتاج الحربى ولأول مره يتم تصنيع الألات والمعدات والأجهزه اللازمة لمراكز تجميع وتصنيع الألبان محلياً وبأيدي وطنية طبقاً للمواصفات القياسية العالمية وبفترة ضمان تمتد إلى 20 عامًا لبعض الأجهزة.
تتالت خطوات القاطرة بانطلاق مبادرة «حياة كريمة» لتنمية الريف المصري، لتشهد إنشاء مراكزنموذجية جديدة لتجميع الألبان تخدم قرى ومراكز حياة كريمة المنتشرة بجميع انحاء الجمهورية.
سلسلة تطوير مراكزتجميع الألبان بجميع مراحلها المختلفة بدأت من خلال تطبيق الممارسات والاشتراطات الجيدة اثناء تربية ورعاية الحيوانات مروراَ بعمليات الفحص والرعاية البيطرية واعطاء التحصينات الدورية للحيوانات في المواعيد المقدرة والحلب والتجميع والنقل وصولا لعمليات التصنيع والتسويق.
أغلب المربين الصغار لا يملكون معدات وأجهزة حديثة للحفاظ على جودة وسلامة الألبان خلال مراحل النقل والحفظ والتخزين والذى يؤدى بطبيعة الحال إلى إنخفاض جودة تلك الألبان وتلوثها بالعديد من مسببات الأمراض المنقولة بالغذاء او الميكروبات التيتعمل على تلف المنتج والتى تعتبر العامل الأساسى الذى تنظر اليه المصانع في حالة قبول او رافض الالبان هذا بالإضافة إلى عدم توافر الدعم الفنى للمربين .. كل هذه العوائق التى تواجه صغار المربين لها تأثير مباشر على كمية وجودة الألبان المنتجة.ولأن مراكز تجميع الألبان هي حلقة الوصل بين صغار المربين والمزارع فاصبح المشروع القومى لتطوير مراكز تجميع الألبان بمحافظات الجمهورية هو الامل الذي يهدف الي العمل علي زيادة إنتاج مصر من الألبان ومشتقاتها وتجنب ارتفاع الكميات التالفة مما يعود بالنفع علي الاقتصاد القومي .
فبدأ العمل بتأسيس وتطبيق سياسة الجودة التي تتماشي مع القياسات والمواصفات العالمية لرفع كفاءة مراكز تجميع الألبان الحالية ونقل منظومة العمل من الصورة العشوائية إلى المنظومة التكنولوجية الحديثة والذى يضمن تحسين جودة الحليب الناتج سواء كان للإستهلاك المباشر أو بغرض التصنيع والحصول على ألبان ذات جودة عالية خالية من الملوثات والشوائب ومسببات الأمراض والتي تتطابق مع المواصفات الصحية القياسية المحلية والدولية.
كما تعمل مراكز تجميع الألبان على الحد من دور الوسطاء فى عملية تسويق الألبان فى القطاع الريفى مما يساهم فى ثبات أسعار الألبان او انخفاضها حسب العرض والطلب على مدار العام.
واهم حلقات سلسلة تطوير مراكز تجميع الالبان هو التنمية البشرية والكفاءات العلمية وتدريب العاملين في هذا المجال و تطويرالأجهزة والمعدات والتقنيات وتحسين معايير الأداء لتلك المراكز والعاملين بها.
ان اهم اهداف قاطرة تطوير مراكز تجميع الالبان هو رفع نصيب الفرد من الحليب، وتوفير الألبان النظيفة ذات المواصفات الصحية والجودة العالية والخالية من مسببات الأمراض من اجل الحفاظ على صحة المستهلك والحد من الأمراض المشتركة التي تنتقل بين الإنسان والحيوان وتوفير تكلفة علاجها، مما يعزز صحة المستهلك و يسعي المشروع مستقبلا لإنتاج ألبان الأطفال محليا بدلا من إستيرادها.
وتقوم فرق الجودة بمعامل معهد بحوث الصحة الحيوانية بالمركز الرئيسي وفروعها المتعددة بالمحافاظات المختلفة بدعم مراكز تجميع الألبان فنيًا وعمليًا للحصول على شهاده تحليل المخاطر ونقاط التحكم الحرجة (HACCP) وشهادة نظم إدارة سلامة الغذاء (ISO 22000)، كما تقوم المعامل بتقديم دورات تدريبية بصفة دورية لأصحاب مراكز التجميع والعاملين بها لتوضيح قواعد ومتطلبات النظام والتدريب على الأسس والممارسات الصحية والتصنيعية السليمة والواجب اتباعها لإنتاج ألبان عالية الجودة. كما تقوم بتحليل الألبان الواردة للمراكز بالأجهزة الحديثة والتى تم تزويد المعامل بها لتحليل الألبان كيميائياً وبكتريولوجياً بسرعة وبدقة والتأكد من جودتها وضمان خلوها من الأمراض والملوثات البيولوجية والكيميائية والفيزيائية وكذلك لضمان خلوها من كل أنوع الغش التجارى المتعمد.
ان الوصول للاكتفاء الذاتى من الألبان الطازجة، ليس الهدف الوحيد بل تصدير ما يزيد عن احتياجاتنا هو الهدف القادم الذي نامل الوصول اليه في القريب العاجل بإذن الله تعالي.
