بقلم: الباحثة/ شيماء حسن أحمد
باحث بالمعمل المرجعي للرقابه علي الأنتاج الداجني – معهد بحوث الصحة الحيوانية
في البيئة الزراعية، يُعتبر تربيه الدجاج أحد الأنشطه الهامة التي تسهم في تلبية احتياجاتنا الغذائية من البروتينات. ومع ذلك، فإن تغيرات الفصول الشتوية تشكل تحديًا كبيرًا لصحة الدجاج ، وبخاصة صحة الجهاز التنفسي .
في الآونة الأخيرة، انتشرت الأمراض التنفسية بشكل غير مسبوق في مزارع الدواجن في مصر، مسببة خسائر اقتصادية فادحة وتسببت في حيرة الكثيرين في تشخيصها وعدم استجابتها للعلاجات النمطية المعتادة. يجب أن نعلم أن استخدام الأدوية بكثرة وتنوع طرق إعطائها ليست بديلاً عن التشخيص الجيد للمرض.
التشخيص السليم هو المفتاح للنجاة من العديد من الأمراض وتقليل الخسائر الاقتصادية في المزارع.
تتصاعد الخسائر الاقتصادية الناتجة عن الأمراض التنفسية بعد انتشار العديد من الفيروسات في الأعوام السابقة، وذلك بسبب زيادة التكلفة العلاجية، وتدهور معدلات النمو ومعامل التحويل الغذائي، وعدم تجانس القطيع وزيادة معدلات الوفيات ، وسوء خواص الذبيحة وزيادة معدلات الأعدام في المجازر، وانخفاض إنتاج البيض ومعدلات الفقس، وزيادة التكلفة التشخيصية مما يؤثر سلباً على الاقتصاد الزراعي .
يمكن تعريف أمراض التنفسيه الدجاج في الشتاء على أنها مجموعة من الحالات المرضية التي تؤثر على نظام التنفس لدى الدجاج خلال فترة الشتاء. هذه الأمراض قد تكون ناتجة عن عدة عوامل، مثل التغيرات المناخية المفاجئة، وسوء التهوية في المسكن وزيادة نسبة الرطوبة والأمونيا ، وزيادة الأتربة وجفاف الفرشة، وتثبيط الجهاز المناعي، أيضا زيادة الكثافة العددية للطيور في المساحة المحدودة، وقد يلعب النظام الغذائي والتغذية دورًا هامًا في نشوء هذه الأمراض مثل نقص بعض العناصر الغذائية مثل فيتامين أ، وسوء استخدام بعض اللقاحات الحية، واستنشاق الأبخرة السامة مثل دخان قش الأرز.
لذلك يجب مراعاة العوامل المسببة لها وتجنبها .
يمكن تصنيف الأمراض التنفسية التي تصيب الدواجن وفقًا للعوامل المسببة لها إلى :
1- الأمراض الفيروسية : إنفلونزا الطيور (H5 and/or H9) و كذلك H7 ، النيوكاسل (ND)، الألتهاب الشعبى (IB)، مرض التهاب الحنجرة و القصبة الهوائية المعدى(ILT)، مرض تورم الرأس (TRT or SHS)، و جدرى الدجاج (wet form of fowl pox).
2- الأمراض البكتيرية: الميكوبلازما، الكوريزا، الكلاميديا، كوليرا الطيور، الميكروب القولونى
( E. Coli) ، و( ORT)
3- الأمراض الفطرية: فطر الأسبرجلليس
4- الأمراض الطفيلية : سنجيمس تراكياي، كربتوسبوريديم وهيا تصيب الجهاز التنفسى و الأمعاء و غدة فبريشى ولا تستجيب الى غالبية العلاجات و تعتبر من الأمراض شائعة الأنتشار ببعض مزارعنا و يهمل تشخيصها .
5- أمراض النقص الغذائى: نقص بعض الفيتامينات (فيتامين أ)، سوء التغذية.
6- عوامل بيئية تؤدى الى ظهور أعراض تنفسية: زيادة نسبة الأمونيا، التيارات الهوائية، التعرض للبرد، الأتربة (الجير)، دخان قش الأرز.
أهم الأعراض التي يمكن ملاحظتها أثناء الإصابة بأي من الأمراض التنفسية هي الإفرازات الأنفية، والإفرازات الدمعية، والعطس، والسعال، والحشرجة بالصوت، وصعوبة التنفس والتنفس من الفم، وتورم الجيوب الأنفية، وتجمع السوائل المتعفنة أثناء السعال .
تختلف الأعراض والصفات التشريحية للأمراض التنفسية عن الصورة المعتادة المعروفة للعديد من الأمراض، مما يمكن أن يؤدي إلى أخطاء في التشخيص والعلاج وتفاقم الخسائر الاقتصادية في مزارع الدواجن. يعود ذلك إلى وجود طفرات وتحورات في الميكروبات، وتباين المنسوب المناعي، وتباين مقاومة الدواجن لبعض الأمراض، وسوء استخدام المضادات الحيوية والهندسة الوراثية في بعض المعامل.
لتشخيص الأمراض التنفسية يستخدم التشخيص الحقلي الذي يعتمد على التاريخ المرضي والأعراض والصفات التشريحية، بالإضافة إلى الاختبارات المعملية مثل اختبار البلمرة المتسلسل (PCR) وعزل المسبب المرضي واختبار التعرف السريع على الأنتيجين واختبارات التعرف على الأجسام المناعية المضادة.
للوقاية من الأمراض التنفسية وعلاجها، يجب على المربي أن يولي اهتماماً كبيراً لتطبيق الشروط الصحية في المزرعة ورفع مقاومة الطيور من خلال اللقاحات المختلفة وبعض روافع المناعه أيضا تأمين ظروف معيشية صحية للدجاج، مثل ضمان وجود تهوية جيدة ونظافة مستمرة في المسكن. كما يجب توفير درجات حرارة مناسبة ونسبة ترطيب ملائمة للفصل الشتوي. وبصفة عامة، ينبغي منع تجمع الرطوبة وتداول الهواء الملوث في المسكن
كما يجب أن يكون التشخيص السليم باستخدام الأجهزة الحديثة مثل اختبار البلمرة المتسلسل واختبار ELISA الخطوة الأولى والرئيسية للتعرف والسيطرة على الأمراض.
بالإضافة إلى ذلك، يجب الاهتمام بالتغذية السليمة للدجاج في فصل الشتاء. ينصح بتقديم مجموعة متنوعة من الأغذية المغذية التي تحتوي على العناصر الغذائية اللازمة لدعم صحة الجهاز التنفسي، مثل الفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية. كما يجب تأمين مصدر جيد للماء النقي والصحي للدجاج .
علاوة على ذلك، ينبغي تجنب إدخال الطيور المصابة أو المشتبه بها في الحظائر الأخرى، وتطبيق إجراءات الحماية الصحية اللازمة للموظفين ومدخلات العلف والماء. وفي حالة ظهور أعراض مرضية، ينبغي استشارة البيطري فورًا للحصول على التشخيص الدقيق والعلاج المناسب .
باختصار، يُعتبر صحة الجهاز التنفسي للدجاج في الشتاء أمرًا حاسمًا ومعقدًا يتطلب اهتمامًا ورعاية مستمرة. من خلال توفير بيئة نظيفة وصحية، وتوفير التغذية الملائمة، واتخاذ إجراءات السلامة اللازمة، يمكننا الحد من انتشار أمراض التنفسيه لدى الدجاج وضمان نجاح هذا القطاع الزراعي المهم .
