متبقيات المضادات الحيوية في الالبان ومنتجاتها

بقلم : الدكتورة / نجوى إبراهيم أحمد محمود البلاط

باحث بوحدة صحة الأغذية / معمل الزقازيق

 فوائد صحية للحليب

توجد العديد من الفوائد الصحية نذكر منها على سبيل المثال ما يلى:

1-غني بالعناصر الغذائية:

يحتوي الحليب على مجموعة واسعة من العناصر الغذائية بما في ذلك الفيتامينات والمعادن، مثل: فيتامين ب 12، وفيتامين د، وفيتامين أ، والمعادن مثل البوتاسيوم، والكالسيوم، والفسفور، والسيلينيوم، والمغنيسيوم والزنك.

بالإضافة إلى ذلك فهو مصدر جيد للدهون الصحية، ومضادات الأكسدة، ويحتوي على الأحماض الدهنية المختلفة، بما في ذلك حمض اللينوليك وأوميغا 3، التي تتميز بالعديد من الفوائد الصحية، مثل: انخفاض خطر الإصابة بداء السكري وأمراض القلب.

تختلف مكونات الحليب باختلاف نسبة الدهون وطرق التربية والتغذية والنظام البيئي وعوامل أخرى عديدة.

2-مصدر للبروتين عالي الجودة:

الحليب هو مصدر غني بالبروتين عالي الجودة الضروري للعديد من الوظائف الحيوية في الجسم، بما في ذلك النمو وتطوير الجهاز المناعي.

البروتين المتواجد في الحليب يحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية، وقد تساعد هذه الأحماض في بناء العضلات وتقليل فقدان كتلة العضلات كلما تقدم العمر وتحسين الأداء البدني لدى كبار السن.

3-مفيد لصحة العظام:

حيث يحتوي على مجموعة من العناصر الغذائية الهامة لصحة العظام والحفاظ على كثافتها ومنها الكالسيوم، وفيتامين د، والفوسفور، والمغنيسيوم، والبوتاسيوم، والبروتين.

بالإضافة إلى أن تلك العناصرتساعد في الوقاية من هشاشة العظام مما يقلل من خطر الإصابة بالكسور.

4-تعزيز صحة القلب:

يعد الحليب غني بالبوتاسيوم، الذي يمكن أن يعزز توسع الأوعية الدموية والشرايين ويقلل من ضغط الدم، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية.

ولكن تناول كمية كبيرة من البوتاسيوم يمكن أن يكون له مخاطر عكسية، بما في ذلك مشكلات في القلب.

ومن الجدير بالذكر أن الحليب البقري يحتوي أيضًا على كمية عالية من الدهون المشبعة والكولسترول والتي ترتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، لذا يجب تناول منتجات الألبان باعتدال.

5-تناول الحليب وزيادة الوزن والسمنة:

أظهرت دراسات عديدة أن إضافة الحليب، وخاصة الحليب كامل الدسم إلى حميتك الغذائية قد يمنع زيادة الوزن ويخفض خطر الإصابة بالسمنة.

يعد المحتوى العالي للحليب من البروتين والذي يساعد على الشعور بالشبع لفترة زمنية أطول، مما قد يمنع الإفراط في تناول الغذاء كما انقدرة حمض اللينوليك المترافق في الحليب على تعزيز فقدان الوزن عن طريق تعزيز إذابة الدهون وتثبيط إنتاجها.

ارتبطت الحميات الغذائية الغنية بالكالسيوم بانخفاض مخاطر السمنة، وذلك لأنها تعزز من تكسير الدهون وتمنع امتصاصها في الجسم.

6-تخفيف الاكتئاب:

تناول فيتامين د بكميات كافية يدعم إنتاج السيروتونين، وهو هرمون مرتبط بالمزاج والشهية والنوم، فغالبًا ما يقوم المصنعون بتدعيم الحليب بفيتامين د حيث ان نقص هذا الفيتامين مرتبط بحالات الإصابة بالاكتئاب، والتعب المزمن، والمتلازمة السابقة للحيض.

7-التقليل من احتمال الإصابة بالسرطان:

يحتوي الحليب على الكالسيوم وفيتامين د، وهما عنصران مغذيان قد يساعدان في الوقاية من السرطان.

فقد يساعد الكالسيوم في حماية بطانة الأمعاء لتقليل خطر الإصابة بسرطان القولون أو سرطان المستقيم، كما قد يلعب فيتامين د دورًا في تنظيم نمو الخلايا والوقاية من سرطان القولون.

ولأهمية الألبان ومنتجاتها كغذاء أساسي للإنسان فكان لا بد من معرفة التأثيرات الضارة لبقايا المضادات الحيوية فيها.

ما هي متبقيات المضادات الحيوية في الالبان ومنتجاتها:

المضادات الحيوية هي مواد كيميائية تساعد جسم الحيوان او الانسان في مقاومة الإصابة البكتيرية و ذلك طبقا للجرعة المستخدمة و عدد المرات طبقا لتعليمات الشركة المنتجة للمضاد الحيوى..

الأضرار الصحية والاقتصادية الناجمة عن تناول حليب ملوث ببفايا المضادات الحيوية: 

وتعد بقايا المضادات الحيوية من أهم ملوثات الحليب إذ يؤدي تناول الإنسان المستمر ولفترات طويلـة المحتوى على كميات كبيرة من بقايا المضادات الحيوية إلى حدوث طفرات جينيه من أحياء مجهرية مقاومة المضاد الحيوي نفسه الذي تـم استخدامه أو مضاد أخر يقاربه في التركيب الكيميائي وعلى ذلك إذا أضطر الإنسان لاستخدامها كعلاج فإنها لا تعطي النتائج المرجوة فضلاً عن ما تسببه مـن فـرط الحـساسية خاصة عند الأشخاص الذين لديهم حساسية من بقايا ذلك المضاد الحيوي المستخدم في العلاج اذ تظهر بشكل طفح جلدى من فرط الحساسية و قد يحدث تلف لأنسجة الكلى و الكبد المسئولة عن التخلص من هذه البقايا وظهور التشوهات الخلقية لبعض الأجنة نتيجة تناول الأم الحامل للمنتجات التي تحتوى على بقايـا المضادات الحيوية.

إن منتجات الحليب المختلفة هي مصدر أخر غير مباشر لوصول بقايا المضادات الحيوية إلى الإنـسان فضلاً عن الأضرار الصحية هناك أضرار تصنيعية إذ تسبب في فشل إنتاج الجبـن والزبـد لتأثيـرها علـى بكتـريا حـامض اللاكتيـك الـلازمـة لتصنيـع هـذه المنتجــات حيث تؤدي هذه البقايا إلى خسارة في صناعة منتجات الحليب.

إن وجود بقايا المضادات الحيوية في الحليب يأتي من استخدامها بجرعات مختلفة ومتتالية في العـلاج البيطري لماشية الحليب ونتيجة التفاعلات الأيضية التي تتم داخل الجسم على هـذه المـضادات الحيوية تترك بقايا تتركز في المنتجات الحيوانية مثل الحليب ونتيجـة إعطاء جرعات متكررة اثناء المعالجة مما يزيد من مدخلات بقايا هذه المضادات في الحليب.

تختلف معدلات بقايا المضادات الحيوية باختلاف الجرعة وكذلك أوزان وأعداد وأعمار الحيوانات والحالة الوبائية بالمنطقة المصابة، إذ تشير توصية الأبحاث العلمية أن فترة 5 أيام قد تكون للتأكد من سحب بقايا المضادات الحيوية من الجسم حيث ظهرت بقايا بعض المضادات مما يدل على ان لكل مضاد حيوي فترة سحب من الجسم تختلف من مضاد لآخر.

إن استخدام الحرارة لتثبيط نشاط المضادات الحيوية المتبقية في الحليب بعملية البسترة هي أيضا غيـر كافية. لذلك عادة ينصح بعدم تناول لبن الحيوانات التي تعالج بمضادات حيوية خلال 96-72 ساعة عقب آخر جرعة من العلاج. لقد حددت المنظمـات العالميـة مثـل منظمة الصحة العالمية ومنظمة الغذاء والدواء في الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي الحـد الأقصى لوجود بقايا المضادات الحيويـة فـي الحليـب ومنتجاتـه بأقـل مـن 0.2 جـزء مـن المليـون.

لقد أصبح انتشار مقاومة المضادات الحيوية من أولويات التهديد الصحي العالمي ووجود بقايا المضادات الحيوية في الحليب يمكن اعتباره مصدر قلق ويشير إلى وجود خطر كيميائي مرتبط بمنتجات الالبان؛ ولذلك، فلابد من تطبيق القوانين والقرارات المتعلقة بتداول واستخدام المضادات الحيوية في العلاجات والالتزام بالجرعات المقررة من الشركات المصنعة للدواء وكذلك الالتزام بفترة السحب لكل مضاد حيوي وذلك طبقا للمجموعة التي ينتمي اليها المضاد للسيطرة على بقايا المخلفات الكيميائية في الحليب ومنتجاته.