كوليرا الطيور Fowl Cholera

بقلم : الدكتورة / هبه أحمد عويس 

باحث الباثولوجيا – معهد بحوث الصحة الحيوانية –معمل فرعى الزقازيق

كوليرا الطيور Fowl Cholera

هو مرض تنفسي بكتيري معدى يعتبر اشد الامراض فتكا ويصيب الدجاج والرومي والطيور المائية والبرية وطيور حدائق الحيوان فى جميع أنحاء العالم .

تحدث العدوى بسبب ميكروب الباستريلا مالتوسيدا وتظهر فى الدواجن الناضجة او القريبة من النضج التى تبلغ 4-8 اسابيع او اكتر ويأخذ المرض طورين : الطور الحاد الذى يكون اكثر فتكا ويسبب الموت بشكل سريع ومفاجئ وارتفاع اعداد الوفيات، أما الطور المزمن يكون المرض موضعي ومحدد فى بعض الاجزاء والاعضاء فى الطيور المصابة.

الأسباب:

• المسبب للمرض بكتيريا الباستريلام التوسيدا Pasteurellamultocida وهى بكتيريا عصوية

• ثنائية القطب سالبة الجرام عديمة الحركة ويوجد منها اشكال متعددة وتعرف بأنها حساسة  جدا للحرارة ولأشعة الشمس والجفاف والمطهرات والمعقمات.

• تختلف مدة الحضانة عادة تكون قصيرة ما بين 1-3أيام حسب شدة الإصابة ومقاومة الطيور.

طرق انتشار العدوى:

1. الاتصال المباشر بالطيور المصابة عن طريق افرازات الفم , والأنف ,وملتحمة العين وعند الإصابة بالطور الحاد تصبح البكتريا شديدة الضراوة والطيور ذات المناعة الضعيفة تكون اكثر قابلية للإصابة ويتجه الميكروب الي الجهاز التنفسي ويتكاثر في الرئة ويسبب تسمم دموي حاد ينتقل الى باقي الأجهزة الحيوية للجسم وينتشر المرض سريعا وأول طائر مصاب يقوم بإفراز كميات كبيرة من الميكروب ليكون سببا في انتشار العدوى الى باقى الطيور.

2. عن طريق الجهاز الهضمى بواسطة العليقة ومياه الشرب الملوثة بالافرازات اللعابية والدمعية للطيور المصابة.

3. الفضلات والمخلفات وزرق الطيور المصابة والحاملة للمرض عندما يلوث العليقة ومياه الشرب تصبح مصدر مباشر لانتقال العدوى لاحتوائها على كميات كبيرة من الميكروب وكذلك الفرشة الرطبة تساعد فى وجود العدوى بشكل مستمر،حيث يظل الميكروب موجود لمدة شهر كاملا فى الزرق حتى انتهاء الاصابة وكذلك يظل حوالى من 2-3 شهور فى ارضية العنبر.

4. الطيور المفترسة والطيور البرية والطيور المنزلية (القطط والكلاب) تكون مصدر دائم للعدوى لأنها حاملة للبكتريا فى تجويف الفم وتحت الأظافر ,وأيضا القوارض والخنازير تكون حاملة للميكروب وتنقله الى عنابر الطيور بسبب عدم اتباع نظم الامان الحيوى.

5. المعدات الملوثة واكياس الاعلاف والمغذيات والاقفاص وكذلك الأحذية والملابس.

6. تربية أو أدخال طيور ذات أعمارمختلفة الى المزرعة.

7. الرطوبة والعوامل البيئة السيئة كالحر والبرد والعوامل المثبطة للمناعة .

8. الاصابة لا تنتقل عن طريق البيض.

كما يمكن ان تتعايش البكتريا المسببه للمرض لأسابيع فى البيئة المحيطة كما تلعب الطيور الحاملة للمرض دورا رئيسيا فى انتشار المرض حيث ان الطيور المصابة بالطور المزمن يمكن ان تظل حاملة للمرض مدى الحياة وتعتبر المصدر الرئيسى للعدوى, وتكون جثث الطيور الميتة ايضا بسبب الاصابة شديدة العدوى لغيرها. يلعب الانسان دورا هاما فى نقل الكوليرا بين الطيورويصاب بالعدوى من الطيور ايضا عن طريق افرازات الفم والانف ولا توجد علاقة حقيقية بين الكوليرا فى الطيوروالكوليرا البشرية.

الأعراض:

اعراض كوليرا الدواجن تختلف حسب الطور الذى ياخذه المرض ونوع الطيور المصابة و تنقسم أعراض الاصابة بكوليرا الطيور إلى الاتي:

الاصابة الحادة:

• نفوق عدد كبير من الطيور دون اى علامات سابقة.

• ارتفاع عدد الوفيات بشكل مفاجئ وسريع.

• الحمى وارتفاع درجة الحرارة.

• الخمول وفقدان الشهية.

• الاسهال (تغير للون البرازفى صورة افرازات مائية ما بين الابيض والاخضرالى الاصفر احيانا).

• احتقان وزرقة فى العرف والدلايات.

• افرازات لعابيه مخاطية من الفم والدمعية من العينين.

• الريش المتطاير الخشن.

• ظهور بعض الاعراض العصبية والتشنجات خاصة فى الرأس والرقبة.

• التهاب في المبيض فى الدجاج البياض.

• احمرار في لون البطن والصدر.

• فى قطيع الرومى يكون الموت المفاجئ اول اعراض الاصابة وقد يهلك القطيع فى خلال 48 ساعة من الطور الحادووجد ان الديوك الرومى اكثر حساسية للاصابة حيث تؤدى الاصابة الحادة الى ارتفاع فى عدد الوفيات بسبب التسمم الدموى الحاد واضطرابات الاوعية الدموية فى كثير من الاحيان.

الاصابة المزمنة:

ترتبط الاعراض غالبا بالعدوى الموضعية.

• التهاب وتورم في الدلايات.

• التهاب فى المفاصل والاوتار وبطن القدم مما يسبب العرج.

• التهاب فى الاذن الوسطي والسحايا وعظام الجمجمة ينتج عنه التواء الرقبة والصعر(تراجع للرأس والرقبة للخلف).

• التهاب فى الملتحمة والتهاب فى البلعوم.

• اعراض تنفسية وصعوبة فى التنفس وزيادة فى معدل التنفس مع الالتهاب الرئوى خاصة فى الرومى.

الصفات التشريحية:

• احتقانا وبقع نزيفية في معظم الاعضاء الداخلية.

• التهاب الامعاء مع احتقان شديد (في الرومى خاصة من العلامات البارزةقبل فتح الامعاء)تفقد البويضات صلابتها وتصبح رخوة وتتمزق ويوجد صفار البيض ضمن التجويف البطني مما يؤدى الى التهاب الغشاء البريتونى.

• التهاب وتضخم في الكبدمع وجود بقع صفراء (البقع التنكرزية).

• التهاب قيحى للرئة مع احتقان فى الرومى خاصة علامة مميزة مصاحبة للاصابة الحادة.

• الاصابات المزمنة يصاحبها التهاب خلوى فى الوجه والداليتين واحتوائها على مواد متجبنة وأوديما والتهابات متجبنة فى المفاصل ،التهابات الجلد والتي تشمل الظهر والبطن.

التشخيص:

–  الاعراض والتاريخ المرضى للمزرعة،الصفات التشريحية.

-عزل المسبب بسهولة من أعضاء الطيور النافقةويمكن زراعتها باستخدام اجارالدم أو نشا الدكستروز.

– الفحص المجهرى للبكتريا ثنائية القطب باستخدام صبغة الجيمسا (الصبغة تتركز فى طرفى الجرثومة).

– فى الحالات التى يراد عزل المسبب بصورة نقية غير ملوثة يمكن حقن أرانب أو فأر بكمية قليلة o.5سم من الأعضاء الداخلية فى التجويف البطنى أو تحت الجلد حيث ينفق الحيوان المحقون بعد 24-48 ساعة ويمكن عزل الباستريلا من دم الحيوان بصورة نقية .

– حاليا يتم اللجوء الى الاختبارات البيولوجية التى تعتمد على عزل المادة الوراثية للمسبب وتكثيرها بطريقة البى.سى. ار(PCR) ثم تاكيد النوع عن طريق معرفة التسلسل الوراثى لقطعة جينية معينة.

التشخيص المقارن:

 تتشابة الحالات الحادة مع مرض النيوكاس للشدة الوباء، ولكن توجد فى مرض النيوكاسل أعراض عصبية وندب في المعدة، كذلك  التفريق بين المرض وحالات التهاب المفاصل التي تحدث من الإصابة بالسالمونيلا أو الاشريكيا القولونية ويجب تميز التهاب التجاويف في الوجه من الكوريزا ونقص فيتامين أ، كما يجب التفريق بين الكوليرا والاصابة ببكتريا الايريسبلا اذ يكون في الأخير الجلد محتقن والعرف الوسطى متضخما ومتصلبا فى مثل هذه الحالات يتأكد منها بعزل المسبب وتشخيصه.

العلاج:

يفضل اجراء اختبارات الحساسية اللازمة للتأكد من حساسية البكتيريا للمضادات الحيوية وبالتالى استبعاد المضادات التى لها مقاومة  واستخدام المضاد الحيوي الأكثر فاعلية ولكن يجب البدء فى العلاج بإعطاء المضادات الحيوية كالتتراسيكلين والكلورامفين يكولأو الأستربتومايسين او الدوكسىي سيكلين  فى علاج هذا المرض وتستعمل طريقة حقن المضادات الحيوية فى الرومى عادة لسرعة انتشاره ومحاولة الحد من النفوق العالى التى يسببها لذلك يتم حقن جميع القطيع بأسرع وقت مع إعطاء المضادات الحيوية فى الماء أو العلف لفترة أسبوع أو أكثرويجب الانتباه ان المرض يحتاج لفترة علاج طويلة لمنع ظهور المرض بالقطيع مرة أخرى.

الوقاية والتحكم فى المرض:

• توفير الشروط الأساسية الخاصة بالأمن الحيوى داخل المزرعة.

• الوقاية الصحية مهمة جدآ فى حقول التربية ويجب التخلص من جميع الطيور المصابة بالطور المزمن لأنها مصدر تلوث القطيع والتخلص من الفرشة الملوثة وحرق النافق ٲو دفنه في ٲماكن بعيدة.

• التهوية الجيدة واستخدام المطهرات وٲشعه الشمس والتجفيف للقضاء علي البكتريا المسببة فى العنابروالادوات المستخدمة باستمرارويفضل تركها فارغة عدة اسابيع قبل ادخال القطيع الجديد.

• يجب دائمآ إدخال افراخ صغيرة العمر (أقل من ثلاثة أشهر) لتبديل القطيع لأنها تكن مقاومة للمرض بهذا العمر وإحتمال إصابتها أو حملها المسبب يكون ضعيفآ .

• يجب الحرص على بقاء الفرشة المستخدمة جافة.

• يجب مكافحة وإبعاد الحيوانات خصوصآ الخنازير والقوارضوإبعاد القطط والكلاب عن مزارع الدواجن يمكن ان تكون حاملة للمرض.

• استعمال لقاح كوليرا الطيور وهو لقاح مثبط وأهم نقطة فى الوقاية هى التحصين بلقاح كوليرا الطيور عند عمر 8 أسابيع بجرعة 1 سم للطائر تحت جلد الرقبة.

• غسل البيض وتطهيره جيدا خاصة بيض الرومى.

• التطهير الدورى بعد انتهاء كل دورة تربية دواجن.