بقلم : الدكتور / حماد اسامة حماد حماد
باحث ميكروبيولوجي معهد بحوث الصحة الحيوانية – فرع الفيوم
مرض التهاب الضرع من أخطر المشاكل المرضية والاقتصادية التي تواجه مربي الحيوانات في مزارع الماشية بل وأكثرها شيوعا حيث إنها قد تؤدي الى خسائر اقتصاديه فادحة وذلك لأنه في بعض الاحيان قد يؤدى الى نفوق الأبقار في الحالات شديده الالتهاب (فوق الحاد) أو يحدث خسائر كبيرة في المزارع في حالة تم استبعاد الابقار المصابة من القطيع . بالاضافة الي انه يسبب انخفاضا في ادرار اللبن خاصه في الابقار التي تكون تحت نظام علاجي وتحول فيها الالتهاب الى حالات مزمنة.
والتهاب الضرع يندرج تحت نوعان الأول : تحت الاكلينيكي او التهاب الضرع الغير مرئيويتصف بعدم ظهور اعراض مرضية على البقرة ولا تغيرات في الحليب ، فقط يقل انتاج الحليبحيث لا تظهر علامات واضحة غير ذلك ، لأن الإصابة تقتصر على أنسجة الضرع المنتجة للحليب. ونتيجة لذلك يصعب اكتشاف الأبقار المصابة دون الإستعانة باختبار كاليفورنيا اوبقياس عدد الخلايا الجسمية في الحليب. ولهذا يكون هذا المرض خطيرا لأنه ينتقل بسهولة على يدي الحلاب أو كؤوس ألة الحلابة إلى باقي الأبقار.
والنوع الثاني: الاكلينيكي او التهاب الضرع المرئي وفيه الأعراض تظهر واضحة بالعين المجردة ، فالضرع يكون منتفخا او متضخما وصلبا ومؤلما، ويتغير لون الحليب ورائحته مع وجود تجلطات. هذه الأعراض يمكن أن يراقبها الحلاب عن طريق لمس الضرع وفحص القطرات الأولى من الحليب فيلاحظ تغير في الحليب (متكتل، دموي، مائي، مصفر). إذا كان هذا المرض في مرحلة متقدمة ، فإن هذه العلامات يرافقها حمى وضعف واضطراب عصبي وفي الحالات الحادة يحدث تسمم في الدم الذي يمكن ان يؤدي الى نفوق الحيوان.
و يعتبر التهاب الضرع مشكلة قطيع أكثر من كونه مشكلة فردية حسب حالة معينة و السبب في ذلك هو عند إصابة بقرة واحدة بالتهاب الضرع فإن ذلك سيؤدي إلى انتشار المرض في باقي افراد القطيع بأكمله.
وسبب ظهور مرض التهاب الضرع جراثيم تدخل إلى الضرع عن طريق رأس الحلمة.
هذا الميكروب يعيش في البيئة المحيطة بالبقرة في الفراش، على قوائم البقرة ، على سطح الضرع ، في كؤوس ألة الحلابة وكذلك بواسطة يدي الحلاب.
العومل التي تساعد على ظهور وانتشار مرض التهاب الضرع في المزرعة :
1- زيادة الضغط فى مضخه التفريغ يعمل على رفعة درجه حرارة والتهاب الحلمه مما يؤدى الى تكوين قشور و جفاف الحلمه وبالاخص فى الشتاء عند تعرضها للهواء البارد و يترتب على ذلك تشقق الحلمة و وجود جروح و توفير بيئه مناسبه لنمو البكتريا و الميكروبات و لعدم حدوث ذلك ننصح باستخدام زيوت ملينه مع محلول التطهير المركز بعد عملية الحلب للعمل على ترطيب الحلمة و يعالج ذالك باستخدام كريمات اكسيد الزنك
2- نزع جهاز الحلب دون اغلاقه مما يؤدى الى اصابه فتحه الحلمة.
3 – عدم الاهتمام بالحواف الحاده البارزه أو ضرب الحيوان و اصابه الضرع بجروح.
4 زياده فتره الحليب اكثر من اللازم مما يؤدى الى تضمير الشعيرات الدموية و وحدوث نزيف دمودى.
5- الارضية الرطبه او الطينية بيئه جيده لنموالبكتريا والفطريات والابقار حين ترقد على الارض ويتلوث الضرع والحلمات يؤدي ذلك الى مشاكل متعددة فالمحافظة على ارضيه الحظائر جافه ورفع الطمى والروث منها هو الأسلوب الجيد للحد من فرصه الأصابه بامراض الضرعوأكثر الحيوانات عرضه لذالك هى الحيوانات ذات الشعر الكثيف فى منطقه الضرع و يتم التخلص منه بالشكل المطلوب دون ايذاء الحيوان
6- غسيل الضرع بالماء قبل الحليب لان غسيل الضرع يذيب البكتيريا ويجعلها سهله الدخول من فتحه الحلمه كما ان بلل الحلمه أثناء الحلب يساعد على تكون الشقوق والقشر والجروح وننصح انه فى حاله الغسيل لابد من التجفيف بمنديل تجفيف جيد جدا وان الحليب على الجاف هو الأفضل
7 – مراعاة طريقة الحلب الجيدة بخلق ضغط سالب فى مجمع اللبن لينزل اللبن من خزان الضرع ذو الضغط الموجب ويتم ذالك عن طريق مضخه الهواء فى مرحله الحلب ثم يتوقف فى مرحله الراحه حيث يغلق النابض ضغط المضخه عن الحلمه فيكون الضغط موجبا الضغط السلبي المناسب لاتمام العملية فى صوره جيده دون التأثير سلبا على الضرع او اللبن الذى يجب ان يكون فى صوره نظيفه خالى من اى روائح او شوائب او اى لون غريب وذالك بفحص الابقار قبل الحلب لبيان صلاحيه اللبن للاستهلاك الأدمى وسلامه الضرع من التهاب يؤدى الى تغيير صفات اللبن
8 – عدم اختيارالوقت و زمن الحليب الأمثل وعدد مرات الحلب المناسبه ومواعيد الحليب علما بان ذلك يعتمد على متوسط الحليب للبقره فكلما زاد المتوسط الابقار عاليه الادرار عند اكثر من ٤٠ كجم يمكننا حلب الابقار اكثر من مرتين يمكن حلب ٣ حلبات او ٤ حلبات والمعروف هو الحلبتين فى المتوسط اقل من ٣٠ كجم
ويمكنك عندها حساب زمن الحلبه فى المتوسط بقسمه عدد الحلاب على عدد نقاط الحليب
9- مراعاة نوع الحلمات المناسب للقطيع وكذالك حجم مجمع اللبن حيث ان
حلمات المطاط هى الجزئ الذى يلامس الحلمات فى الابقار وعليها يتوقف جوده الحليب وان لها عمر افتراضى لا يهتم به كثير من المربيين حيث تقل مرونتها وتتشقق رغم عدم رؤيه ذالك الا من خلال اجهزه قياس المحلب وكذلك التشققات حيث لاترى بالعين المجرده وعندما تقل مرونته بسبب المطاط المصنوع منه الحلمه فان تغير وقت وزمن فتره الحلب والراحه على الحلمه لايؤدى الى الحليب بكفاءة وقد تخرج الابقار من المحلب وبها جزئ من اللبن كما تطول فتره الحليب والتى تعانى بعدها الابقار من التهاب الضرع
10- عدم اختيار الحلمات بالأطوال المناسبه جزئ مهم حيث يجب ان تنتهى حلمه البقره عند نقطه انقباض الحلمه فى وقت الراحه
11- ضغط المطاط على الحلمه او زياده الشفط يؤدى الى تمزق فتحه الحلمه او رجوع اللبن الى الضرع مما يكون سبب رئيسى فى حدوث الأصابه بالتهاب الضرع
12- حجم مجمع اللبن الغير مناسبعندما يكون حجمه صغير ولا يتناسب مع كميه اللبن المنتجه من البقره فى الدقيقه فانه يؤدى الى إغلاق مضخه الهواء ولا يتم نزول اللبن من الضرع بل يمكن ان يحدث رجوع للبن الى الضرع ملوثا ويحدث الالتهاب
13- وقوف الابقار على أرضيات غير مستويه او غير مناسبه تؤدى الى عدم راحة الابقار وتقلل إنتاجها كما تؤدى الى رفس الابقار لجهاز الحلب وأعاده تركيبه فترتفع نسبه أعاده التركيب مما يعطل الحلب ويزيد مده الحليب وعدم راحة الابقار وكثره تحركها اثناء الحلب دليل على أنها لا تشعر بالراحه كما تؤدى الى حدوث مشاكل بالحوافر وللتخلص من هذه المشكله تغطى الأرضيات بالفرش المطاط وهى انسب حل لمشكله عدم تساوى الارضيه وتقلل الأصابه بجروح الحافر والخراج والنزيف الدموى بباطن الحافر
14- كهرباء المحلب وأثر التيار الأرضى على صحه الابقار
كثيرا ما نهمل تركيب ما يطلق عليه الايرث او الأرضى على جسم المحلب وهذا معروف لدى المتخصصين فى الكهرباء
والذى يجعل من ارضيه المحلب المبلله بالمياه دائماً بها كهرباء خفيفه نتيجه تسرب شحنات كهربائية ارضيه لا تحس من البشر ولكن تشعر بها الابقار مما يؤثر على راحتها اثناء الحلب وتؤدى الى استمرار إسقاط جهاز الحلب من على الضرع فتطيل فتره الحليب كما انها تقلل الانتاج من الألبان للبقره كما ان هناك حوادث عندما ترتفع شحنه الكهرباء الارضيه فجاءه التى تؤدى الى ان تتكهرب الابقار وترتفع صراخها وقدتسقط على الارض او تنفق صعقا بالكهرباء
وهناك النقاط الاتيه التى يجب مراعاتها
15 – يجب تشغيل المحلب فى مواعيد منتظمه لتعود الابقار عليها على تلك المواعيد الثابتة مع التاكد اثناء الحلب من عمل جهاز منظم الهواء وسماع صوت شفط الهواء عند غلق الوحدات بضروع البقر
وثبات مؤشر الفاكيوم وعدم تذبذبه فان كان غير ثابت فهذا يدل على وجود تسريب بالخطوط والتاكد من عمل الحلمات طبقا للنابض PULSATOR من وجود نبضات نشعرها بالاصبع داخل الحلمه
16- معامله العمال للضروع بصورة سيئةاو عنف وعدم ايذاء الابقار بضربها على الضروع الذى قد يؤدى الى نزيف أو خراج او تجمع دموى او أوديما
لابد من اليقين بان سر ارتفاع حالات التهاب الضرع فى القطيع هى مشاكل المحلب وعليه فان الحل عند ارتفاع نسبه الابقار المصابه بالتهاب الضرع هو فحص المحلب بواسطه طاقم الصيانه المتخصص فهناك الصيانه اليوميه وهذا يجب معرفته وعمله بواسطه طاقم الحلابين. وكذالك الصيانه الاسبوعيه والصيانة الشهريه طبقا لجدول الصيانه من الشركه صاحبة المحلب
-
عند اكتشاف حاله التهاب الضرع قم بإخراج البقره من المحلب ولا تحلب اللبن منها على التنك
ولابد من عزل البقره فى حظيره عزل التهاب الضرع لتدخل محلب منفصل او المحلب الرئيسى فى نهايه القطيع
وفى اليوم الاول وقبل الحلب المنفصل ناخذ عينه من الربع المصاب لإرساله الى المعمل
ولابد من حلب البقره والربع المصاب جيدا ( ويفضل تكرار الحلب كل ساعتين ) حتى نهايه اليوم حيث يتم إعطاء العلاج
طبقا لترتيب المضاد الحيوى بالمزرعه.
-
لابد من مراعاة الاتي عند الحلب:
-
غسيل الابقار قبل الحليب خطر ويفضل الحلب الجاف واذا كنت مضطرا الى الغسيل فيجب الاهتمام بالتجفيف وخطوات الحليب
-
شخب الضرع على طبق اسود للتأكد من سلامه البقره من التهاب الضرع عدد اربع شخبات نظيفه او اربع غير سليمه
-
قم بالتطهير باليود المخفف قبل الحليب وترك المطهر ٣٠ ثانيه ما يعادل تشخيص ٥ بقرات بعدها
-
استخدم منديل ورقى لتجفيف الضرع من المطهر
-
ركب جهاز الحلب مباشره بعد التجفيف
-
راقب الابقار فى الحليب وتأكد من انتها الحليب فلا تترك لبن بالضرع ولا تحلب اكثر من اللازم
-
طهر الضرع بمطهر اليود المركز بعد رفع الجهاز مباشره وتأكد من وصول المطهر للحلمات البعيده عن متناول يدك بشكل سليم ان خطوات الحليب كما سبق عامل رئيسى فى منع أمراض التهاب الضرع المعديه وغير المعديه فحافظ على أداءها يوميا دون كلل او ملل
*اهم الميكروبات التي تسبب التهاب الضرع:
ومن الامثلة الهامة للميكروبات المسببة لاتهاب الضرع البيئي:-
-
الميكروب القولوني العصوي (E. Coli):
و ربما يكون الميكروب القولونى العصوي هو اهم مثال للاصابة بالتهاب الضرع البيئي لما له من الاثر السئ علي الحيوانات التى تصاب به ولما له من اهمية اقتصادية كبيرة وكذلك لما قد يسببه من نفوق للحيوانات التى تصاب به اذا لم يتم التدخل السريع في علاجه لسرعة تكاثره وافرازه للسموم في الدم ولعلاج هذا النوع من الميكروبات يجب اختيار مضاد حيوى مناسب حيث انه مقاوم للبنسلين بشدة.
-
الميكروب غير السبحي (Streptococcus dysgalactiae):-
وهذا النوع من الميكروبات يسهل علاجه بانواع مختلفة من المضادات الحيوية ولكنه يتسبب في انخفاض ملحوظ في انتاج اللبن بل انه يسبب تلف جزء كبير من الارباع المصابة .
-
ميكروبات اللاهوائية (Clostridial micro-organism):-
تسبب النفوق لما تفرزه من سموم في الدم وكذالك التدهور السريع في الحالة العامة للحيوان و ربما يحدث غرغرينا في الضرع مما يؤدي الي انفصال تام بين نوعين الخلايا الحية والمصابة ويسقط الجزء المصاب من الضرع فيصبح الحيوان غير ذي قيمة .
2- التهاب الضرع المعدي (Contagious mastitis):
هذا النوع من التهاب الضرع هو الذي يصيب الحيوانات بميكروبات تصل إلى الضرع عن طريق الحلمات كعدوى ثانوية تعقب الاصابة الوبائية أو اللبن الملوث أو أيدى الحلابين إذا كانت ملوثة أو من خلال عدوى مركزية داخل الجسم .
وكذلك فإن كثيرا من حالات نقل العدوى تنتشر عن طريق ما يكمن فى تشققات الحلمات المطاطية لكؤوس الحليب بالمحالب الالية عند إهمال تغييرها فى مواعيدها المناسبة أو قيام بعض الحلابين بتشخيب حلمات الحيوانات على راحات أيديهم خاصة إذا كانت بعض تلك الحيوانات مصابة بأنواع من البكتيريا المسببة لالتهاب الضرع – وإن لم تبدو عليهم الاصابة بعد – ثم يلامس حلمات أبقار أخرى سليمة .
ومن أهم مسببات التهاب الضرع المعدي (Contagious mastitis):
-
الميكروب السبحىStreptococcus agalactia:
هو ميكروب سريع التكاثر ، سريع فى اتلافه لنسيج الضرع فيسبب زيادة فى عدد الخلايا الجسدية فى اللبن قد يصل الى عدة ملايين خلية فى الملليلتر . وقد يؤدى الى توقف افراز اللبن تماما من الارباع المصابة اذا لم يتم التدخل السريع بعلاجه . أما اذا تم التدخل بالعلاج سريعا فان الاستجابة للعلاج تكون جيدة جدا.
-
الميكروب العنقودى الذهبىStaphylococcus aureus:
هو ميكروب عنيد حيث انه يعيش فى أعماق الضرع ويتكاثر داخل الغدد البنية ويتلفها مكونا مستعمرات ونسيج ضام فيكون بذلك عائقا ومانعا أمام المضادات الحيوية مما يمنع وصولها لأماكن تكاثره . وقد تظهر خراريج على الضرع وكذلك قد يؤدى الى الغرغرينا خاصة فى العجلات بعد الولادة.
-
البكتيريا الوتدية التقيحية Corynebacteriumpyogenes:
تتكاثر هذه البكتيريا فى نسيجالغدد اللبنية مكونة قيحا تتحوصل وتكون بدورها خراجا. وتتكرر هذه العملية لمرات فى الحيوان الواحد وقد تظهر عدة خراريج يتوقف معها افراز اللبن فى الحيوان. وربما تفتح بعض تلك الخراريج الى خارج جسم الضرع فتتسبب فى نشر العدوى سريعا بين الحيوانات المختلفة مثل هذا النوع من التهاب الضرع ايضا لا يمكن علاجه الا بعد تجفيف الحيوان ثم يعالج جراحيا حيث يتحول الضرع كله الى خراج وربما يحتاج الى استئصال اجزاء كبيرة منه.
-
الميكوبلازما (Mycoplasma):
