بقلم: الدكتور/ إيمان محمد نصر رشاد الحسيني
باحث بمعهد بحوث الصحة الحيوانية _فرع دمياط _مركز البحوث الزراعية _مصر
تتعرض الدواجن لكثير من الأمراض التي تقضي على نسبة كبيرة منها إذا أهملت العناية بها، إذ لا جدوى من تربيتها لزيادة إنتاجها ورفع مستواها بدون المحافظة على صحتها ووقايتها من الأمراض التي تتعرض لها ، ويتطلب الأمر تهيئة البيئة الصالحة للإنتاج فيها وتخير مصدر القطيع والإدارة الحازمة لتوفير كل الوسائل الصحية لتنشئة الدجاج والمحافظة عليه والاكثار منه.
وفيما يلي بيان بما يجب أن تكون عليه مزرعة الدواجن وبما يجب أن يتوفر لها من أسباب الرعاية والعناية والوقاية:
أولا :موقع المزرعة وتصميمها:
-
يتم اختيار موقع أو مكان المزرعة بعيدا عن المساكن والطرق العامة ويفضل التربية في منطقة نائية أو بعيدة عن أي مزارع أخري للدجاج أي بعيدا عن مصادر التلوث.
-
أن تكون على أرض مرتفعة عن الرطوبة; لتصريف الماء والمخلفات الناتجة عن عملية الغسيل والتنظيف بسهولة ويفضل أن تكون الأرض رملية .
-
يجب أن تكون نوعية الإنشاءات جيدة ومعزولة ، محكمة الإغلاق تمنع دخول العصافير والقوارض.
-
السياج حول المزرعة يكون محكماً لمنع دخول الحيوانات للمزرعة.
-
يجب أن تكون الطرق والمماشي داخل الموقع أسمنتية سهل تنظيفها وتعقيمها بصورة دائمة.
-
يراعى عند التصميم أن تكون حجرة التفريخ بعيدة تماما عن عنابر الطيور وأن تواجه واجهات المباني الناحية القبلية حتى تتوفر بها الشمس وأن تكون التهوية كافية مع تجنب التيارات الهوائية، أي يكون موقعا جيد الإضاءة والتهوية و التدفئة.
-
أن يكون موقعاً حيوياً يسهل نقل مستلزمات الإنتاج كما يسهل من خلاله تسويق المنتجات .
-
يجب أن يكون موقع المزرعة قريبا من مصادر الماء والطاقة.
-
مساحة المزرعة يجب أن تكون مناسبة لعدد الطيور التي تربى فيها ،لأن الازدحام يؤدي إلى انتشار العادات السيئة بينها مثل أكل البيض و الإفتراس، كما يساعد على ضعف النمو وقلة الإنتاج ويهيئ لانتشار الأمراض المعدية والطفيليات.
-
يفضل أن يكون بالقرب من المزرعة بعض الأشجار ذات الظل لتلطيف حدة الحرارة .
-
يجب أن تهيأ الحضانات بالتدفئة اللازمة للكتاكيت.
-
تحديد الأجهزة المطلوبة والمعدات وتحديد الهيكل الإداري والعمالة اللازمة .
-
وضع الخطط واستراتيجيات العمل في المزرعة .
-
مساكن الموظفين والعمال: عليها أن تكون داخل حرم المزرعة للتخفيف من الحركة منها وإليها.
-
من المفضل وضع خزانات العلف قريباً من السياج بحيث تستطيع سيارات العلف السائب تفريغ العلف إليها من فوق السياج دون الحاجة للدخول إلى حرم المزرعة.
-
يجب إبقاء السيارات خارج المزرعة وعند دخولها يجب تنظيفها ورشها وتعقيمها جيداً.
-
يجب عدم السماح للزوّار بدخول المزرعة.
-
يجب تعقيم المعدّات قبل إدخالها للمزرعة وعليها أن تكون جديدة أولا تحتاج إلى صيانة متكررة.
ثانيا: مصدر القطيع :
المعلوم أن مزارع تربية الدواجن تبدأ إما بالبيض لتفريخه أو بالكتاكيت أو بالدجاج .
ففي حالة البيض يراعى ضرورة الحصول عليه من مزارع معروفة ذات سجلات إنتاجية وصحية للاطمئنان إلى أنه ناتج من أمهات ذات إنتاج عالي وخالية من الأمراض التي تنتقل بالبيض فهناك من الأمراض مثل السالمونيلا (مرض الاسهال الابيض المعدي) و الميكوبلازما والإي كولاي تنتقل من الأمهات المريضة أو الحاملة للعدوى للجنين وهو مازال داخل البيضة ليفقس مريضا أو حاملا للمرض .
وفي حالةالكتاكيت أو الصيصان فتشترى من مزارع نظيفة و خالية من العيوب الوراثية والأمراض السارية وخاصة تلك التي تنتقل رأسياً بواسطة بيضة التفريخ من الأم.
وفي حالة الدجاج فينتخب من البدارى السليمة الخالية من الأمراض والطفيليات الداخلية والخارجية التي كثيرا ما تقضي على نسبة كبيرة منها، وتكون مختبرة لمرض الإسهال الأبيض المعدي ومحصنة ضد الأمراض الوبائية الشائعة.
ثالثا: العناية الصحية: يجب وضع سياسة صحية ثابتة يومية ودورية للعناية بطيور المزرعة في أدوارها المختلفة .
في التفريخ: تجهز المفرخات بتطهيرها بالغسيل بالماء المغلي والمطهرات، ثم تبخيرها قبل وضع البيض وقبيل الفقس في اليوم الثامن عشر بغاز الفورمالين .
وفي الحضانات: يجب أن تهيأ كل حضانة بدرجة الحرارة المناسبة لتربية الكتاكيت من 90 – 60 فهرنهيت وباستعمال درجات الحرارة المئوية فإن درجة حرارة التحضين تكون 35مْ عند مستوى ظهر الكتكوت في الاسبوع الأول تخفض بمقدار 2.8 مْ أسبوعيا حتى الوصول لدرجة 21-24 مئوية ويجب أن توفر بها الإضاءة الكافية حتى تتشجع على تناول الغذاء وشرب الماء وأن تكون التدفئة بالكهرباء والحذر من استعمال دفايات الغاز إذ كثيرا ما يتصاعد منها الكربون غير المحترق فيتسبب عنها الاختناق بثاني أكسيد الكربون والنفوق وأن تفرش أرض الحضانات بالتبن أو نشارة الخشب الناعمة على أن تكون جافة تماما، وأن توفر المساقي والعلافات بما يتناسب مع عدد الكتاكيت ويحسن أن تقسم حجرة الحضانة بقواطع يمكن بها تقسيم العدد إلى مجاميع صغيرة فيتفادى بذلك من تكدس الكتاكيت على بعضها مما يسبب اختناقها ونفوقها .
في مساكن الدجاج :تهيأ المساكن والأحواش بالأدوات والمهمات اللازمة كالبياضات والمعالف والمساقي و المجاثم وهي قطع من الخشب أو البلاستك و التي توضع ليقف عليها الطائر ويقلل من إجهاد الطيور، فضلاً عن تقليل الإصابات والوفيات ، مما يساهم في رفاهية الطيور و منع الطيور من الازدحام ويجب أن تكون المساكن من الاتساع بحيث تتناسب مع عدد الدجاج.
رابعا :الرعاية الصحية :
1-استبعاد الكتاكيت الضعيفة والمشوهة والتي يشتبه في إصابتها بالمرض عقب التشريح.
2- تغذيه الطيور على عليقة متزنة متوفر فيها جميع العناصر اللازمة للحياة والنمو من فيتامينات وأملاح معدنية علما بأن سوء التغذية يعرض الطيور لكثير من الأمراض .
3-اتخاذ أدق احتياطات التطهير لمنع تسرب عدوى الأمراض إلى المزرعة، وذلك ووضع أوان ومساحات بها محلول مطهر كالفينيك على مداخل الأحواش والحضانات والمفرخات لتطهير الأيدي والأرجل قبل الدخول وتمنع الزيارات لما فيها من خطر تعريض المزرعة للتلوث.
4- رفع فضلات الدجاج يوميا إلى مكمورة خاصة ترش فيها بمحلول الصودا الكاوية 2% على أن تجدد على الدوام أرضية الأحواش وفراش الحجرات.
5- ملاحظه عدم خلط الكتاكيت المتفاوتة الأعمار وعدم تربيتها في أماكن الدجاج .
6-يحسن تخصيص كل مزرعة لنوع خاص من الدجاج واذا اضطر إلى تربية عده أنواع في مزرعة واحدة فيلزم تخصيص مكان لكل نوع منها .
7- عدم خلطه دواجن جديدة مشتراه أو واردة من المعارض بدواجن المزرعة إلا بعد عزلها مدة لا تقل عن 15 يوم للتأكد من سلامتها.
خامسا :الوقاية الصحية :
يجب الاهتمام والعناية الدائمة بنظافة الحظائر والأدوات وتطهيرها جيدا وتغيير ما تفرش به الأرض سواء كان قش أو نشارة الخشب .
-
التطهير: تجهز المزرعة بالعفارات والرشاشات والمطهرات والمبيدات الحشرية لاستعمالها في التطهير الدوري أو عند ظهور مرض من الأمراض المعدية فلتطهير الاحواش ترش بمحلول الصودا الكاوية أو الجير الحي على أن يطفئ عليها، ولتطهير المساكن نفسها ترش الأرضية والجدران بمحلول الصودا الكاوية أما الأدوات من مساق ومعالف تغسل بالماء المغلي وتطهر.
-
ولإبادة الطفيليات الخارجية كالفاش والقراد وغيرها تستعمل مبيدات الحشرية الخاصة تعفيرا أو رشا جيدا.
-
عزل الطيور المريضة أو المشتبه في مرضها ثم التخلص منها .
-
سرعه الإتصال بالطبيب البيطري لفحص الحالة وتشخيص المرض لاتخاذ اجراءاته الوقائية اللازمة من فحص وعزل وتحصين ،و شراء اللقاحات والأمصال لأشهر الأمراض التي تصيب الطيور مثل ( النيوكاسل و الجدري و………..الخ حيث يجب التحصين لكافة الأمراض الفيروسية المنتشرة في المنطقة وتحديد مواعيد إعادة التحصين.
-
اذا حدثت حالات نفوق بين الدجاج يجب جمع الدجاج النافق والتخلص منه بأسرع وقت ممكن، حتي لا تكون الحالة النافقة مصابة بمرض ما وينتقل الي باقي الفوج وذلك بحرق جثث الطيور النافقة ومخلفاتها ودفنها وبناء مدافن جيدة داخل حرم المزرعة وإبقاء هذه المدافن مقفلة بطريقة محكمة، ثم تطهير المزرعة.
-
على القمامة أن تحرق في مكان محدد داخل حرم المزرعة. وعلى البيض التالف أن يدفن بالمدفن المخصص للطيور النافقة.
-
اختبار القطيع لمرض الاسهال الابيض ثلاث مرات سنويا على أن يبدأ ذلك قبل موسم التفريخ من كل عام يتخلص منها الحالات الايجابية ذكورا أو إناثا بالذبح.
-
يراعى عند تشييد المزرعة مقاومة تسرب القوارض إليها والعمل على إباده ما يظهر منها في المزرعة حيث إنها تفتك بالدجاج وتعمل على نقل الأمراض اليها و يجب مكافحتها ليس لمنعها من دخول عنابر الدواجن فحسب، بل بوضع السموم لها في حرم المزرعة وإحاطة العنابر بالحصى وبالمصايد.
-
فحص البراز الدوري للطفيليات والديدان اذا ظهرت به إصابة ويكرر العلاج بعد شهر بضمان التخلص منها تماما. يجب مكافحة الذباب والخنافس داخل وخارج العنابر بالمصايد والمبيدات.
-
يجب عدم السماح للكلاب والهررة بالعيش داخل سياج المزرعة.
-
تفريغ المزرعة من الطيور والسماد كلما حان الوقت لذلك مع ضرورة إبقاء المزرعة خالية بعد تنظيفها وتعقيمها مدة لا تقل عن أسبوعين.
-
التنظيف الكامل والتعقيم الجيد بعد التفريغ يجب أن يشمل العنابر والمعدات والمجاري وسكن العاملين والمكاتب ومراكز الخدمات وخزانات العلف والمخازن والطرقات والممرّات وخلايا والتبريد والمراوح …….الخ .
-
يجب تنفيذ إجراءات التحصين والتجنيس والفرز والعّد بطريقة متقنة على يد فرق مدربة تدريباً جيداً.
-
السجلاّت: هي من الأمور الهامة من أجل تحليل النتائج وتحديد المشاكل ومتابعة حلّها.
