تعتبر الأسماك من ذوات الدم البارد، أي متغيرة درجة الحرارة حيث تاخذ درجة حرارة الوسط المحيط بها وذلك لانها لا تملك اي قدرة علي التنظيم الداخلي لدرجة حرارة جسمها,
وقد ثبت أن نشاط الأسماك يؤدي إلي إنتاج حرارة من جسمها تفقد في الوسط المائي وتتوقف كمية الحرارة المفقودة في الوسط علي مسطح الجسم ودرجة حرارة الماء, لذا فالاسماك الاصغر حجما تكون أكثر تأثرا أثناء الشتاء ويحدث هذا التغير سريعا عن طريق انتقال الحرارة بالتوصيل من خلال الخياشيم وجسم السمكة الخارجي نتيجة وجود مستقبلات عصبية للحرارة والبرودة بجانب بعضها علي شكل نهايات عصبية حرة في الجلد
كذلك وجد أن معدل التغير في درجة الحرارة يحدث بصورة أسرع في الأسماك الأصغر حجما عن الأكبر حجما.
وبالتالي فإن التمثيل الغذائي لها يتأثر مباشرتا بدرجة الحرارة,ولهذا فان معدلات التغذية وكذلك النمو ترتبط مباشرة بدرجة الحرارة .
وخلال مدي حراري معين , يلاحظ زيادة نمو الأسماك بزيادة درجة الحرارة لحين الوصول إلي أقصي معدل للنمو عند درجة الحرارة المثلي لهذة الأسماك .
هذا مع ملاحظة ان درجات الحرارة المنخفضة أو العالية جدا دائما ما لها تأثيرها الضار بل وربما المميت علي الأسماك ,حيث يتراوح تأثير درجة الحرارة من تثبيط النمو إلي فقدان الوزن ثم ينتهي بالنفوق.
وانخفاض درجة الحرارة شتاء يؤدي لانخفاض العمليات الحيوية والكيميائية للاسماك و يقلل من نشاط انزيمات lysozyme التي تفرز اجسام مضادة لقتل البكتيريا
وكذلك تقلل من طبقة المخاط وهو أول خط دفاعي للأسماك لما تحتوية من جلوبيولين مناعي ,
أسماك البلطي
وفي دراسة وجد أن درجة (14±2مº) تقلل من نشاط انزيمات lysozyme في السيرم والأمعاء وطبقة المخاط ونسبة الخلايا المناعية , ونشاط Hemolytic ونسبة الهيماتوكريت وتركيز الهيموجلوبين وبروتينات السيرم الكلية ولكن ترفع من نسبة جلوكوز الدم ( أي انخفاض المناعة الطبيعية للاسماك).
,كذلك تؤتر درجة الحرارة علي التنفس والتكاثر وكل العمليات البيوكميائية في جسم الاسماك علاوة علي تاثيرها علي درجة ذوبان الاوكسجين في الماء, و تمتنع الاسماك عن الأكل بالارتفاع أو الانخفاض الشديد في درجة الحرارة نتيجة تأثبرها علي النشاط الانزيمي المسؤول عن تحفيز معظم التفاعلات الحيوية حيث وجد أن درجة الحرارة تؤثر علي عملية الهضم والامتصاص لذا يفضل وقف التغذية لاسماك البلطي عند اقل من 18 مº لان البلطي في هذه الحالة يكون غير قادر علي هضم الأعلاف نتيجة لعدم افرازة لانزيمات الهضم. والتعرض المفاجئ للتغير في درجة حرارة الاسماك سواء بالزيادة او النقص في حدود 20 مº يؤدي للنفوق بالصدمة الحرارية حيث تنكسر كرات الدم الحمراء ويحدث خروج للهيموجلوبين.
ولهذا كلة فقد استدعي الامر التفكير في اتباع اساليب مختلفة تمكن اسماك البلطي من اجتياز فترات الحرارة المنخفضة بدون او باقل خسائر ممكنة .
لذا نلجأ الي استخدام احواض التشتية ,كما يحاول المربون في مجال الوراثة استنباط سلالات من أسماك البلطي تتحمل دراجات حرارة اكثر انخفاضا, كما يحاول خبراء التغذية البحث عن حلول خاصة بالتغذية تستطيع من خلالها ان تتمكن الاسماك من اجتياز فصل الشتاء.
وبوجه عام ينصح بتشتية الاسماك عالية الحيوية فقط مع استبعاد ما دون ذلك.
واذا ما دعت الضرورة الحاجة ألي علاج الأسماك المريضة قبل تشتيتها , يفضل تخزينها باحواض مستقلة لتفادي انتشار الامراض .
كما لا ينصح بالتغذية الصناعية أثناء فترة التشتية سوي في الايام المشمسة فقط وبمعدل قليل لا يتجاوز1% من الوزن الحي للاسماك وذلك في حدود يومين اسبوعيا .
يمكن كذلك اتمام عملية التشتية في تجهيزات خاصة مثل البيوت البلاستيكية والمباني المجهزة حيث تمتاز مثل تلك التجهيزات بامكانية توفيرمياة ذات درجة حرارة مناسبة والمحافظة عليها.
الاحتياطات الواجب مراعاتها أثناء التشتية وتشمل:
*يجب ان تكون احواض التشتية صغيرة الحجم لضمان التحكم في عملية التشتية, كذلك يفضل ان يكون هناك اكثر من حوض التشتية لكل نوع من الاسماك.
*يفضل ان تكون احواض التشتية ذات عمق لا يقل عن 2 متر ,مع انشاء قنوات داخلية حتي تهرب الاسماك اليها عند فترات البرودة الشديدة.
*الاهتمام بعمليات التطهير بالجير الحي والذي يتخلل التربة بعمق 3 سم مما يقضي علي الاطوار المتجرثمة للميكروبات المعدية خاصة فطر السابرولجنيا الذي ينتشر علي ارضية الحوض في الشتاء ليصيب الاسماك المهياة للعدوي.
*يفضل تشتية اليرقات الناتجة من تفريخة الربيع لما تتميز بة من زيادة معدل النمو والمناعة الطبيعية.
*الاهتمام بتغذية اليرقات بعليقة صناعية مخصصة لفترة التشتية تتميز بارتفاع محتواها من الطاقة الكلية (30% بروتين+ 5% دهون) مع مراعاة حجم حبيبات العلف ومعدات التغذية وعدد مرات التغذية , وتنخفض التغذية بالتدريج عند انخفاض درجة الحرارة عن 20 مº ثم تتوقف تماما عند 15 مº.
*الاهتمام ببرنامج التسميد العضوي والكيماوي والذي يوفر لليرقات الغذاء الطبيعي المفضل لها في الاعمار الصغيرة , بينما يتم ايقافة تماما اثناء فترة التشتية نظرا لانخفاض درجة الحرارة التي لا تستطيع تحليلة مما قد يسبب مرض عفونة الخياشيم.
*مراعاة الكثافة العددية لليرقات في وحدة المساحة بما يتناسب مع الحجم المستهدف لبدء موسم التربية الجديد والذي يتوقف علي نوع الاستزراع ( غير مكثف, نصف مكثف, مكثف) فكلما زاد العدد في وحدة المساحة قل الحجم.
* رفع عمود المياة لاكثر من مترين عند بدء انخفاض درجة الحرارة عن 20 مº في شهر ديسمبر.
*يفضل احاطة احواض التشتية بسياج من الاشجار خاصة من الناحية الشمالية والغربية لتفادي اثر النوبات الباردة اثناء الشتاء , مع تغطية جزء من الحوض بالقش او الحطب لعزل الصعيق عن مياة الحوض.
*ينصح بوضع عدد من 150 سمكة مبروك عادي (بوزن 50 جم /سمكة) بحوض تشتية أسماك البلطي لاحداث شئ من العكارة المرغوبة نتيجة لتقليبة لتربة القاع حيث ثبت ان جزيئات الطين والمواد العالقة تمتص الضوء الساقط علي سطح الماء حيث وجد ان 53% من الضوء يتحول الي حرارة خلال المتر الاول من سطح الماء وبالتالي كلما زادت العكارة زادت درجة حرارة المياة.
*يفضل تغير جزئي للمياة في الايام المشمسة فقط , ويفضل ان يكون مصدر المياة ابار او مياة جوفية لما تتميز بة من ارتفاع درجة حرارتها طوال العام, كذلك يفضل ان تكون صرف الحوض قاعي.
*التخلص من الاسماك النافقة اولا باول حتي لا يكون مصدر للعدوي بحيث يتم حرقها او دفنها, مع حساب معدل الاعاشة في نهاية موسم التشتية (الاسماك المقدرة/ العدد الكلي) x 100 , وتختلف معدلات الاعاشة حسب ظروف عملية التشتية.
وقد اجريت عدة محاولات لتحسين أداء أسماك البلطي أثناء التشتية ونذكر منها علي سبيل المثال :
أول هذة المحاولات ولاية تكساس في امريكا حيث تم تشتية اسماك البلطي في احواض صغيرة مساحتها 100 م2 وعمق 3-4 قدم مغطاة بالبلاستيك الاسود الذي يعتبر اكثر تحملا للتاثيرات الضارة للاشعة الفوق بنفسجية ويمتص الحرارة ويعزل الاحواض عن البيئة الخارجية .
ثم في ولاية اوكلاهوما حيث استخدم البيت البلاستيكي لمدة 1-3 اشهر اثناء فصل الشتاء مع استخدام وسائل تدفئة مختلفة ومنها انتقلت الي كثير من دول العالم كالصين وغيرها حتي انتشرت في مصر في الاونة الاخيرة.
وفي تايوان تستخدم الاحواض العميقة المحاطة بمصدات الرياح والتي اظهرت فروق معنوية في متوسط درجات الحرارة مقارنة بالاحواض المكشوفة.
وفي فيتنام الشمالية يتم التشتية لاسماك البلطي الموزمبيقي في احواض عميقة مفتوحة. وفي المانيا تستخدم الطاقة الشمسية للتشتية.
وقد تمت محاولات اخري لتحسين تحمل البلطي للبرودة اثناء التشتية حيث تم تغذيتة قبل موسم التغذية علي عليقة (25% بروتين + 5% دهون) باستخدام مخلوط من عباد الشمس وزيت السمك بنسبة 1:1 بمعدل 2.5% ,
وأشارت الدراسة أنها حسنت من مستوي المناعة في جسمه اثناء التشتية بجانب تحسن الاداء التناسلي لها قبل التشتية.
كذلك تم اضافة الكاروتين بمعدل (300-1200 مجم/ كجم علف) والذي ادي لزيادة نسبة الاعاشة للاسماك المرباة في درجة حرارة منخفضة من 9- 12 مº اثناء التشتية.
وفي مصر توجد وسيلة رئيسية لتشتية البلطي في الحضانات الترابية بعد رفع منسوب المياة الي حوالي 2 متر مع عمل قنوات داخلية في الحوض حتي تهرب الاسماك اليها اثناء البرودة الشديدة مع وضع سياج من الغاب والبوص علي الجانب الشمالي والغربي لحماية الاحواض من الرياح الباردة اثناء النوات ويبدأ برنامج التشتية في شهر اكتوبر كبرنامج وقائي.
وبانخفاض درجة الحرارة تنخفض معدلات التغذية والتسميد بالتدريج حسب درجة الحرارة ( اقل من 20 مº) الي تتوقف ( عند اقل 15 مº) في شهر يناير مع الحذر الشديد في فترة الاربعينية (وهي فترة 40 يوما تكون فيها اقل درجة حرارة في العام) والتي تبدأ من ديسمبر حتي يناير وتنتهي بشهر فبراير (حيث يبدأ الدفء ),
وبدخول شهر فبراير يقل عدد زخات المطر والموجات الباردة مع نشاط ملحوظة للرياح وتبدأ الأسماك في الاقبال علي التغذية في الايام الدافئة التي تزيد عن 15 مº بمعدل 1% من وزن الجسم,
وبدخول شهر مارس يعم الدفء رغم استمرار الأمطار ويترتب علي ذلك نشاط في البيئة المائية وتقبل السماك علي التغذية معظم ايام هذا الشهر,
وينصح بعدم تجاوز الكثافة التخزينية عن طن سمك / كم مربع تحت اية ظروف مع مراعاة ادخال مياة متجددة علي صورة تيار بطئ باحواض التشتية
ويفضل ان يكون مصدر المياة الابار او الينابيع نظرا لارتفاع درجة حرارتها وثباتها خلال العام (لا تقل عن 20 مº) ,
مع الحذر الشديد اثناء السدة الشتوية وما يعقبها من تغير في خواص الماء ( الاكسجين, الامونيا الكلية والسامة , العكارة , ال PH, ….) والتي تدمر كل انواع الاسماك الخاصة المجهدة اثناء التشتية.
