بقلم الدكتور/ مروه أحمد يحيي السيد
باحث- معهد بحوث الصحة الحيوانية – فرع بني سويف
الإسهال هو إخراج براز رخو أو سائل ثلاث مرّات أو أكثر في اليوم (أو بوتيرة تفوق الوتيرة المعتادة). ولا يُعتبر إخراج البراز المتشكّل إسهالاً، شأنه شأن البراز الرخو أو العجيني الذي يخرجه الرضّع يعتبر الإسهال من أخطر الظواهر المرضية التي تصيب العجول حديثة الولادة و يتسبب في خسائر اقتصادية كبيرة للمربين حيث تؤدي الحالة الحادة منه غالبا إلى نفوق عدد كبير منها بسبب الجفاف و حموضة الدم. وللإسهال أسباب متعددة وفي هذا المقال سيتم التركيز علي الاسهال نتيجة البكتيريا والذي يسمى بالإسهال البكتيري
البكتيري يحدث بسبب العديد من الميكروبات منها : الإسهال
الميكروب القولوني المفرز للسموم المعوية (Enterotoxigenic E.coli)
المسبب والأعراض: تعيش هذه البكتيريا بصورة طبيعية في الأمعاء دون أن تسبب أي ضرر للحيوان وتحدث العدوي بالميكروب في حالة وقوع الحيوان تحت ظروف ضاغطة عديدة منها حرمان الحيوانات حديثة الولادة من تناول لبن السرسوب من الأم.
تستطيع بعض العترات التي تمتلك عامل الزوائد (Pilus Antigen K99) من الاقتراب من خلايا الإنتروسيت (Enterocyt) في الأمعاء الدقيقة وذلك خلال أول 34 إلى 36 ساعة من حياة الحيوان وتفرز هذه العترات السم المعوي الثابت (Stable Entertoxin) الذي يعطل عمل إنزيم الأدنيل سيكلاز المسئول عن تنظيم سوائل الأمعاء وبذلك يخرج السائل من الخلايا إلى تجويف الأمعاء مسببا الإسهال.
ومن أهم أعراض المرض إسهال مائي حاد وشديد يتراوح لونه من الأصفر الفاتح إلى الأبيض وتظهر آثار البراز بشكل واضح على الذيل ومؤخرة الحيوان مع حدوث جفاف وضعف للحيوان. في البداية تكون درجة الحرارة عادية وعندما تسوء الحالة تقل درجة الحيوان عن معدلها الطبيعي
التشخيص
يعتمد التشخيص المبدئي علي أعراض ووبائية المرض. للتأكد من وجود المرض يتم عمل مزرعة من عينات براز الحيوانات المصابة على مستنبت الماکونكى آجار حيث تظهر مستعمرات البكتريا بعد فترة تحضين 24 ساعة عند درجة ۳۷م بلون بمبي لأنه يعمل على تخمر سكر اللاكتوز الموجود في المستنبت ثم تجري الاختبارات البيوكميائية التأكيدية.
بعد عزل البكتريا يجب تحديد عامل الزوائد (K99) بواسطة اختبار التلزن علي الشريحة (Slide Agglutination test
وهناك 3 صور إكلينيكية للمرض في العجول والحملان الصغيرة و صغار الإبل
الإصابة التسممية Toxmic Colibacillosis
يصيب الصغار من 1 – 7 أيام من الولادة وقد تمتد إلى عمر 14- 21 يوم والعدوى غالباً فوق حادة و تؤدى إلى النفوق في غضون 12 – 36 ساعة و أعراضه
– قد لا يلاحظ ظهور الإسهال بالمرة
ارتفاع الحرارة وارتفاع معدل النبض مع ضعفه الملحوظ و ارتفاع معدل التنفس
حركات العين لا إراديا Nystigmus ً.
الإصابة المعوية السمية Enterotoxemia :
تصيب المواليد من عمر 5 – 21 يوم من الولادة و أعراضها :
الأبيض اللون والدهني الرائحة الإسهال.
التنفس السريع ارتفاع النبض وضعفه ويطلق عليه النبض الخيطي .
الضعف الشديد والوهط ويرقد الحيوان و لا يستطيع الوقوف حتى بالمساعدة .
الم بطني عند اللمس أو الجس.
نقص أو انعدام الشهية .
الانكاز الواضح وانخفاض حرارة الجسم.
الإصابة المعوية الإنتانيه Septicemic :
و أعراضها :تنفق المواليد المصابة بعد 1- 4 أيام من ظهور الأعراض .
إسهال مستمر قد يكون مدمماً مع مغص بطني ملحوظ .
.ازدياد في معدل النبض والتنفس
الامتناع عن الرضاعة والوهط الشديد .
الرقاد المتواصل أحيانا والخمول والإنكاز .
من العلامات المميزة إصابة مفاصل القوائم وخاصة الأمامية بالتهاب نضحي يقود للعرج مع انعدام للحركة مع تورم ملحوظ في منطقة المفصل المصاب.
ممكن حدوث التهاب رئوي يتميز بأصوات رطبة نسبة لنضح الرئة وتوذمها و قد يلاحظ التهاب في العيون و القرنية وإصابتها بالعتامة .
قد تشاهد بعض الأعراض العصيبة واللاإرادية .
العلاج:
أ- إعطاء المضادات الحيوية المناسبة بعد عمل اختبار حساسية على العترات المعزولة.
ب- تعويض المحاليل والأملاح حتى تصل إلى المعدل الطبيعي لتقليل درجة الجفاف.
ج- إعطاء أدوية مبطنة للأمعاء مثل خليط البكتين والكولين التي تقلل إفرازات الأمعاء.
الوقاية:
أ- رفع المناعة الطبيعية للحيوان حديث الولادة عن طريق إعطاؤه قدر كافي من لبن السرسوب.
ب- اتباع القواعد الصحية في أماكن تواجد الحيوانات وكذلك في الأكل والماء.
ج- رفع المناعة النوعية للحيوانات حديثة الولادة عن طريق تحصين الأمهات بجرعتين من لقاح سكور جارد الأولى عند 6 أسابيع والثانية عند أسبوعين قبل الولادة وبعد ذلك كل سنة تحصن الأمهات بجرعة واحدة منشطة.
2-السالمونيلا (.Salmonella spp)
المسبب والأعراض: تنتمي مجموعة بكتريا السالمونيلا إلى عائلة البكتريا المعوية (Enterobacteriacea) وتفرق عن باقي المجموعات الموجودة في هذه العائلة بواسطة الاختبارات البيوكيميائية والسيرولوجية. تضم مجموعة بكتريا السالمونيلا العديد من الأنواع مثل السالمونيلا تيفيميوريم والسالمونيلا ضابلين والسالمونيلا إنترتيدس ومعظم هذه الأنواع ليس لها عائل محدد (Non Host Specific) وتظهر الإصابة بهذه البكتريا في جميع الأعمار وفي حالات فردية ولكن في وجود عوامل ضغط علي الحيوان مثل الحرمان الحاد من الغذاء يتحول إلى وباء. تظهر الإصابة بهذه البكتريا في الحيوان في 3 صور:
و التهاب معوي حاد التهاب معوي مزمن و تسمم دموي
أولاً: في حالة الالتهاب المعوي الحاد
تظهر الأعراض علي شكل إسهال حاد وتعنية وأحيانا يكون البراز مختلط بالدم ومغص في البطن يجعل الحيوان يتقلب علي الأرض.
ثانياً: في حالة الالتهاب المعوي المزمن
يفقد الحيوان شهيته للأكل ويقل وزنه وأحيانا يصحبها أعراض الالتهاب المعوي الحاد وفي الأبقار والأغنام العشار يحدث إجهاض
.
ثالثا : في حالة التسمم الدم
يحدث ارتفاع في درجة الحرارة وظهور حالة خمول على الحيوان مع ارتفاع معدلات الوفيات بين المصابين بهذه الحالة.
التشخيص: يجب الأخذ في الاعتبار الأعراض السابق ذكرها عند التشخيص. ومن المميز جداً أثناء إجراء الصفة التشريحية تضخم الكبد والحويصلة المرارية التي تكون مليئة بعصارة غامقة، والتأكيد التشخيصي تضخم الكبد والحويصلة المرارية التي تكون مليئة بعصارة غامقة.
ولتأكيد التشخيص يجب عمل مزرعة من براز وأحشاء الحيوانات المصابة وتزرع هذه العينات في البداية علي شوربة السيلنيت أو مستنبت ديزوكسي کولات وهذا يمنع نمو الميكروب القولوني وباقي ميكروبات عائلة البكتريا المعوية التي تعطل نمو بكتريا السالمونيلا والمستعمرات البكتريا التي تظهر في الزرع ولا تخمر اللاكتوز.
وتزرع مرة أخرى علي مستنبت الديزوكسى كولات سترات ثم نجري عليها الاختبارات البيوكيميائية التأكيدية.
ونلجأ للاختبارات السيرولوجية التي تساعد في تشخيص الحيوانات السليمة ظاهريا وتكون حاملة للبكتريا وتعتبر مصدر للعدوي (Carrier Animals).
العلاج:
أ- إعطاء المضادات الحيوية المناسبة بعد إجراء اختبارات حساسية على العترات المعزولة.
ب- إعطاء المحاليل والأملاح لتقليل درجة الجفاف التي قد ينتج عن حالات الإسهال الشديدة.
الوقاية:أ- التأكد من خلو الحيوانات التي تم شراءها حديثا من المرض فربما قد تكون مصدراً للعدوي وتكون حاملة للبكتريا.
ب- الاهتمام بنظافة المكان والأكل ومصدر المياه.
ج- رفع عوامل الضغط عن الحيوان مثل الازدحام وكذلك نقص الماء والغذاء.
د- محاولة إجراء التحصينات في مواعيدها
(3) : التسمم المعوي المطثي Clostridial Enterotoxemia :
يحدث المرض من إفراز سموم بكتيريا الكولستريديا و هي سموم شديدة الفعالية و تؤدي إلى ظهور أعراض المرض و يصيب عادة يصيب الصغار سريعة النمو وجيدة التغذية وتحدث الإصابة المعوية تحت ظروف التربية المغلقة وتسبب فقد اقتصادي كبير وأهم أنواع الكلوستريديوم التي تسبب هذا المرض هي عترات مختلفة من الكلوستريا clostridium perfringens والتي تفرز أنواع مختلفة من السموم .
والأمراض المسببة بهذه العترات هي :
1- زحار الحملان أو التسمم المعوي في الحملان Lamb Dysentery :
يصيب الحملان حتى عمر 7 أيام وتسببه العترة ب C .Welchii. قد تحدث في الحملان بشكل وبائي .
2- التسمم المعوي في العجولEnterotoxima of calves :
وتصيب العجول حتى عمر 10 أيام وتسببه العترة ب و ج .( ويلشياي Cl.welchii ) و تحدث بصورة نادرة وبشكل فردي .
3- التسمم المعوي في الفلاء Foal Enterotoxemia :
وتسببه العترة ب و ج في الفلاء الصغيرة عند عمر 5-10 أيام . . ( ويلشياي Cl.welchii ) وتحدث بصورة نادرة وبشكل فردي .
الأمراضية pathogenesis :
السموم قد تسبب ظهور الأعراض مثل النخر necrosis مثل سموم بيتا والذي يقود لتلف زغيبات الخلايا المعوية microvilli مما يؤدي إلى الالتهاب المعوي النزفي وتقرح الأمعاء .
الأعراض symptoms :
أولاً في الحملان ( الطور فوق الحاد و الطور الحاد ) :
1- الطور فوق الحاد يتميز بالنفوق المفاجئ .
2- الطور الحاد يتميز بالألم البطني ، الامتناع عن الرضاعة ، الإسهال المدمم والمؤلم ، الجفاف الشديد ويحدث النفوق خلال 24 – 48 ساعة من الرقاد .
ثانياً في العجول و الفلاء :
1- الامتناع عن الرضاعة ، الإسهال المدمم ، الألم البطني الحاد المصحوب بالخوار و الترنح و تظهر أعراض الوهط، ويستمر المرض من 3-4 أيام ويظهر خلالها الهزال والجفاف ويحدث النفوق نتيجة للسمدمية .
التشخيص: الأعمار الصغيرة التي يحدث فيها المرض وكذلك سرعة دورة المرض تساعد علي تشخيص هذا المرض ولكن التشخيص المعملي هو الذي يؤكد الحالة ويفرقها من الإصابات الأخرى من الميكروب القولوني والسالمونيلا
البراز على مسبتنبت آجار الدم ويحفظ لمدة 24 ساعة عند درجة 37° س في وجود 2 إلى 10% أكسيد الكربون كما يجب فحص البكتريا بواسطة اختبار المعادن (Neutralization Test) في فئران التجارب أو بواسطة اختبار الاليزا.
الصفة التشريحية Post Mortem Examination:
هامة جدا للتشخيص و فيها يلاحظ:
التهاب معوي نزفي أو تقرحي والقرح المعوية كبيرة وقدً تخترق الغشاء المخاطي حتى جدار الامعاء ويوجد إسهال مدمم ويوجد نزف في عضلة وتجويف القلب. وتحدث زيادة في سوائل النخاع.
تضخم للغدد اللمفاوية المساريقية وقد يوجد بها أوديما ، تنكرز دهني في الكبد .
توجد بؤر نخرية متفرقة في الأمعاء خاصة في اللفائفي اما الفحص الميكروسكوبي فيوضح القرح وبها العصيات البكتيرية المطثية
العلاج: استخدام الأمصال عالية المناعة (Hyperimmune Antiserum) التي تعتبر العلاج الفعال في مثل هذه الحالات وكذلك إعطاء جرعة بنسيللين عن طريق الفم لمنع نمو البكتريا وقابليتها على إفراز السموم.
الوقاية: عن طريق تحصين الأمهات لتعطي مناعة للحيوانات حديثة الولادة. في الأبقار تعطي جرعتي من لقاح الكوفاكسين بفارق شهر بينهما بحيث تكون الجرعة الثانية قبل الولادة بأسبوعين. وفي الماعز تعطي جرعتين بينهم ۲ إلى 5 أسابيع بحيث تكون الجرعة الثانية قبل الولادة بشهرين.
-
الميكوباكتريم باراتيوبر کيولوزس (Mycobacterium Paratuberculosis)