بقلم : الدكتورة / هاله نبيل ابراهيم
باحث بمعهد بحوث الصحه الحيوانيه فرع الاسماعيليه – قسم الباثولوجيا الاكلينيكيه
الإجهاد الحراري وتأثيره على العوامل الدموية في الأغنام مع دور السيلينيوم في تعزيز صحة الأغنام وحمايتها من آثاره
يُعتبر الإجهاد الحراري من المشكلات الصحية المهمة التي تؤثر على الأغنام خاصة في المناطق ذات المناخ الحار. يعتبر هذا النوع من الإجهاد ناتجًا عن التعرض المفرط لدرجات الحرارة العالية والرطوبة المرتفعة، وقد يؤدي إلى تغيرات في العوامل الدموية لدى الأغنام. سنتناول في هذا المقال تأثير الإجهاد الحراري على العوامل الدموية في الأغنام مع دور السيلينيوم في تعزيز صحة الأغنام وحمايتها من الآثار الضارة للإجهاد الحراري .
يعتبر الإجهاد الحراري عاملًا مؤثرًا على صحة الأغنام وأدائها العام. عندما يتعرض الحيوان لدرجات حرارة عالية، يحاول جسمه التكيف مع هذه الظروف بواسطة آليات مختلفة. تتضمن هذه الآليات زيادة التنفس وإفراز العرق وزيادة تدفق الدم إلى الجلد. ومع ذلك، قد يؤدي الإجهاد الحراري المستمر إلى تغيرات في العوامل الدموية.
التأثير الضار للاجهاد الحرارى:
أحد التأثيرات الرئيسية للإجهاد الحراري على العوامل الدموية لدى الأغنام هو زيادة تدفق الدم إلى الجلد.
يحدث ذلك لأن جسم الحيوان يحاول تبريد نفسه من خلال تبديد الحرارة من الجلد. عندما يتم توجيه كمية كبيرة من الدم إلى الجلد، يمكن أن يقل التروية الدموية للأعضاء الداخلية مثل الكبد والكلى والأمعاء. قد يؤدي ذلك إلى تأثير سلبي على وظائف الأعضاء الداخلية والعملية الايضية للأغنام.
علاوة على ذلك، قد يؤدي الإجهاد الحراري إلى زيادة في فقدان السوائل والتراكم الزائد للحرارة في الجسم. يحاول الجسم التكيف مع هذه الحالة من خلال زيادة إفراز العرق، مما يؤدي إلى فقدان السوائل والأملاح الهامة لتوازن الجسم. يتأثر تركيز الدم وخصائصه بشكل كبير بفقدان السوائل، ويمكن أن يؤدي إلى تغيرات في مستوى الهيماتوكريت والهيموجلوبين والكوليسترول في الدم.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي الإجهاد الحراري المستمر إلى زيادة نسبة التوتر والأكسدة في جسم الحيوان مما يؤدى إلى تراكم مركبات ضارة في الجسم تسمى الجذور الحرة، والتي يمكن أن تؤثر سلبًا على العوامل الدموية. قد يؤدي التوتر والأكسدة المستمر إلى ضرر في الأوعية الدموية وتغيرات في تركيز الأنزيمات الدموية والمؤشرات الالتهابية.
لمكافحة تأثيرات الإجهاد الحراري على العوامل الدموية في الأغنام، يجب اتخاذ بعض التدابير الوقائية والعناية الجيدة بالحيوانات.
قد تشمل هذه التدابير:
-
توفير ظروف معيشة مناسبة وذلك بتوفير مساحات مظللة وتهوية جيدة في المراعي للحد من تعرض الأغنام للحرارة الشديدة.
-
توفير مصادر مياه نظيفة وكميات كافية من الماء للأغنام، حيث يساعد الإكثار من شرب الماء على تعويض فقدان السوائل الناجم عن الإجهاد الحراري.
-
توفير تغذية متوازنة وغنية بالعناصر الغذائية الضرورية، مثل البروتينات والفيتامينات والمعادن، لدعم صحة الأغنام وتعزيز جهاز المناعة.
-
مراقبة درجات الحرارة والرطوبة في المراعي
واتخاذ إجراءات إضافية في حالات الطقس الحار، مثل استخدام الرش بالماء لتبريد الأغنام.
-
مراقبة صحة الأغنام باستمرار والتدخل السريع في حالة ظهور أعراض التوتر الحراري، مثل الضعف، وفقدان الشهية، وارتفاع درجة الحرارة.