دور البروبيوتك فى تحسين صحة الأسماك

بقلم : الدكتورة / رشا محسن عزيز احمد

باحث اول قسم البكتريولوجى معمل المنصورة – معهد بحوث الصحة الحيوانية مركزالبحوث الزراعية

تعد تربية الأحياء المائية للأسماك والقشريات والرخويات والنباتات الطحالب واحدة من أسرع قطاعات إنتاج الغذاء نمواً،

ويتزايد الاعتراف بأن تفشي الأمراض يشكل عائقاً كبيراً أمام إنتاج تربية الأحياء المائية وتجارتها، مما يؤثر على التنمية الاقتصادية لهذا القطاع.

كما ان استخدام المطهرات والأدوية المضادة للميكروبات، لم يحقق سوى نجاح محدود في الوقاية من الأمراض المائية أو علاجها.

علاوة على ذلك،هناك قلق متزايد بشأن استخدام العقاقير المضادة للميكروبات، وخاصة إساءة استخدامها، ليس فقط في الطب البشري والزراعة ،

ولكن أيضًا في تربية الأحياء المائيةحيث يزيد من الضغط الانتقائي الذي يمارس على عالم الميكروبات ويشجع على الظهور الطبيعي للمقاومة البكتيرية .

لذا كان هناك حاجة ملحة في تربية الأحياء المائية لتطوير استراتيجيات مكافحة الميكروبات

أحد بدائل مضادات الميكروبات في مكافحة الأمراض يمكن أن يكون استخدام بكتيريا البروبيوتيك كعوامل مكافحة ميكروبية

تعريف البروبيوتيك

هي متممات غذائية من البكتيريا الحية أو الخمائر يعتقد أنها صحية للكائن المضيف، التي تؤثر بشكل مفيد على الحيوان المضيف من خلال تحسين توازنه المعوي

التعريف المعتمد حالياً من منظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الصحة العالمية
هي كلمة لاتينية مكونة من مقطعين “برو” وتعني “لأجل” والمقطع التاني “بيوتيك” وتعني “الحياة”.
والبروبيوتيك هي (كائنات حية دقيقة والتي عند تناولها بكميات مناسبة تعطي فائدة صحية للمضيف)..

وبناءً على هذا التعريف، قد تشتمل البروبيوتيك على مواد مساعدة ميكروبية تمنع مسببات الأمراض من التكاثر في القناة المعوية، وعلى الهياكل السطحية،

وفي بيئة زراعة الأنواع المستزرعةمن خلال إنتاج مركبات مثبطة تجاه مسببات الأمراض، والتنافس مع الكائنات الحية الدقيقة الضارة على العناصر الغذائية والطاقة، والتنافس مع الأنواع الضارة على مواقع الالتصاق، وتعزيز الاستجابة المناعية للحيوان،

ويوصي بهذه العلاجات بعض الأطباء وغالباً ما يوصي بها أخصائي التغذية بعد تناول دورة من العلاج بالمضادات الحيوية،

أو كجزء من معالجة الامعاء من الاصابة بعدوي الفطريات .

شروط إختيار الكائنات الدقيقة لتستخدم كبروبيوتك :-

• كائنات غير ممرضة للأسماك والإنسان المستهلك الأخير للأسماك.

• لا تحتوى على جينات مقاومة للمضادات الحيوية والتى قد تستعمل لعلاج الأسماك.

• مقاومة للوسط الحامضى الغير محبب للبكتيريا الضارة.

• قادرة على الإلتصاق والتكاثر في وجود المخاط المبطن للأمعاء.

• تضاد تكاثر عدد كبير من الميكروبات الضارة.

• تنتج إنزيمات وفيتامينات

• لها حيوية عالية تمكنها من البقاء في حالة نشطة لفترة طويلة للتمكن من تخزينها وإستعمالها في الأغراض التجارية .

• تكون مسجلة للإستعمال كإضافات أعلاف

طرق عمل البروبيوتك:

1– التضاد:

في هذه الحالة تنتج البكتيريا النافعة مركبات مثل السيدرفورز تستطيع أن توقف نمو وتكاثر أنواع أخرى من البكتيريا الضارة.

2- التنافس على الإلتصاق بجدار الأمعاء

تنافس البكتيريا الضارة على أغشة الأمعاء وتأخذ أماكن واسعة منها ولا تدع للبكتيريا الضارة فرصة في الإلتصاق بتلك الأغشية ومن ثم تخرج هذه البكتيريا الضارة من جسم السمكة مع مخرجات الهضم

أنواع البروبيوتك
وتشمل البروبيوتك مجموعة من البكتيريا:

– بكتيريا حمض اللبن (العصيات اللبنية): تخفض درجة الحموضة PH فتقلل من فرص نمو الكائنات المخربة للطعام،

وبالتالي تعطي فائدة صحية عبر منع الالتهابات المعوية المعدية.

– سلالات اللاكتوباسيلوس والبفيدو باكتريوم lactobacillus and Bifidobacteriumوهي أكثر أنواع الجراثيم البروبيوتيك

استعمالاً مثل: لاكتوباكلليوس البلغارية، لاكتوبا كيللوس GG، لاكتوباكيللوس رامنوسس.

– سلالات اكتوباكيللوس كاس، لاكتوباكيللوس جونسوني، ب الطفلية، لاكتوباكيللوس بلانتارم، بيفيدو باكتريم حيواني،

بيفيدو باكتريم الطويل، لاكتوباكيلليوس كاسي، لاكتوكوكس لاكتاي.

محاذير عند استخدام البروبيوتيك للاسماك:

كثيرا من مزارعى الاسماك يقدمون على استخدام البروبيوتيك لما له من مميزات تعمل على تحسين خواص المياه والتى تعتبر أهم مشكلة مما يقلل من المشاكل الحادثة ويعمل على تكسير الامونيا لذا يجب ان يعلم.
مستخدمى البروبيوتك أن يعلم أن هذه كائنات حية تحتاج إلى الأكسجين بشكل اساسى للتنفس. كذلك عندما تعمل هذه البكتريا أو الكائنات الدقيقة على تكسير المخرجات النيتروجينية ( الامونيا وخلافه) تحتاج إلى اكسجين واذا لم تجده بسبب قلته سيتحول التفاعل الى تفاعل لا هوائى يسبب خروج مواد سامة فى المياه.
البروبيوتك يترسب على قاع الحوض والذى يكون فيه الأكسجين اقل ما يمكن فيه .

 ولذلك ينصح بتقليب المياه وتحريكها حتى تتحرك هذه الكائنات الدقيقة وتنتشر فى الحوض ليزداد الاستفادة منها
يجب استخدام البروبيوتيك المحلى الصنع اولا والمستخرج من أمعاء الاسماك وهو موجود بالفعل فى المياه ولكن يحتاج إلى تنشيط.

قد نلجأ إلى أنواع أخرى فى بعض الحالات.

1-وىجد أن وضع بالة قش فى المياه يعمل على تحسين خواص المياه مما يزيد كفاءة البروبيوتك.

لما فى القش من مواد كربونية تعمل على تحسين خواص المياه وامتصاص العناصر الضارة وافراز بعض المواد التى تقتل البكتريا الضارة مما يتيح الفرصة للبكتريا النافعة ( البروبيوتك) على الانتشار.

2- يجب تعزيز التجمع البكتيرى النافع داخل الاسماك بإعطاء الاسماك الاعلاف المتزنة ذات معدل الهضم الجيد والتى تعمل على تقليل المحتوى النيتروجينى فى المياه وتعمل على رفع صحة الاسماك وتبقى داعمة للنظام المناعى داخل الاسماك وتسمى هذه الاعلاف بأعلاف Support

3- يجب مراعاة درجة pH الاس الهيدروجينى حيث يفضل ألا تكون المياه قلوية ( أعلى من ٨) مما قد يؤثر بشكل أو بآخر على كفاءة البكتريا.
كذلك مراعاة أن فى درجات الحرارة المرتفعة سيزداد سرعة التفاعل الكيميائى وعمليات الايض ولذلك يجب وضع الكمية التى تناسب الحوض بالضبط حتى لا يحدث ضغط على الأكسجين.

4- يجب مراقبة نسبة الأكسجين باستمرار حتى تتأكد أن اسماكك فى المستوى الآمن ( أعلى من 5 جزء فى الالف) .

5- عند استخدام البروبيوتيك يراعى الانواع النافعة جيدا ودرجة تركيزها ودرجة تجديدها وفترات تجديد الجرعة حسب جودة المياه ودرجة الملوحة والاس الهيدروجينى ودرجة الحرارة والكثافة السمكية.

6- القياسات ليست امونيا فقط ( هناك عناصر أخرى تؤثر تأثير مباشر على الأسماك).

يجب مراعاتها مثل الاس الهيدروجينى ( وهذا اخطرهم فى هذا التوقيت بعد الأكسجين) والحرارة والأكسجين.