بقلم: الدكتورة/ هويدا علي زهري علي
الباحثة بقسم الكيمياء الحيوية والسموم والنقص الغذائي- معهد بحوث الصحة الحيوانية
ما هو تغير المناخ؟
يشيرمصطلح تغير المناخ إلى التحولات طويلة الأجل في درجات الحرارة وأنماط الطقس.
يمكن أن تكون هذه التحولات طبيعية، بسبب التغيرات في نشاط الشمس أو الانفجارات البركانية الكبيرة.
ولكن منذ القرن التاسع عشر،كانت الأنشطة البشرية هي المحرك الرئيسي لتغير المناخ، ويرجع ذلك أساسًا إلى حرق الوقود الأحفوري
مثل الفحم والنفط والغاز،الذى ينتج عنه انبعاثا غازات الاحتباس الحراري التي تعمل مثل غطاء ملفوف حول الأرض،
مما يؤدي إلى حبس حرارة الشمس ورفع درجات الحرارة .
هذا وتشيرالعديد من الدراسات إلى تأثر مصر بشكل مباشر بظاهرة التغيرات المناخية وما يتبعها من تقلبات جوية حادة وتعتبر هذه الظاهرة كونية
لأنها سوف تؤثر على جميع القطاعات بطريقة مباشرة أوغير مباشرة ويرجع سببها الرئيسي إلى الثورة الصناعية
وزيادة عدد السكان والتطور التكنولوجي وزيادة الطلب على مصادر الطاقة بغض النظر عن الآثار الجانبية.
أثر التغيرات المناخية على الثروة الحيوانية فى مصر
للتغيرات المناخية أثر شديد على الموارد الطبيعية وخاصة على ( الزراعية ، الانتاج الحيواني ) وهي من أكثر القطاعات الاقتصادية حساسية للتغيرات المناخية
مما يؤثر على التنمية الزراعية وقد تتسبب في زيادة خطر الانقراض لبعض الاجناس وتدهور التنوع الحيوي .
حيث يأتي التأثير على مصادر المياه سببا رئيسيا للتأثير على الزراعة لما يمثله نهر النيل كمصدر أساسي للمياه في مصر ،
حيث يمثل أكثر من 95% من مصادر المياه وتستهلك الزراعة حوالى 70% على الاقل من مصادر المياه .
ونظرا لان الزراعة في مصر هى عماد الثروة القومية حيث تمثل حوالى 20% من الدخل القومي ونظرا للزيادة المستمرة في عدد السكان
ومحدودية الارض الزراعية وحساسية بعض المحاصيل للتغيرات المناخية فإن الانتاج الزراعي في مصر (نباتي ، حيواني)
لا يكفي لسد الاحتياجات المحلية ، حيث أن زيادة درجات الحرارة، وتغير الترددات ومواعيد الموجات الحرارية
والباردة سوف يؤدى الى نقص الانتاجية الزراعية لبعض المحاصيل الزراعية والحيوانية .
كيف تؤثر التغيرات المناخية على الإنتاج الحيواني
إنَّ الآثار المترتبة على تغيُّر المناخ تزداد يوما بعد يوم لتتسبَّب في مزيد من الأحوال الجوية البالغة الشدَّة مثل حالات الجفاف والفيضانات
والموجات الحارة وتوزيع الأمطار على نحو لا يمكن التنبؤ به. سوف يكون لتغيُّرات المناخ تأثير كبير على تربية الحيوانات وعلى إنتاج الأغذية الحيوانية المصدر،
،وطبقًا للإحصاءات الرسمية فان مصر تأتى في المرتبة الثامنة والعشرين عالميًا في ترتيب الدول
من حيث كمية الانبعاثات المؤدية للاحتباس الحراري الذى سيؤثر سلبا على إنتاجية المحاصيل الزراعية وبالتالى الانتاج الحيوانى.
التأثيرات المباشرة وغير المباشرة للتغيرات المناخية على الإنتاج الحيواني
تؤدّي التغيّرات في درجات الحرارة على مدار العام والتي يسببها التغيّر المناخي إلى تعريض الثروة الحيوانية لأخطار
عديدة من أمراض وانخفاض الخصوبة وقلّة إنتاج الحليب، مما يعني خسائر مادية فادحة يتعرّض لها قطاع الإنتاج الحيواني.
يؤدّي الجفاف الحادث بسبب التغيرات المناخية إلى إنخفاض مساحات المراعي وكميّات الأعلاف المتاحة للمواشي والرعي،
وبالتالي فإنّ ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض معدّلات الهطول المطري يشكّل خطراً على الثروة الحيوانية وخاصة على الحيوانات التي تعتمد في غذائها على الحبوب.
ايضا يمكن ان تؤدّي التغيرات المناخية إلى زيادة الأمراض والطفيليات التي تصيب الحيوانات، لأنّ الشتاء الدافيء والربيع المبكر
قد يخلق بيئة مناسبة لعيش الطفيليات ومسببات الأمراض للحيوانات، وخاصة في المناطق التي يرتفع فيها معدّلات سقوط الامطار.
قد يؤدّي ارتفاع نسبة ثاني اكسيد الكربون في الغلاف الجوي لزيادة إنتاجية المراعي، لكنّها تقلل من جودتها ويحدث انخفاض
فى جودة الأعلاف التي تحصل عليها المواشي وبالتالي حاجة المواشي لتناول كميّات اكبر من الطعام للحصول على القيمة الغذائية المناسبة.
العلاقة بين التغير المناخي وصحة الحيوان
إن تحسين الصحة الحيوانية يجب أن يُشكل جزءًا لا يتجزأ من الاستراتيجيات التي تهدف إلى تحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة في سياق تغير المناخ.
-
أولاً: للحد من آثار تغير المناخ على صحة الحيوان وانتشار مسببات الأمراض – حيث أن غالبية الأمراض الناشئة لها أصل حيواني.
-
ثانيًا: لتقليل أثر التغيرات المناخية على مزارع الإنتاج الحيواني – حيث أن الحيوانات الافضل صحة تكون أكثر إنتاجية وتنتج انبعاثات أقل لكل وزن من المنتج.
-
ثالثًا: للتكيف مع التغيرات المناخية – حيث أن الحيوانات أكثر قدرة من المحاصيل على التكيف مع الظروف الهامشية وتحمل الصدمات المناخية.
لمواجهة هذه التحديات، يجب تطوير القدرة على التعامل مع أمراض الحيوان الناجمة عن تغير المناخ
اثر التغيرات المناخية على انتاجية صناعة الدواجن
تعد دراسة عناصر المناخ من العوامل المهمة والمؤثرة في انتاج الدواجن التي تتميز بثبات درجة حرارة اجسامها ضمن حدود حرارية معينة
اذ يتراوح معدل الحرارة في الدواجن من 40-42 كحد ادني، مما يساعد الدواجن على التكيف مع المحيط الخارجي، والقيام بالفعاليات الفيزياوية
والكيماوية المختلفة كالتنفس والتوصيل الحراري والحرق والأكسدة للمواد الغذائية لاسيما الدهون والمواد الكربوهيدراتية ومهما حاول
الإنسان بلوغ درجة التطور فان تحكمه بالمناخ يبقى محدود، لذا يحاول اصحاب الحقول توفير السبل الملائمة لعمليات التكييف من تبريد
او تدفئة لكي يحافظ على درجات الحرارة الملائمة داخل قاعات الدواجن
ويتضح اثر المناخ في انتاج الدواجن من خلال العديد من العناصرنستعرض منها درجة الحرارة
آثار إرتفاع درجة الحرارة علي الدواجن
-
نقصان النمو
-
فقدان الشهية
-
استهلاك كميات أكبر من الأعلاف
-
ضعف جودة اللحوم والبيض
-
حدوث مايسمي بالإجهاد الحرارى للطيور
الأجهاد الحراري للطيور(الإحتباس الحراري)
-
هو مرض يصيب الطائر عند ارتفاع درجة الحرارة نظرا لانه يتعرض لرطوبة عالية داخل عنابر التربية و لا يستطيع ان يفقد الحرارة الزائدة.
ويزيد الإجهاد الحراري للدواجن للأسباب التالية:
-
إرتفاع درجة حرارة جسم الطائر
-
عدم إتباع الأنظمه الصحيحة في التصميم الداخلي للعنابر في التهوية حيث يتم نقل الهواء الساخن والراكد بين الطيوربداخل العنبر
-
إرتفاع الكثافات داخل العنابر
أثر الاجهادي الحراري علي صحة الدواجن
-
إرتفاع معدلات التنفس وظهور اللهاث
-
نخفاض الشهية مما يؤثر بدوره علي النمو و مناعة الطائر
-
زيادة فرصة التعرض للأمراض مما يتسبب فى كثرة أستخدام المضادات الحيوية والبكتيرية
-
زيادة لزوجة الدم
-
إرتفاع ضغط الدم وانفجار الشرايين الكبد والكليتين مما يؤدي إلي الأحتقان وزرقان العرف
-
إنخفاض جودة اللحوم و جودة البيض
-
زيادة استهلاك الماء و فرص الاصابة باستسقاء البطن
-
زيادة نسبة النفوق المفاجئ
-
ظهور بقايا المضادات داخل المنتجات الداجنية وزيادة فرص المقاومة البكتيرية
طرق الوقاية من الإحتباس الحرارى في الدواجن
-
توفير تهوية مناسبة للطيور الموجودة بالعنابر
-
تقليل كثافة الطيور في العنابر
-
الأمدادات الكافية بالمياه النظيفة والباردة
-
عزل الحظائر بشكل كاف لتجنب إكتساب حرارة الشمس
-
إستخدام مراوح لتحسين سرعة الرياح ودوران الهواء داخل العنابر
-
أستخدام وسادات التبريد التبخيري و فوهات الرش
مقترحات للتغلب على آثار التغيرات المناخية
-
يجب توفير أماكن مناسبة لحظائر اللمواشى والدواجن لتجنيبها الإشعاع الشمسيّ الذي يزيد حملها الحرارى لذلك يجب بناء حظائر خاصة بتصميم يوفّر حركة مستمرّة للهواء.
-
تحسين كفاءة استخدام المياه في المحاصيل.
-
الاهتمام بالزراعة في المناطق الساحلية
-
تحسين جودة استخدام الأسمدة لتقليل إطلاق أكاسيد الأزوت في الجو
-
زيادة كفاءة الأعلاف لتحسين عمليات الهضم في المجترات و استخدام إنزيمات تساعد على الهضم
-
تقليل الفاقد في المحاصيل الزراعية والذي يؤدي لفقد يتراوح بين25-30% مسببا خسائر لكميات كبيرة من المياة وفقد قيمة منتجات من الارض فضلا عن انبعاثات الغازات
-
توافر المياه النظيفة أمام الحيوانات طوال الوقت لتقليل الإجهاد الحراري.
-
الإهتمام بالأعلاف وتقديم علائق متزنة في كافة مكوناتها وعناصرها المعدنية كفيتامين C لخفيف الإجهاد الحراري.
-
تقليل انبعاثات الغازات من الماشية بابتكار اضافات تعمل علي تحويل الغازات لصورة غير غازية.
-
استنباط أصناف جديدة من الحيوانات الزراعية كالماشية والمجترات الصغيرة والدجاج والبط والرومي و الأرانب والسمان لها المقدرة علي تحمل ارتفاع درجات الحرارة.
الأستراتيجيات الغذائية
-
تقديم نظام غذائي اكثر كثافة في الحفاظ علي تناول العناصر الغذائية
-
يساعد الأمداد الجيد بالأحماض الأمينية إلي تقليل فقد الطاقة و مساعدة الدجاج في التعامل مع الأجهاد الحرارى
-
تقديم العلف علي شكل حبيبات يساعد في تقليل استهلاك الطاقة اثناء الأكل
-
تحسين قابلية الهضم تؤدي إلي تقليل الطاقة المطلوبة لعملية التمثيل الغذائئ وتقليل الزيادة الحرارية للهضم و بالتالي يتم توجيه الطاقة إلي النمو
-
التنبؤ المبكر بالأمراض و الأوبئة الناتجه عن التغيرات المناخية ووضع سيناريوهات محدثة لزيادة مستوي الرعاية البيطرية بالثروة الحيوانية.
-
تكثيف الوعي بمخاطر التغيرات المناخية علي الثروة الحيوانية والداجنة خاصة بين صغار المربين و تقديم المعلومات السهلة الفهم من أجل الحفاظ علي الثروة الحيوانية و زيادة انتاجياتها.