نظرا لتمتع محافظة دمياط بالعديد من مصادر المياه العذبة والمياه المالحة وكذلك لانتشار الاستزراع السمكي بها سواء أسماك المياه العذبة أو المالحة وكذلك لتواجد الكثير من مزارع الجمبري مما يزيد من استهلاك المواطنين من الأسماك حيث تعد مصدر اقتصادي للبروتين رخيص الثمن وسهل الهضم كما تعد مصدر غني بالأوميجا ثري والعديد من الفيتامينات والمعادن، فقد يترتب عن ذلك ازدياد احتمالية إصابة المستهلك بالعديد من الأمراض البكتيرية المختلفة والتي من الممكن انتقالها عن طريق تناول الأسماك أو التعامل معها سواء في الأسواق أو أثناء النقل أو تنظيف الأسماك وإجراء المعاملات المختلفة بها.
وتعد ميكروبات عائلة المعويات المنتجة للبيتا لاكتاماز ممتد المفعول من البكتيريا التي قد تصيب أنواع عديدة من الأسماك عن طريق تلوث المياه أو تواجد مصدر ممرض سواء أسماك مريضة أخري أو حاملة للمرض, وتلوث عليقة الأسماك بالبكتيريا الضارة و كذلك تلعب نفايات المصانع دورا هاما في انتقال الأمراض البكتيرية لأنسجة السمك المختلفة.
وتزداد احتمالية إصابة الأسماك عند عدم اتباع إجراءات الأمان الحيوي في المزارع فقد تزداد الإصابة عند ازدياد كثافة السمك في الحوض ونقص مساحة الحوض.
أيضا معدل تغيير المياه يلعب دورا هاما في انتقال الامراض فعند ازدياد نسب تلوث المياه وضعف مناعة الأسماك والقشريات منها الجمبري فقد يؤدي ذلك إلي الإصابة بالعديد من الأمراض خاصة الأمراض البكتيرية والتي تضعف التمثيل الغذائي للأسماك وتعزز من حدوث الإصابات الثانوية في الأسماك من بين هذه الميكروبات ميكروبات عائلة المعويات المنتجة للبيتا لاكتاماز ممتد المفعول.
وقد تصيب العديد من أنواع السمك المختلفة, منها أسماك المياه العذبة كالبلطي النيلي والقرموط الافريقي وأسماك المياه المالحة كالدنيس والقاروص، وأيضا قد تصيب العديد من القشريات مثل الجمبري وقد تسبب هذه الميكروبات أمراض معوية قد تؤدي إلي حدوث وباء في المزارع السمكية وإلي نفوق العديد من الأسماك.
كما تؤثر الإصابة علي التمثيل الغذائي للأسماك مع حدوث قرح نزفية علي الجلد والتهاب في الأنسجة المختلفة.
تعتبر ميكروبات الأمعائيات أو البكتيريا المعوية (Enterobacteriacae ) هي فصيلة كبيرة ومنوعة من الجراثيم تتبع رتبة الأمعائيات من طائفةمتقلباتغاما تتسم بخصائص بيوكيميائية مشتركة، وذات أهمية علمية وطبية كبيرة، وهي عائلة كبيرة من البكتيرياسلبيةالغرام وتضم هذه الفصيلة 31 نوعًا على الأقل فيها أكثر من 100 جنس.
كما أنها ميكروبات سلبية الجرام لا هوائية اختياريا حيث تخمر السكر لإنتاج الحمض اللبني و تتواجد هذه الميكروبات في الطبيعة في التربة وعلى النباتات وفي مياه الصرف الصحي وفي أمعاء الحيوانات.
ويعد مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية المختلفة من المعوقات الصحية والتي قد تؤثر علي مناعة الإنسان وتنذر بضرورة ايجاد طريقة تداوي أخري للعديد من الأمراض البكتيرية. ومن أهم أسبابها تلوث مياه المزارع بالصرف الصحي ومخلفات المياه الزراعية ونفايات المصانع وركود المياه في الكثير من مزارع الأسماك واستخدام العديد من المضادات الحيوية المختلفة بدون إجراء التحاليل المطلوبة في المزارع، حيث أن الأسماك لا تستهلك كل كميات المضادات الحيوية مما يؤدي إلي التخلص منها عن طريق الجهاز الهضمي دون حدوث لها تمثيل غذائي.
ومن هذه البكتيريا التي تتميز بمقاومة العديد من المضادات الحيوية ميكروبات عائلة المعويات المنتجة للبيتا لاكتاماز ممتد المفعول والتي تحوي بلازميد والبلازميدات هي عبارة عن عناصر وراثية كروموسومية ذاتية التكاثر تحملها البكتيريا حيث يسهل من عملية انتقال المقاومة للمضادات الحيوية بين عائلات البكتيريا المختلفة وقد تنتقل المقاومة أيضا إلي الإنسان عن طريق تناول الأسماك.
وتعتبر الأسماك والمياه مصدر مهم لانتقال ميكروبات عائلة المعويات إلي العديد من الحيوانات التي تعيش بجوار البحيرات والأنهار وكذلك الإنسان حيث تنتقل العدوي عن طريق الأكل الملوث والمياه الملوثة بالميكروبات.
وقد تسبب العديد من الأمراض في الإنسان مثل التهابات المسالك البولية، التهاب الجيوب الأنفية، التهابات مرتبطة بالأوعية الدموية، التهابات الجهاز التنفسي والتهاب العظم والانسجة الرخوة.
لذا من المهم الاهتمام بالعادات الصحية وغسل اليدين جيدا قبل تناول الأطعمة للحد من انتقال الأمراض، كما يحذر الاستخدام الغير مصرح للمضادات الحيوية للإنسان والحيوان والأحياء المائية علي حد سواء.
ولابد من الالتزام بإجراءات الأمان الحيوي في المزارع السمكية والمتابعة الدورية للسمك والوزن الدوري المستمر لعينات سمكية لتحديد معدل التمثيل الغذائي واستهلاك العليقة.
كما يجب الفحص الدوري لعينات من السمك ومياه الأحواض ومياه الري لمتابعة العد البكتيري لتجنب مصادر العدوي المختلفة.
