بقلم: الدكتور/ أسماء رأفت أحمد الحنفى
باحث صحة اغذية- معهد بحوث الصحة الحيوانية – معمل بيطرى شبين الكوم
يعد الحليب اكثر الاغذية اهمية لاحتوائه على معظم العناصر الغذائية التى يحتاجها الانسان فى مراحل النمو المختلفة وذلك لسهولة هضمه وعظيم قيمته الغذائية, ونظرا لما يتمتع به الحليب من العناصر الغذائية الضرورية والمحتوى العالى من الرطوبة والحموضة المعتدلة لذلك فانه يعد وسطا غذائيا ممتازا لنشاط الكثير من الميكروبات الممرضة والتى قد تنتقل الى الانسان عن طريق تناول الحليب الملوث.
يعتبر تلوث الألبان من كبرى المشاكل التى تسبب خطورة على الصحة العامة وصحة المستهلك خاصة والتى تعتمد فى الاساس على المسببات المؤدية للتلوث سواء كانت بكترية او فطرية او سموم ميكروبية او فيروسة او التلوث بالمواد الكيمائية والبقايا الضارة وقد يتعرض اللبن الخام للتلوث عن طريق مصادر اخري مثل الاشخاص القائمين على عملية الحليب واستخدام مصادر مياه غير نقية غير صالحة للشرب.
كما ان مراكز الألبان تعمل على الحد من دور الوسطاء فى عملية التسويق فى القطاع الريفى خاصة بعدما أصبح لدى وزارة الزراعة خريطة واضحة للثروة الحيوانية فى مصر والتى تشمل مراكز تجميع الألبان المنتشرة على مستوى محافظات ومراكز الجمهورية حيث يوجد أكثر من 800 مركز لتجميع الألبان فى مصر وفقا لما قامت به وزارة الزراعة من حصر مشيرا إلى أن العدد الأكبر من تلك المراكز يوجد فى الوجه البحرى بمحافظات القليوبية والبحيرة والمنوفية ما يعزز من قدر الدولة على تحديد المناطق الأكثر احتياجا للمراكز وبالتالى اتخاذ القرارات السليمة فيما يتعلق بإنشاء وإقامة مراكز تجميع جديدة للألبان أو تطوير ورفع كفاءة المراكز القائمة بالفعل.
قطاع الألبان فى مصر ينقسم إلى قسمين: الأول القطاع التقليدى من مواشى التريية لدى الفلاحين ويمثل نحو 90% من الإنتاج والثانى قطاع المزارع التجارية ويمثل نحو 10% من الإنتاج علما بأن المستهدف من المشروع القومي الحالى هو تنمية نسبة الـ90% حيث أن أقصى مايستفيد منه الفلاحون بالألبان هو تحويلها إلى جبن ومنتجات أولية مما يؤدى الى اهدار جزءا كبيرا من قيمتها .ومن المهم جدا فى هذه المرحلة هو تطبيق قواعد نظام الهاسب HACCP بمراكز تجميع الألبان و الذى بدوره يؤدى الى زيادة جودة اللبن الذى يصل إلى المستهلك والذى بدوره يصل إلى مصانع منتجات الألبان والذى يقلل من الخسائر التى كان يتعرض إليها المصنع والتى ترجع الى ارتفاع الحمل البكتيرى وتراجع جودة اللبن نتيجة حدوث غش فى مكوناته اجراء المواد الكميائية المضافة من ناحية وكذلك بقايا المضادات الحيوية من ناحية اخرى والتى كانت تتسبب فى كثير من المشاكل التصنيعية لبعض المنتجات مثل الزبادى وبذلك يستطيع المصنع أن ينتج منتجات ألبان عالية الجودة ينافس بها فى الأسواق العالمية وتمكنه من تصدير منتجاته للخارج وذلك من خلال حصوله على شهادة نظم إدارة سلامة الغذاء ( 22000 ISO ( FSMS ,.
الهاسب HACCPهو نظام وقائي معنى بسلامة الغذاء من خلال تحديد الأخطار HAZARDS التي تهدد سلامته , سواء أكانت بيولوجية أوكيميائية أو فيزيائية ومن ثم تحديد النقاط الحرجة CCPsالتي يلزم السيطرة عليها لضمان سلامة المنتج. و يتم استخدامة بسبب:-
-
عدم فعالية الطرق التقليدية في الحد من التلوث بالميكروبات المسببة للتسممات الغذائية .
-
التطابق مع متطلبات منظمة التجارة العالمية ((WTO.
-
اشتراط بعض الدول تطبيق هذا النظام (FSMS) على المنتجات المصدرة اليها.
-
الرغبة في اشراك القطاع الخاص في تطبيق نظام الهاسب والتوعية باهميته لفتح افاق جيدة للتصدير.
مزايا الهاسب :
-
يؤدي إلى جعل المنشأة معنية بالرقابة الغذائية (الرقابة الذاتية) وهذا أيضاً يقلل من عدد زيارات التفتيش وعدد المفتشين من الجهات الرقابية والجهات المانحة.
-
يؤدي إلى جعل متداولي الغذاء أكثر تفهما لسلامة الغذاء وبالتالي ضمان فاعليتهم في إنتاج غذاء مأمون.
-
نظراً لطبيعة نظام الهاسب فيجب توافر حد أدنى من التأهيل والتدريب للكوادر التى يسند اليها تطبيق نظام الهاسب. وعليه فإن أية منشأة جادة في تطبيقه سوف يكون لزاماً عليها تأهيل العاملين.
-
يسهل مهمة التفتيش بالنسبة للجهات الرقابية.
-
توثيق كل ما يمس سلامة الغذاء بشكل مكتوب أو بأي طريقة يمكن الرجوع إليها عند الحاجة .
-
يمكن تصنيف المنشآت بسهولة وفقا لمستواها الصحي.
-
يقلل من فرص سحب المنتج من السوق Product Recall حيث أنه نظام وقائي يعمل على الحد من الأخطار الممكنة المرتبطة بالغذاء.
-
يفتح المجال أمام الشركات للتصدير للأسواق العالمية.
-
يزيد من ثقة المستهلك في المنتج.
القواعد السبع لنظام الهاسب :
-
القاعدة الأولى : إجراء تحليل للمخاطر Hazard analysis
-
القاعدة الثانية : تحديد نقاط التحكم الحرجة Critical control points
-
القاعدة الثالثة : تعيين الحدود الحرجة Critical limits
-
القاعدة الرابعة : استحداث طرق للرصد Procedures to monitor
-
القاعدة الخامسة : استحداث إجراءات تصحيحية Corrective actions
-
القاعدة السادسة : استحداث نظام للتدقيق Verificatin
-
القاعدة السابعة : استحداث نظام للتوثيق Documentation