بقلم: الدكتور/ أمنية أحمد محمد كمال العوسي
باحث بمعهد بحوث الصحة الحيوانية بالزقازيق
تقنية النانو هي تقنية سريعة النمو بين العديد من التخصصات ، مثل الكيمياء والبيولوجيا والفيزياء والرياضيات والهندسة .
والطب النانوي هو مجال جديد في العلوم الطبية وجدت فيه تقنية النانو طريقها إلى الطب.
وبالنظر الى المضادات الحيوية النانوية هي محور مهم في هذا المجال نظرًا للتزايد الرهيب في عدد البكتيريا المقاومة للأدوية المتعددة باعتبارها واحدة من المشكلات الخطيرة في جميع أنحاء العالم.
يعد استخدام المضادات الحيوية أمرًا مهمًا بشكل كبير في الحالات المعرضة للعدوى ومع ذلك ، في السنوات الأخيرة ،حدث ظهور سريع للمقاومة لجميع فئات المضادات الحيوية تقريبًا كتهديد حقيقي للمجتمع. بعد تقييم البكتيريا المقاومة للأدوية المتعددة ، أصبحت العديد من الأمراض غير قابلة للعلاج.
جزيئات النانو:
تتميز المواد الناتجة عن النانو بإختلاف خواصها الفزيائية والكيميائبة والبيولوجية في نواح أساسية ومهمة حيث يمكن أن تكتسب هذه المواد خصائص جديدة عن تلك التي كانت تمتلكها في حالتها العادية، فمثلا يمكن أن تزداد صلابتها وقوتها أوتعزيز توصيلها للكهرباء والحرارة أو زيادة خواصها المغناطيسية ويمكن أيضا أن يحدث تغيرفي ألوانها حسب أحجامها ونتيجة لهذه المميزات يمكن الإستفادة منها في توجيه تكنولوجيا النانو نحو تخليق مواد وأجهزة ونظم محسنة.
ولقد شهدت السنوات الاخيرة بالقرن الماضى والحالى تطورات عظمى فى استخدام تكنولوجيا النانو فى العديد من الجوانب المتعلقة بصحة الحيوان خاصة طرق علاج الأمراض .
-
تغلب الجسيمات النانومترية على مقاومة الميكروبات
تم إجراء المزيد من الدراسات لاكتشاف مضادات حيوية جديدة لمكافحة مسببات الأمراض المقاومة للأدوية المتعددة (MDR) توصل الباحثون لاستخدام تكنولوجيا النانو لتخليق مضادات حيوية جديدة من الجسيمات النانومترية للمعادن واثبتت على مدى 10 سنوات كفاءتها فى مقاومة الميكروبات المسببة لامراض الحيوان.
وألقت الدراسات الضوء على اهمية الجسيمات النانومترية لاكسيد الزنك والنحاس والفضة والسيلينيوم وان لها سمية وكفاءة انتقائية للبكتيريا والفطريات دون اضرار بخلايا الانسان والحيوان المستخدم للجسيمات النانومترية كعلاج سواء بالتناول بالفم او الحقن او بالاضافة للاغذية والعلائق .
وقد تم العثور على الجسيمات النانوية ذات النشاط المضاد للميكروبات كبديل جديد للمضادات الحيوية التقليدية وشملت اثارها القضاء على الميكروبات السامة المسببة للتسمم الغذائى بالانسان والحيوان مثل بكتريا الاشيريشيا كولاى والسالمونيلا والمكورات العنقودية.
و لزيادة فعالية المضادات الحيوية التقليدية ، تم دمج العديد من العوامل المضادة للميكروبات في NPs.
تنقسم مضادات الميكروبات النانوية إلى فئتين: (أ) NPs التي لها تأثير قتل مباشر على مسببات الأمراض (ب) NPs التي تعمل كحامل وتزيد من نشاط مضادات الميكروبات للعقار المغلف (على سبيل المثال حاملات دواء نانوية محضرة من بوليمرات طبيعية أبرزها الكيتوزان)
-
تاثيرالجسيمات النانومترية على التركيب الجينى لجينات الضراوة بالميكروبات
اثبتت الدرسات أن الجسيمات النانومترية لاكسيد الزنك والفضة واكسيد الحديد والسيلينيوم وتركيبهما مع الاعشاب ذات كفاءة فى ازالة جينات الضراوة لبكتريا الاشيريشيا كولاى السامة.
مما تقدم يتضح ان الجسيمات النانومترية للمعادن اكثر كفاءة من المضادات الحيوية التقليدية لما لها من تاثير مزيل للجينات المرضية بالميكروبات مما يعد طفرة فى علاج امراض الانسان والحيوان بصورة نهائية تتجنب ارتجاع العدوى بالمرض وذلك يزيد من كفاءة صحة الانسان وكذلك الحيوان وانتاجيته مما ينعكس على ارتفاع الدخل القومى للمربى والدولة.
-
الكيتوزان:
عبارة عن مادة تتكون أساسا من مادة الكايتين (chitin) والتي تعتبر سلسلة من الكربوهايدرات المتصلة والتي تستخلص من الهيكل الخارجي للصدفيات والمحار والأسماك الصدفية البحرية كمثل “الجمبري” حيث تطحن هذه المواد الصدفية والقشريات مع بعضها البعض ومن ثم تخضع لعملية كيميائية مبسطة تعتنى بانتزاع ماده الأسيتيل (De-Acetyaltion) وبعد انتزاع هذا الجزء تصبح التركيبة الأساسية للشيتوزان جاهزة حيث تصبح مادة الشيتوزان تحمل شحنات موجبة من الأمونيوم والتي تعمل على جذب جزيئات أي مادة بجانبها أو بقربها تحمل شحنات سالبة
-
مميزات الكيتوزان:
يتميز الكيتوزان بمقاومتها للبكتيريا وانعدام السمية وقابليتها للتّحلل،
وهي مواصفات جعلتها من المرونة بحيث يسهل توظيفها في أكثر من استخدام.
-
استعمال الكيتوزان في تغيلف الادوية