بقلم : الدكتور / مروة فؤاد حسن شعبان
باحث – وحدة البروتينات – قسم الكيمياء والسموم والنقص الغذائي
السموم الفطرية
تشكّل السموم الفطرية تهديدًا مستمرًا علي صحة الإنسان والحيوان على مستوى العالم، لما تسببه من مضاعفات كبيرة وأضرار بالجهاز المناعي والكبد والكلي.
السموم الفطرية هي مركبات أيضية ثانوية تنتجها بعض أنواع العفن (الفطريات) بطريقة طبيعية. والفطر الذي يمكنه إنتاج السموم الفطرية ينمو على الكثير من الأغذية مثل الحبوب ومواد العلف والفاكهة المجففة والتوابل.
وهذة السموم الفطرية تعتبر مركبات نشطه بيولوجيا ومعظمها سام للانسان والحيوان والنبات.
تُنتج السموم الفطرية من قبل بعض الفطريات خاصة من قبل أنواع الأسبرجلس و البنسيليوم و الفيوزاريوم , وتنتج الفطريات حوالى 280 من السموم الفطرية وتندرج تحت 21 مجموعه من السموم, ولكن السموم الفطرية الأكثرشيوعاً هي الأفلاتوكسين بأنواعه والأوكراتوكسين والباتولين والفيومونسين والزيارالينون والنيفانول والدييوكسي نيفالينول, إلا أن الأفلاتوكسينB1 والأوكراتوكسين A أكثرهم خطورة علي الإطلاق.
السموم الفطرية في الأعلاف
هي المركبات الكيميائية السامة التي تفرزها بعض أنواع من الفطريات التى تنمو على مواد العلف والمحاصيل الزراعية و تنتج هذه السموم فى الحقل قبل الحصاد أو بعد الحصاد أوأثناء تخزين مواد العلف المختلفة.
تختلف السموم الفطرية باختلاف نوع الفطر النامي على مادة العلف ، كما تختلف كمية السموم المنتجة باختلاف نوع الفطر والمادة الغذائية ومدى توافر الظروف الملائمة لنمو الفطر (الحرارة والرطوبة والأكسجين ودرجة الحموضة .(PH)
التغيرات المناخية وتأثيرها علي تكوين السموم الفطرية
تحتاج الفطريات لكي تنمو وتتكاثرالى ظروف خاصة حيث تنموعند توافر درجة الحرارة (25°م فأكثر) ورطوبة نسبية في الجو أكثر من 70%) ، وزيادة رطوبة العلف (أكثر من 13%)، وعند توافر الأكسجين ، نتيجة نمو وتكاثر هذة الفطريات وقيامها بالوظائف الحيوية من عمليات تمثيل غذائي يفرز على أثرها السموم الفطرية.
يؤدي تغيّر المناخ على كوكب الارض إلى تلوث المياه والأغذية بالبكتريا والفيروسات والفطريات والمُمرِضات المحوّرة بتغيير السمات الخاصة بأنماط البقاء على قيد الحياة وانتقال الأمراض نتيجة تغير درجات الحرارة والرطوبة.
سيؤدي تغير المناخ من إرتفاع درجات الحرارة والرطوبة الى نمو الفطريات وبالتالي تكّون السموم الفطرية في المراحل الإنتاجية والتخزينية للأعلاف مما يؤدي الى فساد العلف، حيث ترتبط تنمية الفطريات أيضا بالظروف المناخية.
أضرار و مخاطر السموم الفطرية علي الإنسان والحيوان:
تتعدد مخاطر وأضرار السموم الفطرية ، حيث إن لها تأثيرات سلبية على صحة الإنسان والحيوان.
أضرار السموم الفطرية علي الإنسان: أهم ما يميز هذة السموم قدرتها على مقاومة الحرارة العالية بدرجة يصعب أن يتم إتلاف هذه السموم بواسطة المعاملات الحرارية التقليدية (الغليان والبسترة) المستخدمة في عمليات الطهي والتصنيع مما يجعلها تتسبب في أضرارعديدة لصحه الإنسان.
التركيزات المنخفضة من هذة السموم لها تاثيرا ساما تراكميا لايظهر الا بعد مرور أعواما كثيرة و تتسبب في ظهور بعض الأمراض المزمنة كتضخم الطحال والكبد و سرطان الكبد و الكلى، بالإضافة الى تأثيرها تثبيط الجهاز المناعي والحساسية من تناول بعض الأطعمة مع حدوث طفرات وراثية وتشوهات خلقية.
و يتأثر الأطفال بشكل خاص عند التعرض للسموم الفطرية، مما يتسبب في تأخر النمو و التقزم ، وتأخر التطور، تلف الكبد، والإصابة بسرطان الكبد.
أما التركيزات العالية من هذة السموم داخل الجسم فانها تسبب التهابات حادة وربما نزيفا في الامعاء مما يؤدي الى الوفاة في بعض الاحيان.
أضرار السموم الفطرية علي الحيوان:
تأثيرات ضارة على الأعلاف التي يتغذي عليها الحيوان: وتشمل تغير فى الرائحة واللون والطعم ، زيادة درجة نعومة العلف ، تحلل مادة العلف مما يقلل من القيمة الغذائية لها .
تأثيرات ضارة على صحة الحيوان: وتشمل :
1 – قلة استهلاك العلف و قلة الاستفادة من الغذاء
2- معامل تحويل قليل و تدهورفى وزن الجسم وفى معدلات النمو
3- ضعف في المناعة تؤدي الي قابلية الحيوان لللإصابة بالأمراض كالنزلات المعوية و فشل في عمليات التحصين وعدم الاستجابة للعلاج ببعض الأدوية .
4- تلف بعض الأعضاء الداخلية للحيوان مثل : الكبد ، الكلي ،الطحال ، البنكرياس.
5- نقص مستوى الكالسيوم والفسفور وفيتامين د مما ينتج عنه هشاشة العظام.
طرق التحكم فى السموم الفطرية في الأعلاف:
يوجد بعض الوسائل للتحكم والوقاية من السموم الفطرية في جميع المراحل الإنتاجية والتخزينية.
1- تخزين المحاصيل الحقلية في مخازن مناسبة من حرارة و رطوبة وجيدة التهوية مع التعقيم الدوري لهذه المخازن.
2- عدم تخرين العلف لفترات طويلة داخل المزارع.
3- إستخدم مضادات الفطريات الكيميائية مثل حمض البروبيونيك أو أحد املاحه وحامض الخليك وحامض الفورميك لمنع نمو الفطريات.
4- إضافة بعض المواد إلى العلف والتى تتميز بقدرتها على إدمصاص بعض أنواع السموم الفطرية على سطحها وبالتالى التقليل من سميتها مثل البنتونيت والزيوليت والشيتوزان وكذلك سيليكات الألمونيوم.
5- إستخدام الطرق البيولوجية للقضاء على السموم الفطرية وهي عبارة عن مستخلص خميرة بيعتمد على تكوين بكتيريا نافعة تقضي على السموم مثل الهاميكو بلس وهذة الطريقة لها فاعلية عالية للوقاية حيث تقوم هذه البكتريا النافعة بامتصاص السموم ومنع دخولها للجسم.
REFERENCES
[1] Miraglia. M et al., (2009): Climate change and food safety, An emerging issue with special focus on Europe. Food and Chemical Toxicology, 47, 1009-1021.
[2] Richardson, M.D. 2005. Changing patterns and trends in systemic fungal infections. Journal of Antimicrobial Chemotherapy, 56 (S1): 5-11.
[3] WHO (World Health Organization) 1990. Selected mycotoxins: ochratoxins, trichothecenes, ergot. Report of an Expert Committee. Geneva, (Environmental Health Criteria No. 105).
[4] Abedi, A. and Talebi, E (2015): Effect of aflatoxins on poultry production and control methods of destructive influence. ARPN Journal of Agricultural and Biological Science;10(12):441-446.
[5] EFSA (2020): Panel on Contaminants in the Food Chain (CONTAM); Schrenk, D.; Bodin, L.; Chipman, J.; del Mazo, J.; Grasl-Kraupp, B.; Hogstrand, C.; Hoogenboom, L.; Leblanc, J.-C.; Nebbia, C.; Nielsen E, Ntzani E, Petersen A, Sand S, Schwerdtle T, Vleminckx C, Marko D, Oswald IP, Piersma A, Routledge M, Schlatter J, Baert K, Gergelova P, Wallace H. Risk assessment of ochratoxin A in food. EFSA J., 18, e06113.
[6] Agriopoulou, S.; Stamatelopoulou, E.; Varzakas, T. (2020): Advances in occurrence, importance, and mycotoxin control strategies: Prevention and detoxification in foods. Foods, 9, 137.