بقلم الدكتور/ نسرين فؤاد انور عطوة
باحث بالمعمل المرجعى للرقابة فرع دمنهور– معهد بحوث الصحة الحيوانية
مرض الالتهاب الشعبي المعدي في الدواجن
التعريف بالمرض :
مرض فيروسي شديد الوبائية يوجد في الصورة الحادة شديدة الضراوة, و يسبب مشاكل تنفسية ومشاكل كلوية وتناسلية وانخفاض في إنتاج البيض ، المرض موجود في مصر سواء في قطعان بدارى التسمين أو القطعان البياضة.وتأتي أهمية المرض اقتصاديا حيث أنه يسبب نسبة النفوق عالية في الطيور المصابة وانخفاض شديد جدا في إنتاج البيض من حيث الكم والكيف كما يسبب انخفاض الوزن والهزال الشديد في قطعان بدارى التسمين خاصة عندما تكون العدوي مصحوبة مع بعض الميكروبات التي تصيب الجهاز التنفسي مما يؤدي الي نفوق و خسائر اقتصادية فادحة في صناعة الدجاج.
المسبب :
فيروس من عائلة فيروسات الكورنا (Corona virus) ويتميز الفيروس علي قدرته العالية علي التحور واحداث الطفرات مما يؤدى الي فشل التحصين و صعوبة التحكم والسيطرة على الفيروس باستخدام اللقاحات بمفردها لذا ينصح باتباع إجراءات الأمان الحيوى داخل المزارع . يعتبر الدجاج هو الطائر الوحيد المصاب طبيعيا.
العوامل التي تؤثر علي ضراوة المرض:
1- عمر الطيور عند الإصابة : جميع الأعمار معرضة للإصابة بالمرض ولكنه يكون أكثر حدة في الكتاكيت (10-12 يوم ) مما يسبب بعض الوفيات ، و مع تقدم العمر يصبح الدجاج أكثر مقاومة للعدوي وتقل قابلية الإصابة وضراوة المرض بزيادة العمر و تختلف باختلاف السلالات.
2- عترة الفيروس ودرجة ضراوته
3- التعرض للقاح من عدمه ونوع اللقاح المستخدم ومدى مطابقته لعترة العدوى و موعد الإصابة سواء قبل التحصين ام بعده
4- الظروف البيئية ودرجة الحرارة: من وجود النشادر والرطوبة ونقص الاوكسجين داخل المزرعة و تزداد شدة الإصابة في الشتاء نظرا لسوء التهوية
5- الأمراض التي تعانى منها الطيور سواء مناعيا(فيرس الماريك والسموم الفطرية والنقص الغذائي) أو وبائيا (فيروس الانفلونزا وفيروس الريو)
6- الموسم والبكتريا المصاحبة والمناعة الموروثة والامراض الموروثة مثل الميكوبلازما والليكوزس وغيرهم
طرق انتقال العدوى:
الدجاج المصاب يأخذ العدوى عن طريق الجهاز التنفسي باستنشاق الهواء الملوث وعن طريق الجهاز الهضمي بتناول العليقة ومياه الشرب الملوثة بإفرازات الطيور المصابة أو الحاملة للفيروس المرضي ، مصدر العدوى يكون عن طريق المعدات والعربات التي تدخل المزرعة حاملة الفيروس من مزارع اخري، وينتشر الفيروس بين الفراخ بصورة مباشرة نتيجة الاتصال بين الفراخ المصابة والسليمة ويتم انتشار المرض عن طريق العدوى الأفقية عن طريق التجاور والهواء الملوث ، والانتقال الميكانيكي عن طريق الأواني والأدوات المستخدمة في المزارع وكذلك الانتقال عن طريق بيض التفريخ عن طريق كسر في البيض الملوث داخل المفرخ الذي يؤدي إلى انتشار العدوى بين الكتاكيت الفاقسة.
مدة الحضانة الفيروس:
مدة الحضانة قصيرة وتتراوح من 18-36 ساعة لذلك يظهر النافق بطريقة سريعه جدا ومدة المرض قصيرة وتتراوح ما بين 2-6 أيام ؛ والطيور المصابة تبقى حاملة للفيروس وتفرزه لمدة 5 أسابيع بعد العدوى عن طريق إفرازات الجسم المختلفة.
أنواع و الأعراص الظاهرية لمرض الالتهاب الشعبي المعدي في الدواجن:
الطيور المصابة يظهر عليها أعراض المرض في صورة أعراض عامة وفي صورة أعراض خاصة للمرض حيث توجد في ثلاث صور طبقاً لمكان الإصابة
1- النوع التنفسي:
وهو النوع الكلاسيكي للمرض وتختلف الأعراض طبقاً لعمر الطائر المصاب حيث تظهر الأعراض في بدارى التسمين والكتاكيت الصغيرة أكثر حدة من الطيور البالغة التي قد لا يظهر عليها أعراض تنفسية للمرض. تتمثل مشاكله فى الجهاز التنفسى نتيجه انسداد القصبه الهوائية ووجود مخاط فى الغالب يكون متجبن ونتيجه لذلك يحدث عدم وصول الاكسجين الى الدم وزرقان فى الجسم وهبوط فى القلب . تكون في شكل صوت صرخة ويمد الطائر رقبته إلى الأمام في محاولة لتخليص المسالك التنفسية من السوائل المخاطية المتجمعة فيها ، التهاب في العين مع وجود إفرازات دمعية وتورم في الجيوب الأنفية ويظهر المرض بسرعة ليشمل معظم القطيع بسرعة. وبالنسبة للطيور البالغة لا يظهر عليها أعراض تنفسية واضحة.
2– النوع التناسلي:
وتختلف درجة الإصابة وحدة الأعراض طبقاً لعمر الإصابة كالأتي:
أ- عند إصابة الكتاكيت يصاب الجهاز التناسلي ويظل المبيض خاملا لمدة أطول وتتأخر الطيور المصابة في البلوغ الجنسي كما يتأخر تكوين قناة البيض ولا تصل هذه الطيور إلى قمة الإنتاج المتوقع بعد البلوغ الجنسي الكامل.
ب- عند إصابة الطيور في عمر 12-20 أسبوع تؤدي الإصابة إلى تشوهات في قناة البيض تلازم الطائر طوال حياته الإنتاجية حيث يؤدي ذلك إلى إنتاج بيض أصغر حجماً كما يظهر تشوهات في القشرة وزيادة سيولة البياض ويصبح الزلال مائي القوام مع وجود نقط نزفية على البياض والصفار ولا تصل الطيور إلى قمة الإنتاج.
ج- عند إصابة الطيور في عمر الإنتاج يؤدي إلى انخفاض إنتاج البيض بنسبة 20-50% ويستمر هذا الانخفاض لمدة 4-6 أسابيع وتكشيره بداخل الجسم والتهابات فى المبايض وانسداد قناة البيض وتغير شكل البيض مع وجود تشوهات بالبيض حيث تكون رقيقة القشرة ويوجد ترسيبات كالسيوم بصورة غير منتظمة مع وجود نسبة كبيرة من البيض بدون قشرة (برشت) ويصبح الزلال مائي القوام وتنخفض نسبة الفقس ويظهر تشوهات عديدة على الكتاكيت الفاقسة ويقل استهلاك العليقة وقد يحدث قلش كلي أو جزيء للطيور المصابة.
3- النوع الكلوي:
يظهر في بدارى التسمين أكثر من كتاكيت سلالات إنتاج البيض ويظهر في الذكور أكثر من الإناث وأكثر عمر عرضة للإصابة بالمرض 2-6 أسابيع ، زيادة نسبة البروتين الحيواني في العليقة والبرد الشديد يزيد من الإصابة بالمرض وتظهر الأعراض على الطائر المصاب في شكل أعراض عامة في شكل خمول شديد وانتفاش الريش و زيادة فى سحب الماء و قلة سحب العلف و وجود ترسبات جيرية في الزرق ومتاعب تنفسية خفيفة و تجمع الطيور بجانب مصدر الحرارة مع نسبة نفوق 30.%
الصفة التشريحية :
تختلف بدرجة كبيرة من طائر إلى طائر طبقاً لعوامل كثيرة منها عمر الطائر المصاب وقت الإصابة وضراوة العترة المسببة للمرض.
1- إصابة الجهاز التنفسي: احتقان والتهاب في المسالك التنفسية والرئتين مع تجمع السوائل المخاطية او وجود مواد متجبنة بداخل القصبة الهوائية عند تفرعها و في الشعيبات مع تغبش الأكياس الهوائية.
2- إصابة الجهاز التناسلي: قناة البيض قصيرة وضعيفة أو ضامرة أو أحياناً عدم وجود قناة البيض مع وجود المبيض في حالة جيدة أو وجود صفار البيض داخل التجويف البطني. وفي البيض يحدث انفصال غشاء الكليزا فيصبح البيض سائل عند الكسر.
3- إصابة الجهاز الكلوي: تضخم في الكليتين مع انتفاخ الحوالب بحمض اليوريك وأحيانا يوجد التهاب بروتوني
الفحص الباثولوجي للمرض :
1- وجود افرازات مخاطية للجيوب الأنفية والقصبة الهوائية وكذلك وجود تاكل فى الغشاء الطلائي و تنكرز وزيادة اعداد الخلايا الليمفاوية
2- وجود التهاب رئوي حاد يظهر في صورة احتقانات و انزفة و ارتشاح داخل النسيج الرئوي مع وجود سماكة في الأكياس الهوائية و ظهور اعداد كبيرة من الخلايا الليمفاوية.
3- التهاب كلوي حاد يظهر في صورة التهاب و تنكرز في انابيب النيفرون مع ظهور اعداد كبيرة من الخلايا الليمفاوية
التشخيص:
يكون التشخيص من الاعراض والصفة التشريحية لاستبعاد الأمراض الأخرى المشابهة مثل مرض النيوكاسل ومرض الانفلونزا ومرض التهاب القصبة الهوائية والحنجرة بالاضافة الي الاختبارات المعملية مثل اختبار البلمرة المتسلسل و اختبار الاليزا.
الوقاية من المرض:
للوقاية من ذلك المرض يجب تطبيق الإجراءات الصحية البيطرية لمنع وصول وانتشار الفيروس المسبب للمرض بين الطيور القابلة للعدوى وذلك بإجراء الآتي:
1- يجب ان تكون الكتاكيت من قطيع أمهات خالٍ من المرض ويجب تطهير المزرعة قبل ادخال الكتاكيت ، تربية طيور ذات أعمار متماثلة ويحذر تربية الكتاكيت بجوار طيور بالغة وذلك لإمكانية نقل العدوى بين الطيور المختلفة الأعمار
2- يجب التحصين فى التسمين عند عمر يوم واحد اما في حالة البياض فيكون باللقاح الحى (هـ 120) عند عمر 3 – 4 أسابيع، وتكرر عند عمر 8 – 12 أسبوعاً، أما الجرعة الثالثة فتكون باللقاح الميت عند عمر 14- 18 أسبوعاً ويكون التحصين فى نفس الوقت لجميع الطيور الموجودة فى المزرعة حيث أن الطيور المحصنة تفرز الفيروس المسبب للمرض (فيروس اللقاح) بعد تحصينها لمدة 4 أسابيع ، مع ملاحظة عدم تأخير التحصين لقرب موعد إنتاج البيض، لأن ذلك يعمل على انخفاض إنتاج البيض بشكل ملحوظ كما يجب قياس تتر المناعة بعد عملية التحصين وإعادة التحصين علي فترات 2 – 3 شهور في الدجاج البياض
علاج مرض الالتهاب الشعبي المعدي في الدواجن
من الصعب العلاج ولكن بوجه عام يجب رفع حرارة العنبر درجتين عن معدلها رش العنبر بمطهرات مثل اليود او فيركون اس يوميا بالتبادل مع موسعات شعب رفع النافق بانتظام من المكان مع رافع مناعه قوى فى الماء ، وموسع شعب وفى حالة الاصابه الكلوية نعطى غسيل للكليتين