بقلم: الدكتور / هايدى السيد محمد
باحث – معهد بحوث الصحة الحيوانية – معمل الاسماعيلية
التهاب الضرع تحت الإكلينيكى
التهاب الضرع تحت الإكلينيكي او الكامن فى الابقار هو التهاب في الغدد الثديية لا يسبب أي تغيرات مرئية في الحليب أو الضرع.وفيه يبدو الحليب طبيعيًا ، لكن الأبقار المصابة تحت الإكلينيكية تنتج حليبًا أقل فى الكميه و الجودة.
يعتبر التهاب الضرع تحت الإكلينيكي أكثر أشكال التهاب الضرع أهمية من الناحية الاقتصادية نظرًا لانتشاره وصعوبة تحديد وتدمير الآثار طويلة المدى مقارنة بالتهاب الضرع السريري. يعتبر هذا المرض أكثر الأمراض شيوعًا في مزارع أبقار الألبان حول العالم وهو أكثر شيوعًا بـ 15-40 مرة من التهاب الضرع السريري. التهاب الضرع تحت الإكلينيكي هو مرض معقد متعدد مسببات الأمراض ناتج عن عوامل الخطر المحتملة بدلاً من مسببات الأمراض المعدية وغيرها من العوامل غير المعدية.
المرض عادة لا يلاحظه المزارعون ولا يمكن تحديده بدون تجارب معملية أو ميدانية ، حيث لا توجد علامات مرئية. تكمن المشكلة الرئيسية في التهاب الضرع تحت الإكلينيكي في إمكانية التطور إلى التهاب الضرع السريري ، مما يزيد من تكلفة اللبن المرتجع وتكلفة العلاج الإضافي.
ما هي الخسائر التي يسببها التهاب الضرع الكامن؟
التهاب الضرع الكامن يسبب 70% من الخسائر الكلية التي سببها التهاب الضرع عموما، والتهاب الضرع الصريح يسبب 30% فقط من الخسائر، وذلك متوقع بطبيعة الحال لان 90% من حالات التهاب الضرع هي حالات كامنة، وكلها تؤدي الى نقص في انتاج اللبن.
العوامل المساعدة لحدوث التهاب الضرع:
1- حالة الادرار / في البداية ا نتاج الحليب الضرع قد تكون اكثر عرضة للاصابة و كذلك اكثر الحساسية للاصابةخلال الاسابيع الثلاثة الاولى من فترة الجفاف
2- عدم انتظام الفترة بين الحلبات مما يحصل احتقان الضرع بالحليب وعدم ا تمام عملية الحلب .
3- الابقار التي تتميز بسرعة وسهولة الحلب تتعرض لاحتمال الاصابة بالتهاب الضرع اكثرمن الابقار بطيئة الحلب , وتفسيرذلك ان الابقار سريعة الحلب تكون اكثر عرضة لدخول الجراثيم لان المسببات المرضية قد تحصل على مدخل اكثر سهولة خلال القناة اللبني الاوسع أو الاكثر رخاوة.
4-تكوين فتحةالحلمات /الحلمات المشوهة اكثر عرضا للاصابة .
5-انخفاض مناعة الجسم /لها دور لحدوث المرض بسهولة .
6- العوامل الوراثية / الضرع المتدني ذو الحلمة الطويلة اكثر عرضة للاصابة .
7- وجود الخدوش والجروح التي يتعرض لها الحلمة والضرع تسهل نفاذ ودخول المسببات المرضية .
ما اهمية تشخيص التهاب الضرع تحت الاكلينيكي؟
ان التشخيص باستخدام اختبار التهاب الضرع تحت الاكلينيكي يعني:
1- التقييم الفعلي للمزرعة.
2- دق جرس الانذار مبكرا.
3- حماية المزرعة من هبوط او تدهور معدلات انتاج الالبان.
4- انتاج الالبان الصالحة للاستهلاك الادمي.
5- انتاج الالبان الصالحة للتصنيع.
1- التقييم الفعلي للمزرعة:
اختبار التهاب الضرع تحت الاكلينيكي هو اختبار لصلاحية انتاج الالبان وبالتالي هو اختبار لجودة المزرعة، فمن المعروف ان عدد الخلايا في كل واحد مليمتر لبن يجب الا يتجاوز 400،000 خلية، وقد صدرت قوانين في بعض البلاد الاوروبية بتحريم تداول الالبان التي يزيد عدد الخلايا فيها عن هذا المعدل، واعتبار تداولها عملا غير قانوني، وبدا العمل بهذه القوانين في الاتحاد الاوربي كله بداية من يوليو 1997م، ومن ذلك التاريخ تطبق هذه القوانين على جميع مزارع انتاج الالبان في اوربا، وذلك رفعا لمستوى الجودة النوعية للألبان، وحفاظا على صحة المستهلك.
2- دق جرس الانذار مبكرا:
تشخيص حالات التهاب الضرع تحت الاكلينيكية هو بمثابة دق مبكر لجرس الانذار في مزرعة انتاج الالبان، وذلك يعني ان الهجوم الشرس من الميكروبات الضارية، التي وجدت الوسط المناسب والغذاء الملائم في ضرع الابقار قد بدا، وان علينا مجابهة هذه الميكروبات وايقافها بأسرع ما يمكن باستخدام المضادات الحيوية الفعالة والمناسبة، وذلك قبل ان يستفحل الالتهاب في ضرع الحيوان، وقبل ان تنتشر الميكروبات في باقي القطيع. ولا ننس ان البقرة المصابة بالتهاب الضرع هي بؤرة ناشرة للعدوى في المزرعة وفي المحلب، وان القول الحكيم: (درهم وقاية خير من قنطار علاج) ينطبق اوضح ما ينطبق على جدوى استعمال اختبار التهاب الضرع في مزارع انتاج الالبان.
3- حماية المزرعة من هبوط او تدهور معدلات انتاج الالبان.
يعرف العاملون بمزارع انتاج الالبان جيدا ان زيادة نسبة حالات التهاب الضرع تحت الاكلينيكية في المزرعة يصاحبها انخفاض مباشر ومماثل في انتاج اللبن. وهذا الهبوط في انتاج اللبن ناتج عن تكسر الخلايا المنتجة للبن في الضرع والذي نتج بدوره من غزو بكتيريا التهاب الضرع له، وتكاثرها وافرازها لسمومها فيه.
4- انتاج الالبان الصالحة للاستهلاك الادمي:
تعتمد صلاحية الالبان على عدد الخلايا الموجودة بها، فاذا زاد عدد الخلايا عن المعدلات المسموح بها صبح اللبن غير صالح للاستهلاك، ويسهل فسادة. واللبن لا يمكن معالجته باي طريقة او اعادة الصلاحية الية، ويجب التخلص من هذه الالبان التي تزيد فيها اعداد عن 400،000 حفاظا على صحة المستهلك وعلى سمعة المزعة.