أمراض الأسماك الطفيلية

بقلم : الدكتورة / إيناس احمد ابراهيم خريص
باحث بمعهد بحوث الصحة الحيوانية – المعمل الفرعي بطنطا

تعتبر الثروة السمكية في مصر احد أهم مصادر الدخل القومي، وايضا تعتبر مصدرًا آمنا للبروتين الذى يوفر الاحتياجات الغذائية داخليًا وينمى صناعات أخرى بجانبه.

المصايد السمكية الطبيعية في مصر تشغل مساحات شاسعة (أكثر من 133 مليون فدان، وبما يعادل حوالي 150% من مساحة الأراضي الزراعية)، وتتنوع هذه المصادر بحسب طبيعتها، كالبحار، والبحيرات مثل ( البرلس، ادكو، المنزلة، قارون، مريوط، البردويل، البحيرات المرة، وملاحة بور فؤاد)، وأيضًا مصادر المياه العذبة كنهر النيل والترع والمصارف. هذا بالإضافة الي بحيرتي ناصر و الريان، وايضا المزارع السمكية الموجودة في العديد من المناطق في مصر.

ونظرا للأهمية الاقتصادية للثروة السمكية لذا فإن الاهتمام بدراسة أمراض الأسماك المختلفة وسبل الوقاية والعلاج امر ضروري للمحافظة علي استمرار وازدهار هذا المصدر الهام من مصادر الدخل القومي ومن أهم تلك الأمراض (الأمراض الطفيلية ).

أمراض الأسماك الطفيلية:

هناك الكثير من الطفيليات التي تصيب الأسماك، والتي تشمل طفيليات خارجية تلتصق بالسطح الخارجي لجسم الأسماك او متخللة في جلد الأسماك. أو طفيليات داخلية والتي تعـــيش متطفلـــة علـــى الأعضـــاء الداخليـــة للأسماك والعضـــلات، حيث انها تتغـــذى علـــى الســـوائل الداخليـــة للأسـماك مما يـؤدي إلـى زيـادة معـدلات النفـوق بـين الأسـماك المصـابة.

تقسيم الأمراض الطفيلية (parasitic diseases)

يمكن تقسيم الطفيليات حسب شكلها الخارجي وتركيبها التشريحي الى:
– الطفيليات وحيدة الخلية (Protozoa) والتي تشمل:
– السوطيات ((Flagellates ،الهدبيات (Cilliophora)، البوغيات (Sporozoa).
– الطفيليات عديدة الخلايا (Metazoa) والتي تشمل:
– الديدان المفلطحة المثقوبة وحيدة العائل (Monogenea)، الديدان المفلطحة الثنائية العائل (Digenea)، الديدان الشريطية (Cestoda)، الديدان الأسطوانية (Nematoda)، الديدان الرأس شوكية (Acanthocephala)، الديدان الحلقية (Leeches).

. القشريات الطفيلية (Crustaceans) والتي تشمل:

– مجدافيات الأرجل (Copepoda)، قمل الأسماك (Branchiura)، متساويات الأرجل (Isopoda).

تمثل الأمراض الطفيلية في الأسماك حوالي 80% من أمراض الأسماك عموما. حيث تعد طفيليات الأسماك بنوعيها الداخلية أو الخارجية هي الأكثر شيوعا وذلك بسبب توافر البلانكتون النباتي والحيواني وتوفر العوائل الوسيطة (القشريات، القواقع، الديدان العلق….) في هذه المياه هذا بالإضافة الي زيادة اعداد وتكدس الأسماك خاصة في المزارع السمكية. وغالبا ما تتسبب الطفيليات وأطوارها الورقية في وقوع مشاكل خطيرة في المزارع السمكية حيث يتبع تواجدها العدوى الثانوية Secondary infection بالبكتيريا أو بالفطريات أو كليهما معا مما يؤدى إلى تزايد نسب الإصابة والنفوق في الأسماك المصابة.

أهم الاعراض المرتبطة بإصابة الأسماك بالأمراض الطفيلية:

فقد الشهية، اسمرار اللون أو ظهور بقع ذات ألوان وأحجام مختلفة في العديد من مناطق الجسم، زيادة نسبة السائل المخاطي علي الجلد و الخياشيم، اختلال حركة الأسماك الطبيعية حيث تسبح بطريقة اهتزازية ( ترنح ) أو تعوم علي أحد جانبيها أو في وضع مقلوب وقد تجنح السمكة للسباحة بالقرب من الشاطئ أو سطح الماء، تساقط القشور، تآكل الزعانف، تقرحات سطحية أو عميقة في الجلد وقد تشمل العضلات، ارتشاحات دموية، ارتشاحات في التجويف البطني، وجود خيوط تخرج من فتحة المجمع، ظهور أورام مع تشوه شكل السمكة أو عمودها الفقري، ثني عصبي للزعانف مع حك الجسم في جانب الحوض والأجسام الصلبة، هزال في الجسم وكبر حجم الرأس، ووجود طفيليات علي الجلد أو الخياشيم.

التوصيات العلاجية لطفيليات الاسماك سوف تختلف تبعا لأنواع الطفيليات و شدة الإصابة، ولتقليل مخاطر هذه الطفيليات والوقاية ينصح بالاتي:
١- تجنب تكدس وزيادة اعداد الأسماك في الاحواض مع مراقبة معايير جودة المياه.
٢- سد حاجة الأسماك من المواد الغذائية الضرورية التي من شأنها ترفع من كفاءة الاسماك المناعية والمطلوبة لمحاربة االطفيليات.
٣- استخدام أدوات منفصلة للتعامل مع الأسماك المصابة جنب انتقال الماء من حوض إلى آخر.
٤- تنظيف الأحواض بصفة دورية وتعقيم جميع الأدوات والأجهزة المستخدمة للأسماك.
٥- القيام بعمل فحص دوري للأسماك والذي يساهم بدوره في سرعة كشف وتشخيص اي إصابة طفيلية مستحدثة.
٦- اتباع سبل الوقاية من الطفيليات واطوارها الورقية عند استقبال أي زريعة أو أسماك جديدة.
٧- القضاء علي الطيور المهاجرة والزواحف التي تقوم بنقل العدوي بالطفيليات.

العلاج:
هناك الكثير من المواد الكيميائية التي تستخدم في معالجة الطفيليات واطوارها الورقية مثل الفوسفات العضوية –ماء الأكسجين – برمنغنات البوتاسيوم -الفور مالين والملح.

حيثيات طرق المعالجة التي يجب مراعاتها بجدية:
-تحديد نوعية الاصابة الطفيلية حيث أن كل نوع منها يحتاج إلى نوع وجرعة محددة من طرق المعالجة.
-أقلمة نوع المعالجة للسمكة بحيث تساعد على تعجيل شفائها.
-مراعاة حجم الوحدة أو الاحواض المستخدمة حيث أن نسبة تركيز العلاج يختلف تناسباً مع المساحة المستخدمة للأسماك.
-ينصح بزيادة الأكسجين الذائب في الماء حيث أن بعض المواد الكيمائية المستخدمة مثل الفورمالين تعمل على تقليل نسبة الاكسجين الذائب في الماء.
-مراعاة النتائج الثانوية وتقييم مخاطرها قبل أن تتم طرق المعالجة حيث أن بعضها قد يؤثر سلبا على الأسماك.
مرض الليرنيا (الديدان الخطافية) Lerneosis or Anchor worm:
يعد طفيل الليرنيا سيبرينيسي  احد اشهر طفيليات الاسماك إصابة في المزارع والمفرخات السمكية وهي عبارة عن قشريات طفيليه  تستطيع ان تسبب حاله مرضيه في كثير من أنواع أسماك المياه العذبة والتي قد تؤدى الى نفوقها. الاصابة بالليرنيا تكون اكثر شيوعًا في اشهر الصيف وتحدث بشكل أكثر شيوعًا في المسطحات المائية بطيئة الحركة او الراكدة.
و قد تم التعرف على ما يقرب من 110 نوعًا من الليرنيا. ويعد ليرنيا سيبرينيسى  أحد الأنواع الأكثر انتشارا في جميع أنحاء العالم. وهو الأكثر انتشارا في الكثير من انواع الاسماك المختلفة خاصة في عائلة الكارب (أسماك المبروك).
تتركز الإصابة بالليرينا فى الاسماك المصابة فى الجلد والزعانف والخياشيم وتجويف الفم. و يمكن للأعداد الكبيرة من الليرنيا أن تقتل الأسماك الصغيرة عن طريق إتلاف الخياشيم وتجعل من الصعب على الأسماك التنفس. ايضا عندما تصيب الليرينا الأسماك  فإنها تقوم بغرز رأسها في جسم السمكة مؤدية الى التهاب شديد ونزف  في المنطقة المصابة مما يجعلها متقرحة وحمراء. وعلى الرغم من أن الإصابة بعدد صغير من طفيل الليرنيا قد لا تؤدى الى نفوق الاسماك إلا أنها تزعج الأسماك بشدة  حيقث انها تسبب التهابًا شديدًا للأسماك ونقص المناعة والذي بدوره يزيد من فرصة إصابة الاسماك بالعدوي البكتيرية الثانوية والالتهابات الفطرية. كما ان  الحالات المزمنة للإصابة تؤدي في كثير من الأحيان إلى ضعف النمو وضعف الحالة الصحية للأسماك.
الليرينا سيبرينيسى تري بالعين المجردة  على هيئة خيوط صغيرة طولها يقارب 25 مم. اما تحت المجهر فيكون للجسم الأنبوبي الطويل رأس على الطرف الأمامي وحويصلات البيض المقترنة في الطرف الخلفي. وعادة تكون رأس الليرينا مغروزة في نسيج الاسماك  بينما تمتد النهاية الخلفية بحويصلات البيض  إلى عمود الماء. أيضًا يمكن رؤية اليرقات على عينات الجلد أو الزعانف أو الخياشيم باستخدام المجهر.
الاعراض المرضية:
١. فقدان الشهية.
٢. انخفاض حاد في معدلات النمو وضعف عام للأسماك المصابة.
٣. قرح حمراء على جلد الأسماك المصابة يظهر منها الديدان الخطافية علي هيئة خيوط ملتصق جزئها الأمامي بنسيج الأسماك.
٤. اختلال التوازن وطريقة العوم.
٥. زيادة نسبة نفوق الأسماك المصابة في حالات الإصابة الشديدة.
العلاج:
-استخدام كلوريد الأمونيوم ١/١٠٠٠ لمدة أربع ساعات.
– التجفيف الصيفي والتطهير لأحواض التربية قبل الاستزراع ،الكشف الجيد للأمهات والزريعة قبل دخولهم للأحواض.
– وبغض النظر عن طريقة العلاج المستخدمة ، فإن العلاج لابد أن يتم عن طريق معالجة جميع الأسماك والتحكم في جميع مراحل حياة الطفيل  بما في ذلك المراحل التي تنجو من العائل. حيث انه يمكن لليرنيا البالغة البقاء على قيد الحياة لمدة 30 يومًا فى وجود العائل (الاسماك) لذلك  يجب أن يستمر العلاج لعدة أسابيع.