أعلن البنك المركزي الروسي، الأربعاء، عن البدء في تحديد أسعار الروبل الرسمية مقابل 9 عملات أجنبية أخرى من بينها الجنيه المصري، في خطوة – بحسب خبراء المال والأعمال من شأنها دعم الاقتصاد المصري.
وأكد البنك المركزي الروسي، أنه تم إدراج الجنيه المصري وعدد من العملات الأخرى، في قائمة العملات الأجنبية، مع أسعارها الرسمية مقابل الروبل التي حددها بنك روسيا، مشيرا إلى أنه سوف يتم تحديد الأسعار الرسمية لهذه العملات مقابل الروبل.
ويؤثر قرار المركزي الروسي، بشكل بسيط على احتياج مصر للدولار، وسوف يقلل من اعتماد القاهرة على الدولار في التبادل التجاري مع روسيا، وبذلك يخفف من الطلب على الدولار، ما قد يؤدي إلى إمكانية تراجع سعر صرف الدولار في مصر بشكل نظري، وعلى المدى البعيد.
القرار الجديد سيسمح لمصر وروسيا باستخدام الروبل والجنيه في المعاملات التجارية بين البلدين وذلك بدلا عن الدولار، حيث يقدر حجم التبادل التجاري بين مصر وروسيا بنحو 4.7 مليار دولار لعام 2021، كما ستستفيد مصر بالسياحة الروسية الوافدة إليها في الحصول على الروبل الروسي في التبادل التجاري.
وشهد سعر صرف الدولار تراجعا أمام الجنيه طفيفيا، في ختام تعاملات الخميس 19 يناير 2023، مقارنة بأعلى سعر وصل إليه الدولار وهو 32 جنيها، الأربعاء 11 يناير الجاري، حيث سجل سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري 29.77 للشراء، و29.87 للبيع، وفقا للبنك المركزي المصري.
وقال الدكتور أسامة السعيد، عميد كلية التجارة جامعة بني سويف سابقا، إن قرار البنك المركزي الروسي، باعتماد الجنيه المصري، سوف يؤثر بشكل بسيط على سعر الصرف، موضحا أن التأثير يكون كبيرا في حالة واحدة وهي تحول دول العالم كلها، للتعامل بنظام سلة العملات، وعدم الاعتماد على الدولار.
وأضاف السعيد، أن قرار المركزي الروسي، يؤثر على التبادل التجاري، بين مصر وروسيا، حيث سيكون التعامل بالروبل والجنيه، وبالتالي يتم توفير الدولارات التي تستخدم في الاستيراد من روسيا، ولهذا يكون التأثير بسيط، حيث سيتم تخفيف الضغط والطلب على الدولار قليلا.
هل تسير الصين على الدرب؟
السؤال الذي فرض نفسه: ماذا لو سارت الصين على الدرب نفسه، واعتمدت الجنيه المصري كما فعلت روسيا، وما احتمالات إقدامها على هذه الخطوة؟.
وقال أحمد خطاب الخبير الاقتصادي، إن الصين ستعمل جاهدة بالتنسيق مع مصر لتحذو حذو روسيا، مشيراً إلى أنه في حالة اعترفت الصين بالجنيه المصري كلغة للتعامل مثله مثل اليورو، الدولار، اليوان، سوف ينخفض سعر الدولار في مصر لأقل من 20 جنيها/ وبالتالي سيكون هناك انخفاض عالمي في سعر الدولار، حيث إن مصر المحرك الأساسي والرئيسي للشرق الأوسط وشمال افريقيا.
وأضاف خطاب، أن نصف التجارة العالمية في الشرق الأوسط متركزة مع الصين وروسيا وبيلا روسيا التي “ستعترف هي الأخرى بالجنيه بعد اعتراف روسيا به”.
وتابع: الصين إذا اعترفت بالجنيه المصري لن تكون مصر بحاجة إلى الدولار؛ إلا مع بعض الدول التي تتعامل به كأمريكا، مشيراً إلى “أهمية هذه الخطوة وما سيترتب عليها من نتائج إيجابية”، مردفا: “من المفترض أن يتم التعامل بالجنيه المصري مع الدول العربية خاصة مع وجود وحدة عربية، وسيكون لذلك تأثيرا إيجابيا في زيادة حجم التبادل التجاري بين مصر والدول العربية ودول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”.
وأشار إلى وجود المنطقة الصناعية الروسية والصينية في مصر وحجم الاستثمارات الكبيرة بين (روسيا ومصر) و(الصين ومصر) مما سيسمح للصين وروسيا للتعامل بالجنيه المصري، فضلاً عن قناة السويس أكبر ممر ملاحي في العالم، والتي لا تستطيع أي دولة في العالم أن تُمرر تجارة دون الرجوع إليه، لافتا إلى الجهود الكبيرة التي يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومجلس الوزراء والحكومة المصرية، فضلاً عن البنك المركزي.