بقلم: الدكتورة/ شاهيناز محمد حسين
باحث أول باثولوجيا اكلينيكية – معهد بحوث الصحة الحيوانية – الاسكندرية- مركز البحوث الزراعية – مصر
مرض “الليشمانيا”
حبة حلب وحبة بغداد وحبة الشرق ودمل الشرق وحبة السنة والقرحة المدارية اسماء تطلق علي مرض الليشمانيا (leishmaniasis) وهو مرض طفيلي يسببه طفيل وحيد الخلية ، ينتقل عن طريق ذبابة الرمل (sand flies) كما يظهر في صورة(1) وهي حشرة صغيرة جدا لا يتجاوز حجمها ثلث حجم البعوضة العادية لونها أصفر ويزداد نشاطها ليلاً و تستقر نهارا في الشقوق الداخلية لجدران المنازل وفي جحور الحيوانات كالقوارض والثعالب وفي جذوع الأشجار ولا تصدر صوتاً لذا قد تلسع الشخص دون أن يشعر بها. وتنقل ذبابة الرمل طفيل الليشمانيا عن طريق مصه من دم المصاب (إنسان أو حيوان كالكلاب و القوارض) ثم تنقله إلى دم الشخص التالي فينتقل له المرض ويزداد انتشارها في المناطق الزراعية و الريفية وتعتبر الكلاب الضالة المصابة من اهم مصادر العدوي صورة(3) .
وهي ثلاثة صور:
الليشمانيا الجلدية (حبة السنة) التي تصيب الجلد في الأماكن المكشوفة. قد لا تظهر أعراض، أو علامات عند بعض المصابين بها، ولكن قد يعاني بعضهم قرحة واحدة، أو أكثر على البشرة. وقد تتغير شكل القرحة، أو حجمها مع مرور الوقت حتى تتكون قرحة لها حواف مرتفعة على شكل فوهة البركان. وعادة ما تكون هذه القرحة غير مؤلمة، ولكنها قد تصبح مؤلمة. وقد تتورم الغدد الليمفاوية لدى بعضهم، وذلك بحسب المنطقة التي بها القرحة.
⦁ الليشمانيا الجلدية المخاطية: وهي تصيب الجلد والأغشية المخاطية في الفم والأنف والبلعوم.
⦁ الليشمانيا الحشوية: التي تصيب الأحشاء.
الاعراض:
تظهر اليلشمانيا الجلدية بعد عدة أسابيع من لسعة ذبابة الرمل على شكل حبوب حمراء صغيرة أو كبيرة ثم تظهر عليها تقرحات ويلتصق على سطحها إفرازات متيبسة ولا تلتئم هذه القروح بسرعة، تكبر القرحة بالتدريج وخاصة في حالة ضعف جهاز المناعة عند الإنسان وتظهر عادة هذه االآفات في المناطق المكشوفة من الجسم.
اما الليشمانيا الحشوية قد يعاني بعض المصابين عدوى صامتة، أي دون أعراض، ولكن إذا ظهرت الأعراض فإنها تكون في صورة:
⦁ ارتفاع درجة حرارة الجسم.
⦁ فقدان الوزن.
⦁ تضخم الطحال، والكبد.
⦁ نقص في عدد خلايا الدم الحمراء.
⦁ نقص في عدد خلايا الدم البيضاء.
⦁ نقص في عدد الصفائح الدموية.
الكلاب تعتبر المصدر الرئيسي للعدوي بالليشمانيا للانسان وللاسف ممكن لاتظهر اعراض علي الكلب تنذر بوجود المرض رغم تواجد الطفيل ويعتبر مصدر كامن للعدوي. واعراض المرض في الكلاب نفس الاعراض في الانسان بالاضافة الي التهابات العين والمنطقة المحيطة بها .
طرق التشخيص:
الفحص الميكروسكوبي عن طريق اخذ عينة من الغدة الليمفاوية المتضخمة او الكبد او الطحال او النخاع وعمل شريحة وصبغها بصبغة الجمسا ويظهر بها الطفيل باعداد كبيرة داخل خلايا الماكروفاج صورة (2) .
وبفحص عينات الدم نجد انيميا من النوع الذي يشير لخمول في النخاع العظمي مع ارتفاع البروتين الكلي نتيجة لزيادة الجلوبيولين بالاضافة لارتفاع الكرياتنين و انزيمات الكبد ويتوقف ذلك علي مدي شدة الاصابة .
وتوجد الاليزاوهي نوع من ادوات التشخيص تعتمد علي رصد الاجسام المناعية ضد الطفيل في دم المريض وتتميز بسرعة التشخيص ولكن يعتبر اختبار البلمرة الجزيئي من اهم الادوات التشخيصية لدقته.
العلاج:
علاج مرض “اللشمانيا” الجلدية الناتج عن لسعات الذبابة الرملية يتم بحقن 2: 3 سم من عقار “البانتو ستام” بالحقن الموضعى تحت الجلد حول حواف الندبة أو مكان التقرح ويتكرر العلاج كل 3 أيام ولمدة من 3 إلى 4 أسابيع وكذلك بالكى باستخدام الأشعة تحت الحمراء والكى بالتبريد باستخدام عقار النيتروجين وغاز ثانى أكسيد الكربون.
الطرق الوقائية لمرض اللشمانيا:
⦁ مراعاة النظافة العامة والشخصية.
⦁ توخي الحذر في المناطق الموبوءة خصوصاً وقت نشاط ذبابة الرمل وهو من الغروب إلى الشروق لذلك ينبغي ارتداء ملابس ذات أكمام طويلة واستخدام الناموسة عند النوم و يمكن أيضا رشها بمادة بيرمثرين وهي مبيد حشري فعال متواجد في المراكز الزراعية و هو قليل السمية للإنسان.
⦁ تركيب (شباك معدني) ناعم على النوافذ.
⦁ عدم تربية الحيوانات في المناطق السكنية .
⦁ صيانة حظائر الحيوانات ومنع انتشار القوارض والبعوض فيها.
⦁ مراقبة الحيوانات ومعالجتها او التخلص منها “الكلاب الشاردة”.
⦁ القضاء على الوسيط الناقل “ذبابة الرمل” بمكافحتها في أماكن تواجدها المختلفة.
⦁ مكافحة المخازن الحيوانية للطفيل (الحيوانات المصابة) أمر معقد وينبغي تكييفه حسب الوضع المحلي.
⦁ التعبئة الاجتماعية والتوعية بالمرض وخطورته .
صورة (2) شكل الطفيل داخل خلية الماكروفاج
