خطر السالمونيلا على مزارع الماشيه

بقلم: الدكتورة / عبير عبد المنعم محمد
باحث أول قسم بحوث أمراض الجاموس – معهد بحوث الصحة الحيوانية – مركز البحوث الزراعية

السالمونيلا هو عدوى بكتيريه تتواجد فى بيئة مزارع الماشيه وهو من الاسباب الاساسيه للالتهابات المعوية و الاسهال ويصيب جميع الأعمار و لكن وتعتبر العجول الرضيعة و اليافعة أكثر عرضة وخطرا للإصابة (من عمر 10-60 يومًا) او ربما النفوق و تعتبر الحيوانات المصابة بالشكل الكامن من اهم مصادر العدوى ، السالمونيلا من أهم الميكروبات التى تنتقل من الحيوان إلى الإنسان وتعتبر من اهم مسببات التسمم الغذائي في الانسان لذا وجب توخى الحذر عند التعامل مع القطعان حتى وان بدت سليمة ظاهريا.
المسبب المرضى: بكتيريا السالمونيلا وهى من عائلة البكتيريا المعويه وهى عصويه سالبة لصبغة الجرام هناك أكثر من 2500 نوع مختلف من بكتيريا السلمونيلا، من أهمها S. Typhimurium التى تصيب العجول أقل من شهرين.

العوامل التى تساعد على ضراوة ميكروب السالمونيلا:
⦁ عدد البكتريا وضراوتها.
⦁ القدرعه المناعيه للحيوان.
⦁ الحاله الغذائيه والاجهاد.

عوامل تقلل مناعة الحيوان وتساعد على انتشارألاصابه:
⦁ الازدحام فى الحظائر
⦁ عدم الاهتمام بالنظافة داخل الحظائر والتخلص الصحي من المخلفات داخلها
⦁ سوء التغذيه او تغيير النظام الغذائى فجأه
⦁ التعرض للتغيرات المفاجئة في الطقس وسوء التهويه فى الحظائر
⦁ الاجهاد واوقات النقل الطويله
⦁ الاختلاط بين الاعمار المختلفه
⦁ انتشار الحشرات والبعوض .

احداث العدوى:
تحدث الإصابة عادة عن طريق الطعام أو الشراب الملوثين بالميكروب ،حيث يستعمرالميكروب الجهاز الهضمى ويغزو ويتكاثر فى الخلايا المعويه والانسجه الليمفاويه، كذلك العقد اللمفية المعوية، ومن هناك يغزو الدم.

قدرة الميكروب على احداث المرض تتعلق بعوامل الضراوه حيث ترتبط بخلايا الغشاء المخاطي للامعاء وتغزوها، وقدرتها على مقاومة النظام المناعى للمضيف وافراز السموم المعويه التى تسبب الحمى واخرى لها تاثيرسام على الخلايا فتسبب تكسيرخلايا الغشاء المخاطى المبطن للامعاء وتزيد من افراز الماء والاملاح الى تجويف الامعاء مؤديا لحدوث الإسهال.

عوامل تساعد على انتشار ميكروب السالمونيلا: أنها يمكنها البقاء حيه لمدة شهور في مياه المصارف والبراز ويمكنها البقاء في التربه لاكثر من عام خاصه في الاماكن الرطبه، وكذلك تقاوم الجفاف حتى لسنوات خاصة فى البراز الجاف والغباروالاعلاف ،مما يعني ان العدوى قد تتكرر على الرغم من جهود القضاء عليها ولكنها حساسة للحراره (اعلى من 70 ) ولأشعة الشمس والمطهرات.

مصدر العدوى وطرق انتقال المسبب المرضي:
⦁ الحيوانات المريضة والمصابة بشكل كامن وكذلك الحيوانات في فترة النقاهة مصدر اساسى للعدوى.
⦁ يطرح الميكروب من خلال البراز فتلوث الأعلاف والمياه والأدوات ومعدات الحظائر.
⦁ تنقل العدوى عن طريق الفم نتيجة تناول الأعلاف والمياه الملوثة.
⦁ الحيوانات البرية والقوارض والطيور والحشرات تلعب دوراً في انتقال المرض.
⦁ استخدام مياه الصرف غير المعالجه في المراعي.

الاهميه الاقتصاديه والخسائر التي يتسبب فيها الإسهال :
يتسبب الإسهال في العجول الرضيعة في خسائر عديدة، إضافة لكونها السبب الأول في وفيات العجول حديثة الولادة فهي تتسبب أيضاً في:
⦁ تكلفة العلاج.
⦁ نقص وزن الحيوان وتأثر إنتاجيته على المدى البعيد.

الأعراض:
يمكن ان تظهر الاصابة بعدة اشكال:
⦁ فوق الحاد : يسبب نفوق العجول خلال يوم واحد.
⦁ الحاد: يستمر المرض لأسبوع.
⦁ تحت الحاد : يستمر 2-4 اسابيع.
⦁ المزمن: قد يستمر عدة اسابيع او شهور.

-التسمم دموي خاصة فى العجول الصغيره: فيصاب الحيوان بالخمول، الحمى، استلقاء العجل المصاب على الارض، بداية التهاب رئوي، اسهال خفيف، نفوق.
-الالتهاب المعوى الحاد ويصاحبه: حمى، اسهال شديد مصفر مدمم كريه الرائحه يحتوي على مخاط و فيبرين، جفاف، ألام شديده في البطن يقود لتقوس الظهر، فقدان للشهيه ،ضعف، اكتئاب، وقد تنفق متأثراً بالإسهال الشديد خلال 3-5 أيام .
-قد يحدث اجهاض الابقار الحوامل وخصوصا S.dublin
-بعد الشفاء يتحول الحيوان لحامل البكتيريا لمده طويله.
-العدوى المزمنه:-اسهال مائى متقطع يؤدى الى الجفاف تدريجيا-هزال-قله في انتاج الحليب
-غالبا ما تكون الاصابة كامنة فى الحيوانات البالغه ولكنها حامله للمرض
-تكون نسبة النفوق في العجول الصغيرة مرتفعة و اقل في العجول الاكبر سنا و قليلة في الابقار البالغة.

التشخيص:
-الاعراض المرضيه
– التشخيص المعملي عن طريق أخذ عينة من الإسهال لعزل البكتيريا المسببة للمرض ثم تعريفها وعمل اختبار حساسية لها لتحديد المضاد الحيوي الأكثر فاعلية.

العلاج :
⦁ يجب التدخل السريع فى العجول الصغيره باستخدام المضادات الحيويه واسعة المدى لمدة اسبوع على الاقل بعد اجراء اختبار الحساسيه لاختيار المضاد الحيوي الافضل
⦁ لا يجب استخدام المضادات الحيويه عن طريق الفم لانه يقتل الميكروفلورا فيزيد من نزول البكتريا في البراز وينتج عنها سالمونيلا مقاومه للمضادات الحيويه والتي تكون خطيره على الانسان والحيوان.
⦁ المضادات الحيوية عن طريق الحقن مثل الماربوسيل- فلورفنيكول-اموكسيسيللين-مركبات السلفوناميدز.
⦁ مضادات الالتهاب مثل فلونكسين- تولفين – كيتوفين
⦁ رافعات المناعه شرب مثل سوبر إميون و حقن فيتابوست(تيورين).
⦁ محاليل وريديه لمعالجة الجفاف وحموضة الدم.

الوقايه ومراعاة الإجراءات التي قد تحد من انتشار المرض في المزرعة:
عزل الحيوانات المصابة، كما يجب تفريغ العنابر التي حدث فيها الإسهال و تنظف بالماء الساخن و الصودا الكاوية ومواد التعقيم والتطهير وتترك فارغة خلال فترة لا تقل عن أسبوعين وهذا يحول دون تغلغل المرض في الحظيره، و في حالة تأكيد وجود السالمونيلا تعقم الغرف وتطهر و تغلق مدة 3 أسابيع و يؤخذ عينات من الأرضيات و الجدران و تفحص للسالمونيلا و لا يجب إعادة الحيوان إليها إلا بعد ثبوت خلوها 3 مرات من السالمونيلا.
⦁ الاهتمام بالمزرعة ونظافتها بتغيير الفرشة واستخدام المطهرات بشكل دوري
⦁ تطهير المعالف والمساقي المستعملة للأكل والشرب.
⦁ منع دخول حيوانات جديدة للقطيع.
⦁ الاهتمام بالرعاية الصحية وبرنامج تغذية العجول.
⦁ أهمية تغذية الأم وحالتها الصحية أثناء فترة الحمل
⦁ عدم خلط العجول الصغيرة مع الكبيرة حتى سن الفطام.
⦁ مكافحة الجرذان والحشرات مكافحة فعالة.
⦁ يجب عدم تعريض الحيوانات لعوامل الاجهاد.
⦁ التخلص الصحي من المواد الملوثة الجثث النافقة.
⦁ يتم استخدام تحصين Bovivac S. من اجل تحفيز الاجسام المضاده المصليه ضد  S.Dublin &S.Typhimurium
في العجول حتى عمر 6 اشهر 2ml تحت الجلد على جانب العنق وجرعه ثانيه بعد 21 يوم
في الماشيه البالغه 5ml تحت الجلد  على جانب العنق وجرعه ثانيه بعد 21 يوم
من الافضل ان يتم التحصين سنويا,وكذلك يجب تحصين الابقار العشار (3-4)اسبوع قبل الولاده

المراجع:
Adem, J. and Bushra, E. (2016 ) Bovine Salmonellosis and Its Public Health Importance: A Review. Advances in Life Science and Technology, Vol.44, 62-71. https://core.ac.uk

Stuttgen, S. (2017). Salmonella Biosecurity: Protecting yourself and your cattle. University of Wisconsin.
https://datcp.wi.gov › Documents › BiosecuritySalmonellaCattle.