بقلم : الدكتورة / مها محمد العالم
باحث أول الباثولوجيا – معمل الزقازيق- معهد بحوث الصحة الحيوانية
فيروس بارفو الكلاب يشار إليه أيضًا باسم CPV) أو CPV2 أو( parvo هو مرض جديد نسبيا ظهر عام 1978، و بسبب شدة هذا المرض و سرعة انتشاره بين مجموعات الكلاب، نال الفيروس اهتمام العامة، و الفيروس مشابه جدا لفيروس الدستمبر أو حصبة القطط، و المرضين تقريبا متماثلين تماما، لهذا يعتقد الكثيرون ان هذا الفيروس جاء نتيجة طفرة لفيروس القطط، لكن لم يثبت صحة هذا الإعتقاد.
بارفو الكلاب فيروس معدي يصيب الكلاب بشكل أساسي حيث أن بارفو الكلاب شديد العدوى وينتشر من كلب إلى كلب عن طريق الاتصال المباشر أو غير المباشر مع برازهم ويمكن للقاحات أن تقي من هذه العدوى، وقد تصل نسبة الوفيات إلى 91٪ .
قد يصيب فيروس بارفو الكلاب بعض الثدييات البرية الأخرى كالثعالب و الذئاب و القطط.
كيف يصاب الكلب بفيروس البارفو؟
-المسبب لمرض الإلتهاب المعوي الفيروسي كما يشير الإسم هو فيروس، و المصدر الرئيسي للفيروس هو براز الكلب المصاب، يمكن أن يحتوي براز كلب مصاب على تركيز عالي من الفيروس، و تصاب الحيوانات عن طريق بلع الفيروس، و بالتالي يحمل الفيروس الى الأمعاء حيث يخترق جدار الأمعاء مسببا الإلتهاب وعلى عكس الفيروسات الأخرى، فإن فيروس البارفو ثابت في البيئة و يقاوم تأثير الحرارة، و المطهرات، و الكحول، و قد تم اكتشاف فيروس البارفو في براز الكلب حتى بعد مرور ثلاثة اشهر في درجة حرارة الغرفة، و ثبات هذا الفيروس يؤدى لأن ينتقل بسهولة عن طريق الشعر الملوث أو قدم الكلب المصاب، الحذاء الملوث بالفيروس، الملابس، و الأشياء الأخرى الملوثة بالفيروس،فلا يلزم الاتصال المباشر بين الكلاب لإنتشار الفيروس، عادة تصبح الكلاب المصابة بالفيروس و التي تظهر عليها الأعراض مريضة خلال من 7 إلى 10 أيام من العدوى الأولى..
وقد تظهر علامات المرض على الكلاب المصابة في غضون ثلاثة إلى سبعة أيام وفي حالات نادرة قد تصل إلى14 يوم ومن أهم العلامات الخمول والقيء والحمى والإسهال الدموي مما يؤدى إلى الجفاف و ضعف جهاز المناعة و حدوث تسمم داخلى مع وجود رائحة مميزة للبراز فى المراحل المتأخرة من الإصابة و تؤدى هذه الأعراض الصدمة و الموت خاصة فى الكلاب الصغيرة.
يتم تشخيص المرض من خلال الكشف عن البارفوفيروس في البراز بإختبار الاليزا أو الفحص المجهرى الإلكترونى ويعتمد معدل البقاء على قيد الحياة على مدى سرعة تشخيص المرض وعمر الكلب ومدى تركيز العلاج حيث أنه لا يوجد علاج معتمد، والمعيار الحالي للرعاية هو الرعاية الداعمة، التي تشمل العلاج في المستشفى على نطاق واسع، بسبب الجفاف الشديد والضرر المحتمل للأمعاء ونخاع العظام باستخدام السوائل و مضادات القىء و مضاد حيوى واسع المدى مع إعطاء فيتامينات ب المركب و الجلوكوز و كلوريد البوتاسيوم. يمكن استخدام الأدوية المسكنة لمواجهة الانزعاج المعوي الناجم عن نوبات الإسهال المتكررة.
في بعض الأحيان يتم استخدام نقل بلازما الدم من كلب متبرع نجا من االبارفوفيروس لتوفير مناعة سلبية للكلب المريض كما تساعد عمليات نقل الألبومين البشرية والبلازما الطازجة المجمدة في تعويض خسائر البروتين الشديدة التي لوحظت في الحالات الشديدة وتساعد في ضمان التئام الأنسجة بشكل كافٍ.
ويتم إيقاف السوائل الوريدية تدريجيًا بمجرد أن يتمكن الكلب من الحفاظ على السوائل ويتم إدخال الطعام البسيط ببطء مع إعطاء المضادات الحيوية عن طريق الفم لعدة أيام اعتمادًا على عدد خلايا الدم البيضاء وقدرة الحيوان على المقاومة الثانوية للعدوى و يمكن للجرو الذي يعاني من أعراض طفيفة أن يتعافى في غضون يومين أو ثلاثة أيام و تتراوح مدة العلاج من خمسة أيام إلى أسبوعين وبالرغم من دخول الجروالمستشفى، ليس هناك ما يضمن شفاء الكلب والبقاء على قيد الحياة.
وتعد الوقاية بالتطعيم هي الطريقة الوحيدة لضمان بقاء الكلب بصحة جيدة، لأن بارفو الكلاب مرض شديد الخطورة ومعدٍ جدًا حيث أنه يمكن تطعيم الكلب بعمر شهرين وإعطاء جرعة معززة كل شهر حتى عمر 4 أشهر.