منذ اندلاع الحرب بين روسية وأوكرانية وتعمل مراكز الأبحاث بوزارة الزراعة المصرية على إيجاد حلول وبدائل للمنتجات التي يتم استيرادها من الخارج لتبلية احتياجات من هاتين الدولتين .
حيث طرح المركز بدائل لأعلاف الذرة وفول الصويا وإجراء تهجين لسلالات الدواجن مع السلالات الأوروبية ليقل استهلاكها للأعلاف ولكن بالوقت ذاته لا تزال شكوى أصحاب المزارع ومربين الدواجن قائمة ويطالبون الحكومة بفرض رقابة على الشركات المستوردة لفول الصويا والذرة والأعلاف الأخرى لأن التجار رفعوا أسعار الشيكارة من 10 الاف جنيه لـ34 ألف جنيه.
مشكلة الأعلاف
وصرح الدكتور عادل الدسوقى أستاذ تغذية الدواجن بمعهد بحوث الدواجن بالمركز القومى للبحوث الزراعية: أن حل مشكلة الأعلاف وتطوير صناعة الدواجن يهتم بها الباحثين بمراكز البحوث لعلاج مشكلة ارتفاع أسعار الدواجن والبيض بابتكار أصناف جديدة للأعلاف لأن معظم مواد العلف مستوردة من الخارج ولذا تأثرت بارتفاع سعر الدولار.
وأوضح عادل، أن الباحثين يعملون على انتخاب سلالات الدواجن التى تأكل قدر محدود من العلف وتنتج لحم بكثرة كما ابتكر الباحثون سلالات للدواجن تنتج البيض بكثرة بالإضافة لسلالة ثالثة منتجة للبيض واللحم مثل سلالات “المعمورة وسيناء ومطروح وبهيج”.
بدائل الأعلاف
وأكد عادل، أن الأبحاث تتجه أيضا لإيجاد بدائل للأعلاف مثل حبوب فول الماج كبديل عن فول الصويا مع التوسع فى زيادة محصول فول الصويا بسلالات مقاومة للأمراض والحشرات .
وأشار الأستاذ بمعهد بحوث الدواجن، أن مركز البحوث تواصل مع أصحاب مزارع الدواجن ليستخدموا هذه السلالات من الدواجن لأن أصحاب المزارع يستوردون الأباء والجدود من الدواجن وتم توزيع الكتاكيت من سلالات الدواجن الجديدة غير المستهلكة للأعلاف أسبوعيا وبسعر أقل من التكلفة لمراعاة ظروف صغار المربين .
وكشف أستاذ معهد بحوث الدواجن: أن سلالات الدواجن المحلية تمتاز بقدرتها على مقاومة الأمراض مقارنة بالسلالات المستوردة ولأن السلالات المستوردة لا يقدر صغار المربين على تربيتها لذا تم عمل تهجين بين السلالات المحلية والمستوردة لإنتاج سلالة محسنة من المستورد والمحلى تتناسب مع الذوق المصرى.
وقال المهندس إسلام السؤالى صاحب شركة لتربية الدواجن، إن السلالات التى تنتجها مراكز بحوث الزراعة لا يعترف بها المربين بالمزارع ولكن توجد شركات كبرى فى إنتاج جدود الدواجن.
أزمة نقص الأعلاف
وأوضح المهندس إسلام، أن هذه الشركات تستورد سلالات جدود الدواجن من الخارج لأنها سلالات غنية باللحم خاصة فى سلالات الدواجن البيضاء والمشكلة التى تواجه المربون حاليا هى عدم توفر الأعلاف والسلالات الجيدة فهو يشترى ٣٠ طنا من علف الفول الصويا وسعر الطن ١٧ ألف جنيه وبالسوق السوداء تصل إلى ٣٢ ألف جنيه بينما كان سعره العام الماضى ١٠ آلاف جنيه وبعد ٨ شهور وصل سعره إلى ٢٠ ألف جنيه والأن ارتفع سعر طن العلف إلى ٣٢ ألف جنيه، وتلك أزمة لأن ارتفاع سعر الأعلاف بشدة يؤدى لتوقف معامل التفريخ التى يعمل بها ٢٠٠ مربى و٧٠% منهم توقفوا عن الإنتاج خاصة وأن سعر الكتكوت هو جنيه واحد وتكلفة تربيته ٧.٥ جنيه وتوقفت مزارع حاليا عن شراء الكتاكيت لعدم توفر العلف ولانخفاض سعر بيعها كما بلغت تكلفة تربية الدجاجة بالمزرعة ٨٥ جنيها ويبيعها المربى من المزرعة بـ٧٠ جنيه ولذا يخسر المربى الصغير فى الفرخة الواحدة ١٥ جنيها على الأقل كما أن كثير من المربين باعوا أمهات الدواجن والكتاكيت وهذا يعنى تدمير صناعة تربية الدواجن بمصر ولحل هذه الأزمة لابد من وجود رقابة على العلف وتجاره.
ارتفاع التكلفة
وقال حازم توفيق صاحب مزرعة دواجن، إن الأعلاف مكونة من الذرة وفول الصويا وهذه الخامات مستوردة من الخارج وتمثل ٨٠% من محتويات العلف فالذرة مستوردة من الأرجنتين وأمريكا ولا يوجد دولار بالسوق حاليا وذلك أدى لارتفاع أسعار العلف من ٧ آلاف جنيه إلى ١٢ ألف و٤٠٠ جنيه ووصل الأن إلى ١٢ ألف و٧٠٠ جنيه و١٢ ألف و٧٥٠ جنيها لأن الدجاجة التى يبلغ وزنها ٣.٥ كيلو تحتاج لـ٢ كيلو علف لذا العلف يمثل من ٨٥ :٩٠% من عملية الإنتاج والباقى يتمثل فى تربية الكتاكيت وتوفير الرعاية الطبية للدواجن ولذا ينخفض الإنتاج حاليا والأسعار ترتفع لذا المواطن لا يشترى فالدجاجة يباع سعرها بالمزرعة بـ٣٨ جنيه وتصل لبائع الدجاج بـ٤٢ جنيه وتزيد تكلفة التربية بالشتاء بسبب عمليات تحصين الدواجن لذا يحتاج المربى للدعم لكى تستمر هذه الصناعة والتى يعمل بها ٣ ملايين فرد.
