دور اللاكتوفيرين كمحفز للمناعه في الدجاج

بقلم : الدكتورة/ نرمين فاروق السيد الزهيري
باحثة كيميائية  بوحدة الكيمياء والسموم والنقص الغذائي (الزقازيق)

تعد تربيه وإنتاج الدواجن فى مصر من أهم المشروعات التي تساهم فى توفير البروتين الحيواني كما أن لها دور كبير فى سد الفجوة الغذائية من البروتين الحيواني وذلك لتعويض النقص الناتج المحلى من اللحوم الحمراء.

ولذلك تعتبر لحوم الدواجن من أهم الاغذية الضرورية لصحة وسلامة الانسان ونموه حيث أنها تحتوى على معظم الأحماض الأمينية والفيتامينات والمعادن والأملاح المعدنية والعناصر الغذائية الأساسية في إنتاج الطاقة ويزداد الإقبال على لحوم الدواجن البيضاء وذلك لسعرها المناسب لجميع الطبقات مقارنه باللحوم الحمراء وأيضا لسهولة تخزينها وطعمها المستساغ وأيضا هي سهلة الهضم والامتصاص لجسم الانسان.

لذلك فتطهير مزارع الدواجن هي خطوة مهمه يجب اتخاذها للحفاظ علي سلامة الحالة الاقتصادية للمزرعة ، اولكن إذا تعرضت الدواجن للضرر فقد يؤدي الي تراجع حالتها الصحية أو نفوقها و يزداد معدل الخسائر في الانتاج ولذلك يجب على مربي الدواجن أن يسارع في تطهير عنابر و أماكن تربيه الدواجن بشكل دوري بهدف التخلص و القضاء علي الميكروبات و الطفيليات المختلفة المسببة لأمراض الدواجن وذلك باستخدام المبيدات والمطهرات ولكن بنسب معينه لان سوء إستخدام المبيدات والمطهرات قد يحدث آثارًا سلبية على صحة الدواجن وإنتاج البيض وكذلك تؤثر على صحه المستهلكين مما يشكل خطرا على سلامة منتجات الدواجن وكذلك صحة الإنسان.

ولكن نظرا للتأثيرات الجانبية الضارة للأدوية المضادة للالتهاب والأكسدة، فقد اتجهت أنظار العالم إلى تحسين الإنتاج الداجنى ووصول اللحوم البيضاء الى المستهلك بشكل آمن و صحي و كمنتج عالي الجودة وذلك باستخدام مواد غذائية ذات طبيعة بروتينية لها القدرة على العمل كمضادات اكسدة والتي تعمل على تخفيف أومنع حدوث عملية الالتهاب وزياده النشاط المناعي ومن ضمن هذه المواد ماده اللاكتوفيرين التي تعتبر من البروتينات المناعية غير المتخصصة والمتميزة بفاعلية عالية من خلال ارتباطه بالحديد، حيث يمتلك تأثيراً مضاداً تجاه أنواع عديدة من البكتريا السالبة والموجبة الجرام.

اللاكتوفيرين

هوعباره عن جليكوبروتين سكري كروي ذو كتلة جزيئية تبلغ حوالي 80 كيلو دالتون متعدد الوظائف ينتمي إلى عائلة حاملات الحديد (عائلة بروتين الترانسفيرين) حيث ينجذب ويتفاعل مع الحديد الحر ويتشبع به (فيريتين) ويتحول الي هيموجلوبين واللاكتوفيرين يوجد بنسبة كبيرة في الحليب الذي ينتجه جسم الأم خلال الأيام القليلة الأولى بعد الولاده ويعرف بلبن السرسوب حيث يتواجد بشكل طبيعي في ألبان معظم الثدييات مثل البشر والأبقار والماعز والخيول والكلاب و القوارض وايضا يتواجد في اللعاب والإفرازات التي تخرج من الجسم مثل السائل المخاطي للأنف والعين والجهاز التنفسي والأمعاء والأعضاء التناسلية.

اللاكتوفيرين هو بروتين كربوهيدراتي قاعدي ذو سلسلة ببتيدية واحدة وتنقسم الى فصين: الفص الأميني والفص الكربوكسيلي و يتصل الفصان معا بواسطة منطقه حلزونية ويحتوي كل فص على منطقة مخصصة لربط الحديد ومنطقة اخرى للارتباط بالشق الكربوهيدراتي ويتشابه الفصان من حيث التكوين لكنهما يختلفان في درجة قابليتهما للارتباط بالحديد.

ويعتبر الحديد المعدن الرئيسي الذي يربط بواسطة اللاكتوفيرين لذا فان هناك 3 انواع من اللاكتوفيرين على حسب درجة تشبعه بالحديد:

1- اللاكتوفيرين المشبع والغني بالحديد حيث يرتبط بذرتين حديد ويسمى
Holo- Lactoferin or Fe-saturated Lactoferin

2- النوع الثاني وهو اللاكتوفيرين الغير مشبع بالحديد (لا يرتبط باي حديد و يسمى
Apo-Lactoferin or unsaturated Lactoferin

3- اللاكتوفيرين الذي يربط ذرة حديد واحدة ويسمى
monoferic Lactoferin

وقد أوصى باستخدام اللاكتوفيرين كمكمل غذائي نتيجة لخصائصه الفسيولوجية العديدة حيث ان له دوراً فعال في تقويه وتحفير الجهاز المناعي لمواجهة العدوى المختلفة.

فوائد اللاكتوفيرين

يساعد اللاكتوفيرين علي تنظيم إمتصاص الحديد في الأمعاء وتوصيله للخلايا و تحسين صحة البكتيريا النافعة في الأمعاء. كذلك يعمل كمضاد طبيعي للأكسدة لحماية الخلايا المناعية من الشقائق الحرة ومضاد للالتهاب التي تسببها البكتيريا حيث يرجع نشاط مضادات الميكروبات لللاكتوفيرين الي قدرته علي الإرتباط بالحديد حيث يعمل على منع نمو البكتريا و ذلك بحرمانها من العناصر الغذائية اللازمة لنموها أو عن طريق القضاء عليها وذلك بتدمير جدران خلاياها مثل السالمونيلا والشيجلا و إي كولاي وأيضا يعمل كمضاد للسموم حيث يخفف من استجابة الجسم للعدوى، كما أن لديه القدرة المزدوجة على تحفيز نظام الجهازالمناعي لمواجهة الغزو المسبّب للأمراض.

يعتبر النشاط المضاد للالتهاب الخاص باللاكتوفيرين واحد من أهم الأدوار الوظيفيه للاكتوفيرين على نطاق النظام المناعي سواء معمليا او داخل الكائنات الحية. كما ان للاكتوفيرين دورا هاما في تعديل الاستجابة المناعية سواء المناعة المكتسبة او الموروثة ويقوم هذا البروتين بدعم تنشيط وتمييز خلايا النظام المناعي مؤديا الى ضبط الاستجابة المناعيه بما يعود بالنفع على الجسم و هذا التأثير ربما ينتج من الارتباط بين الأحماض الأمينية موجبة الشحنة للاكتوفيرين ومجاميع الفوسفات سالبة الشحنة الموجودة على أسطح الخلايا المختلفة للنظام المناعي. كما ان له القدره على زيادة التعبير الجيني لأنواع مختلفه من السيتوكين في الامعاء cytokinesمثل. IL-8, IFN-γ, IL-12, IL-7

بالإضافة الي ذلك فان اللاكتوفيرين هو خط الدفاع الأول الذي يحمي من العدوى والإلتهابات وهو ضروري للوقاية من عدوى الجهاز التنفسي العلوي حيث كان لها دور فعال في الوقاية من فيروس كورونا(كوفيد 19) وأيضا يستخدم في علاج بعض المشكلات الصحية مثل الأنيميا التي تنتج عن نقص الحديد وله دور فعال في علاج الإسهال الحاد حيث يعمل على تنظيم عمليات أيض الحديد، كما يستخدم لقتل البكتيريا أثناء معالجة اللحوم و يعتبر اللاكتوفيرين علاج لجرثومه المعدة والقرحة المعوية ، والتهاب الكبد وأيضا يستخدم كعلاج لبعض أنواع السرطانات وحماية الأنسجة من أنواع التلف المختلفة.