تظل زيادة إنتاجية المحاصيل الأساسية مثل الذرة والقمح في المكسيك أولوية إنمائية رئيسية،حيث يلعب المزارعون المكسيكيون أصحاب الحيازات الصغيرة دورًا رئيسيًا في إنتاج الغذاء ولكنهم يواجهون ضغوطًا متزايدة لزراعة كميات كافية من الأطعمة المغذية وبأسعار معقولة لإطعام أسرهم وتحسين سبل عيشهم. يأتي هذا الضغط في الوقت الذي يؤدي فيه تغير المناخ ، والصراع ، وفيروس كورونا ، وأزمات تكلفة المعيشة ، أو الأربع عوامل إلى زيادة أعباء الجفاف والفيضانات وتطور آفات وأمراض المحاصيل التي تعيق بانتظام الإنتاجية الزراعية.
وقال برام جوفرتس، للمركز الدولي لتحسين الذرة والقمح “T CIMMYT” أن المكسيك تواجه فجوة كبيرة في إنتاجية الذرة الصفراء، حيث ينتج المزارعون المكسيكيون ما يقرب من 27 مليون طن من الذرة التي تلبي الطلب الوطني على الحبوب البيضاء المستخدمة بشكل أساسي للاستهلاك البشري. كما تستورد البلاد ما يقرب من 18 مليون طن من الذرة الصفراء من الولايات المتحدة لتلبية طلب الصناعة المحلية على الحبوب المستخدمة كعلف ومواد خام لجميع أنواع المنتجات الاستهلاكية، تعتمد المكسيك على واردات الحبوب لتغطية ما يقرب من 73 في المائة من استهلاكها السنوي من الذرة الصفراء. لذلك ، من الضروري زيادة إنتاج الذرة السنوي عن طريق زيادة إنتاجية المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة في المناطق التي لا تزال فيها المكسيك تعاني من فجوات كبيرة في الغلات.
وأكد “جرافتس” أن ممارسات الزراعة المستدامة القائمة على الزراعة المحافظة على الموارد تؤدي إلى زيادة الغلات من خلال زيادة كفاءة استخدام المياه وتغذية التربة، و يساعد التسميد الأمثل والإدارة المتكاملة لمكافحة الآفات أيضًا على زيادة الأرباح عن طريق خفض النفقات على مدخلات المزارع المكلفة التي تساهم بشكل كبير في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من الأنشطة الزراعية. البذور المحسنة عالية الغلة والمقاومة للمناخ هي العنصر الرئيسي المتبقي اللازم لسد فجوات الغلة بشكل مستدام. ومع ذلك، فإن البذور المحسنة التي يتم تربيتها للزراعة التجارية لا تؤدي بالضرورة بشكل جيد في ظروف الزراعة الصغيرة أو قد لا تستجيب لاحتياجات أسر أصحاب الحيازات الصغيرة. لهذا السبب ، من الضروري تطوير نظم بذور شاملة تلبي الاحتياجات المحددة للمزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة الذين يزرعون المحاصيل في قطع الأراضي الصغيرة التي تغذيها مياه الأمطار مع محدودية الوصول إلى المدخلات الزراعية.
أنظمة البذور الشاملة والتنافسية
وأكد المدير التنفيذي للمركز الدولي لتحسين الذرة والقمح ” CIMMYT”، أن أنظمة البذور تشكل من قبل مختلف الجهات الفاعلة والعمليات والعلاقات التي تسمح بإنتاج مواد تكاثر المحاصيل المختلفة وحفظها وتبادلها واستخدامها. هذه الأنظمة معقدة ومخصصة لكل محصول ، وبلد ، والبيئة الزراعية الإيكولوجية وهيكل السوق، حيث ان المركزي الدولي لتحسين الذرة والقمح (CIMMYT) يلعب دورا مهما في البحث عن الجوانب المختلفة والمشاركة مع الجهات الفاعلة المشاركة في أنظمة بذور الحبوب، ولا يطلق CIMMYT البذور فعليًا للمزارعين ولكنه يطور خطوطًا محسّنة لتربية الذرة والقمح ويستخدمها شركاء من القطاعين العام والخاص لتربية البذور المحسّنة واختبارها ومضاعفتها وتسويقها والترويج لها. ويعمل المركز على تعزيز الأسواق التنافسية والفعالة والسياسات المستنيرة ومنتجي البذور على نطاق صغير ومتوسط لزيادة وصول المزارعين إلى بذور عالية الجودة وبأسعار معقولة.
وأشار إلى ان أنظمة البذور الشاملة التي ساعدت CIMMYT في بنائها في المكسيك تلعب دورًا رئيسيًا في سد فجوات إنتاج الذرة الصفراء في المناطق ذات الإمكانات غير المستغلة. لهذا الغرض ، وأعلن CIMMYT مؤخرًا عن شراكة جديدة مع غرفة الذرة الصناعية المكسيكية (CANAMI) لتنفيذ مشاريع البحث والتطوير وبناء القدرات التي تهدف إلى زيادة إنتاج الذرة الصفراء بشكل مستدام في ولايتي جنوب وجنوب شرق المكسيك ، حيث يظل متوسط الغلة منخفضًا عند 2.1 طن. لكل هكتار.
إستراتيجية أنظمة البذور الخاصة بـ CIMMYT
يتم تحديد السمات التي يستهدفها مربي CIMMYT من قبل المزارعين والأسواق الاستهلاكية. بالإضافة إلى زيادة غلة الحبوب ، تشمل السمات عددًا أكبر من الحبوب ، ومقاومة الآفات والأمراض ، وتحمل الضغوط البيئية (الجفاف ، والتربة السيئة) ، وجودة أو نكهة تغذوية أفضل ، وسهولة المعالجة ، والعديد من الخصائص الأخرى. لتعزيز وصول المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة إلى بذور الأصناف المحسنة التي تتميز بهذه الصفات ، تنفذ CIMMYT استراتيجية أنظمة البذور مقسمة إلى ثلاث مراحل رئيسية مترابطة ومستمرة:
(1) في مرحلة تطوير المنتج ، يتقدم المربون من خلال قمع التكاثر (خط الأنابيب) الخاص بـ CIMMYT من أكثر المواد الواعدة من مرحلة تحسين إلى أخرى. يتم اختبار أفضل المرشحين في التجارب الميدانية أولاً في محطات الأبحاث ثم في حقول المزارعين. بعد ذلك ، تنظم CIMMYT أيامًا ميدانية لعرض أفضل المواد أداءً لشركاء القطاعين العام والخاص.
(2) في مرحلة تخصيص المنتج ، يطلب الشركاء المحليون منتجات CIMMYT الجديدة وقد يوقعون اتفاقيات ترخيص تحمي البذور الجديدة من مطالبات الملكية الخاصة وتساعد على تسريع التسويق والتوزيع في المناطق المستهدفة بأسعار معقولة.
(3) في مرحلة الإصدار والتسويق ، يمكن للمزارعين الحصول على بذور الذرة المحسنة والقمح والاستفادة منها ، بمجرد قيام السلطات الوطنية بتسجيل وإصدار أصناف تتفوق في تجارب الأداء الوطنية ويبدأ شركاء القطاعين العام والخاص في إنتاج البذور وتسويقها أو توزيعها.
يعمل خبراء الاقتصاد الاجتماعي والسوق في CIMMYT مع تجار المنتجات الزراعية لتطوير استراتيجيات البيع بالتجزئة، مثل التسويق المستهدف، ودعم تقييم البذور في المتجر وحوافز الأسعار، لمساعدة المزارعين والمزارعين على حد سواء في الحصول على البذور التي تناسب احتياجاتهم الخاصة. يقدم هذا النموذج المستمر تعليقات CIMMYT من المزارعين وشركاء القطاعين العام والخاص ، والتي تُعلم أبحاث التربية اللاحقة، وتحقق أنظمة البذور الفعالة التبني الواسع للأصناف التي تجني المكاسب من تحسين المحاصيل وتربط الجهات الفاعلة على طول سلسلة القيمة بحيث يمكن للجميع الاستفادة من المحاصيل الأكثر إنتاجية وقدرة على الصمود.
