بقلم : الدكتورة / رشا صالح عبد الفتاح عبد اللطيف
المعهد: معهد بحوث الصحة الحيوانية – فرع اسيوط .
الايميل:Rashasaleh954 @yahoo.com
لأسماك البلطي أهمية كبيرة في مناطق متعددة من العالم خصوصا المناطق المدارية , حيث يوجد أكثر من 80 نوع من هذة الأسماك , وهي أسماك تعيش في المياة العذبة وتكمن أهمية تربيتها بكونها غنية بالعناصر الغذائية المفيدة والصحية لدي الأنسان , ويحتل تربية البلطي عالميا المرتبة الثانية بعد سمك الكارب في الزراعة السمكية.
والبلطي يمتاز بقدرتة علي البقاء في تركيز منخفض للأكسجين الذائب في الماء. وتنتمي أسماك البلطي الي عائلة ال cichilidea والتي يمكن تسميتها بالبلطيات , ولعل أهم الأجناس الأقتصادية لهذة العائلة هو Oreochromis niloticus حيث أصبح النوع الرائد في مجال تربية الأحياء المائية في العالم ، وكذلك يحتل الصدارة للأسماك التجارية في جميع انحاء العالم ، حيث تجاوز الأنتاج العالمي السنوي 54مليون طن متري في عام 2018 .
تربية أسماك البلطي وحصادها تتم بسهولة ، حيث يتحمل ظروف متعددة فالبالتالي يمكن تربيتة في بيئات مائية متعددة ويسهل تكاثرة ونموة , وتتغذي هذة الأسماك علي الطحالب والعوالق المائية كما يمكن أطعامها علي أعلاف تحتوي علي بروتينات ودهون ومعادن وفيتامينات ، وقد يمثل فرصة لتوسيع صناعة الاستزراع المائي .
ويعتبر نقل الاسماك حية من أكثر عمليات تداول الاسماك خطورة وأهمية, حيث يكون الهدف
منها نقل الاسماك (الزريعة- أصبعيات- أمهات- أسماك التسويق والأستهلاك) بحيوية عالية وبأعداد كبيرة وبأقل نسبة نفوق لأستخدامها في نشاط الأستزراع السمكي.
ونقل السمك الحي يعد مشكلة صعبة حيث يتم نفوق مئات الالاف من الأسماك في أثناء النقل, و تتأثر صحة الأسماك بهذة العملية مما يتسبب في تدهور واحداث اجهاد ميكانيكي للأسماك .
و للاجهاد أيضا تأثير سلبي على النمو والتكاثر كما سيقوم الاجهاد المزمن باضعاف جهاز المناعة وتكون الأسماك عرضه للاصابة بالطفيليات والبكتيريا والفطريات ,و الكثير من الامراض والنفوق للاسماك, بسبب النقل و تكوين تقرحات عميقة في الجلد تغزوها الطفيليات وغالبا الفطريات وترجع أسباب التقرحات هذه لوجود مواد في الماء تعمل على تجميد و ازالة الغطاء الدعامي الطبيعي للجلد ذي الطبيعة المخاطية فالبالتالي خسارة فادحة في الثروة السمكية.
ويوجد عدة عوامل لابد أن تؤخذ في الأعتبار عند نقل الأسماك ومنها:
⦁ حجم ووزن الأسماك : حيث الأصبعيات والأمهات أكثر تأثرا بعمليات النقل من الأسماك الصغيرة ( اليرقات- الزريعة).
⦁ الأكسجين الذائب في الماء : وهو يعتبر من أهم العوامل التي تؤثر علي عمليات النقل, ويتوقف علي درجة حرارة المياة وحجم الأسماك.
⦁ ثاني اكسيد الكربون : ينتج عن طريق تنفس الأسماك المنقولة وتعتبر صورتة الحرة سامة للأسماك عند تركيز 25 مجم / لتر, فيؤثر علي قدرة الدم علي حمل الأكسجين.
⦁ تركيز الأمونيا : اذا وصل تركيز الامونيا الي 0.5 فان هذا التركيز قاتل للاسماك , حيث محتوي الأكسجين يقل مؤديا الي الأختناق, فمن الأجراءات التي تساعد علي منع زيادة تركيز الأمونيا هي خفض درجات الحرارة واعطاء الأسماك فرصة لأفراغ جهازها الهضمي قبل أجراء عمليات النقل وتغيير المياة في الرحلات الطويلة.
⦁ درجة حرارة المياة : تؤدي زيادتها الي زيادة التأثير الضار لثاني اكسيد الكربون والأمونيا كما يؤدي أيضا الي زيادة أستهلاك الأكسجين ونقص تشبع الدم بالأكسجين , لذلك يجب نقل الأسماك في درجات الحرارة المنخفضة (الصباح الباكر او ليلا ) وفي حالة أرتفاع درجات الحرارة يستخدم مجروش الثلج لتخفيض من درجة حرارة المياة ولا يسمح بوضع الثلج مباشرة في مياة النقل.
⦁ البكتيريا : المعدلات العالية من البكتيريا تصبح منافس للأسماك في الأكسجين المتاح مما يؤثر سلبا علي الأسماك المنقولة .
⦁ استخدام سيارات مجهزة بمبردات خاصة.
⦁ استخدام ملح كلوريد الصوديوم بتركيز واحد في المائة: حيث ان الملح يساعد في تنظيم الأضطرابات التي تحدث للأسماك اثناء النقل.
⦁ في حالة النقل في تنكات أو براميل كبيرة يجب استعمال سكريات تضخ الأكسجين في المياة.
ويوجد طرق ووسائل عديدة لنقل الأسماك منها التنكات الفيبروجلاس المزودة بنظام تهوية وفتحات خارجية من أعلي لخروج غاز ثاني اكسيد الكربون والأمونيا ويراعي ان كل تانك يلحق بة أنبوبة أكسجين مضغوط , كما يقوم بعض المزارعين بنقل الزريعة في مشمع بلاستك يتم فردة في السيارة وتغطيتة, وكذلك يمكن النقل في براميل بلاستك .
شكل (1): التنكات الفيبروجلاس
وكذلك تستخدم الأكياس البلاستيكية في عملية النقل وهي أكثر الطرق أنتشارا لنقل الأسماك بحيث يكون الكيس منتفخ ومغلق جيدا لمنع تسرب الأكسجين, وثلثة مملوء بالماء والثلثين هواء , ويجب مراعة ان يكون البلاستيك المستخدم نوعية جيدة ومراعة كمية الأسماك وحجمها وزمن الرحلة والمسافة ودرجة حرارة الجو.
.