باحث أمراض الأسماك – معمل المنصورة الفرعى – معهد بحوث الصحة الحيوانية
يحدث الإجهاد التأكسدى فى الأسماك عند غياب التوازن بين إنتاج شقائق الأكسجين الحرة والجهاز الدفاعى المضاد للأكسدة المتمثل فى بعض إنزيمات التمثيل الغذائى مثل الكاتالاز والديسموتاز الفائق و البيروكسيديز النشط وإنزيم إختزال الجلوتاثيون وإنزيم نازع الهيدروجين جلوكوز -6- فوسفاتويحدث الإجهاد التأكسدى أثناء فترات الحرمان من التغذية فى المزارع كما يحدث فى فترات التشتية أو مع إرتفاع درجات الحرارة حيث ينخفض تشبع المياة بالأكسجين المذاب وكذلك من الممكن أن يكون مصاحبا لبعض الأعراض المرضية وسوء جودة المياة. وكذلك يحدث فى البيئات الطبيعية للأسماك بسبب عادات وسلوك الأسماك فى الهجرة والتكاثر مع إختلاف الفصول عندما لا يتوافر الغذاء بكميات مناسبة. وتعمل هذه الإنزيمات المضادة للأكسدة على حماية عضيات الخلية من شقائق الأكسجين الحرة من خلال تثبيتها وإخماد نشاطها وبذلك تحافظ على الوظائف الخلوية. وعند حدوث الإجهاد التأكسدى على سبيل المثال وليس الحصر بسبب تلوث المياة بالمعادن الثقيلة أوالمبيدات أو فترات طويلة من غياب التغذية الجيدة يحدث الإعتلال الخلوى المصاحب للإجهاد التأكسدى ويمكن كشفه بواسطة قياس مدى تثبيط أو تحفيز بعض الدلالات الحيوية للتلف النسيجى وبالتالى الفشل الوظيفي من أمثلة إنزيم ناقل أمين أوكسالو أسيتات الغلوتامات (GOT) وناقل أمين الغلوتامات بيروفات (GPT) ونازع هيدروجين اللاكتات (LDH) والفوسفاتيز الحمضي (ACP) والفوسفاتيز القلوي (ALP).
يمكن تعريف البروبايوتيك بأنه الميكروبات النافعة الموجودة بشكل طبيعي في أماكن معينة في الجسم، والتي تعمل على الحفاظ على صحة المكان الموجودة فيه، عن طريق تحقيق التوازن الطبيعي بين الميكروبات النافعة والضارة، خاصة في حال زيادة أعداد الميكروبات المسببة للمرض في الجسم.
ولتجنب الأثار الغير مرغوبة للإجهاد التأكسدى أو حدوث عدوى بالميكروبات الإنتهازية المتواجدة بالمياة أو حتى تلك التى تتواجد فى القناة الهضمية يتم إستخدام المعززات الحيوية المعروفة إصطلاحا “البروبايوتك” ومن أمثلة ذلك خميرة السكيراء الجعوية (Saccharomyces cerevisiae) وتعرف بالخميرة البيرة (Brewer’s yeast) والتى لها نشاط فعال كمضاد أكسدة وكذلك إنتاج الأحماض العضوية والتى لها دور قوى فى إعاقة إشارات التواصل بين الميكروبات وتمنعها من الوصول للحمل الميكروبى اللازم لإحداث العدوى.
كمعزز حيوى تمتاز خميرة السكيراء الجعوية بعدة خصائص منها قدرتها على النمو فى مدى حرارى ورقم هيدروجينى واسع وكذلك تحمل الأملاح والعصارات المعدية والمعوية وكذلك إنتاجها للإنزيمات الهاضمة للمغذيات ومقاومتها للمضادات الحيوية وإنتاجها للأحماض العضوية وقدرتها على تكوين غشاء حيوى قوى على جدار الأمعاء مما يحفظ بقائها ونشاطها كمعزز حيوى فعال. ولها نشاط مضاد للبكتريا سالبة الجرام والتى لها النصيب الأكبر فى إحداث الأمراض فى الأسماك وبالتالى تزيد من كفاءة وتخصص خميرة السكيراء الجعوية فى تحسين أداء وصحة الأسماك بشكل عام. وتمتاز كذلك بنشاطها حتى مع غياب الأكسجين وبالتالى لا تتنافس مع الأسماك على متطلباتها البيولوجية الضرورية وبالأخص الأكسجين المذاب.
يتكون الجدار الخلوي لخميرة السكيراء الجعوية من طبقات مصفوفة تضم البيتاجلوكان والكيتين وبروتين المانوبروتين السكرى وبروتين سطحى ثنائى هيدروكسيل الفوسفور. تتواجد مستقبلات مخصصة للجلوكان على جدار الجزء السفلى للأمعاء وعندما يحدث إتصال بينها وبين جزيئات الجلوكان تنتج مركبات قاتلة للميكروبات مثل اللليزوزيم وبعدها تنتج الخلية الحاملة لمستقبل الجلوكان السيتوكينات والتى تعمل بدورها على تنشيط خلايا البلعمة وكرات الدم البيضاء فى الأنسجة المجاورة ويؤدى ذلك لتطور المناعة المتخصصة. أما الكيتين فمهم لصحة بعض الأنسجة الطلائية مثل الجلد والقشور والخياشيم. ويعمل المانوبروتين السكرى على حماية الخميرة من الإنزيمات الموجودة فى الوسط المحيط ويقوم البروتين السطحى ثنائى هيدروكسيل الفوسفور بزيادة قدرة الخميرة على الإلتصاق وبالتالى إستمرارية فعاليتها كمعزز حيوى.
تعمل خميرة السكيراء الجعوية بشكل عام على تحسين أداء النمو وتحمل الإجهاد ومقاومة الأمراض فى الأسماك وأكدت بعض الدراسات البحثية زيادة طول خملات الأمعاء وبالتالى زيادة القدرة على الإمتصاص فى الأسماك المعاملة بالمعززات الحيوية كالخمائر.
