تربية النعام بين المميزات وتحديات الإصابة بالأمراض الفيروسية
بقلم : الدكتورة / سمر السيد عبدالجواد سيد احمدغالي
(طبيب بيطري بمعهد بحوث الصحة الحيوانية معمل المنصوره الفرعي)
معلومات عامة عن النعام
يُعد النعام اكبرالطيور حجما علي وجه الارض؛ حيث يصل طول الطيور البالغة الي 2.4-2.7 مترا وتزن مابين 80-120 كيلوجراما؛ فهو لذلك لايمكنه الطيران لكنه يتميز بقدرته العالية علي العدو بسرعة 50 كلم/ساعة وأن يحافظ على تلك السرعة لمدة النصف ساعة وذلك يرجع لكون النعام يتميز بقوة ساقيه المذهلة، علاوة علي ذلك فهو الطائر الوحيد الذي له إصبعان في كل قدم.
ويتميز طائر النعام بشكله الفريد حيث عادة مايطلق عليه” الطائر الجمل ” او(Struthio camelus)لضخامته وطول رقبته وارجله ولقدرته على العيش في المناطق الصحراوية حيث ان موطنه الاصلي في افريقيا والشرق الاوسط، وتضع انثي النعام اول بيضة علي عمر يناهز العام ونصف الي العامين (البلوغ الجنسي)في موسم التزاوج الذي يبدأ في شهر مارس حتى شهر أكتوبر من كل عام تضع خلاله ما يقرب من 60-100 بيضة قد تصل إلى 120 بيضة في العام الواحد بمعدل بيضة كل 48 ساعةفي سلسلة بيض مستمرة لمدة 40 يوم ثم تتوقف فترة عن وضع البيض ومن الممكن أن تتكرر هذه الدورة مرة أخرى حسب الحالة الإنتاجية للقطيع . تزن بيضة النعام ما بين 1-1.5 كجم. تتناوب أنثى النعام مع الذكر على احتضان البيض حيث تحتضنه الأنثى نهاراً ويحتضنه الذكر ليلاً وتتميز بيضة النعامة بشكلها الدائري وكبر حجمها ولونها الأصفر الداكن ومسامها الكبيرة ويفقس بيض النعامة بعد حوالي 42 يوما من التحضين، بينما تكون الذكور قادرة على الإخصاب وانتاج الكتاكيتعلي الاغلب في عمر سنتين الي اربع سنوات بنسبة اخصاب تصل الي 80 %. ويتميز لون الريش في الذكور البالغة بلونه الاسود اللامع بينما لون ريش الاناث اما البني او الرمادي مع وجود ريش ابيض في طرف الجناح والذيل لكليهما.
يعيش النعام في مجموعات ولا يستطيع العيش بمفرده فهو يستأنس بوجود أقرانه ويحرص علي تكوين الاسر، ويتغذي علي العشب والحشرات.
ذكر نعام في احدي المراعي. بيضة نعام فارغة تستخدم في اعمال النحت والزخرفة.
المميزات المختلفة لتربية النعام
قديما، اول من استانس النعام واستفاد من منتجاته هم القدماء المصريون حيث اتخذوا من ريشه رمزاً للحق، وفي عصرنا الحالي؛ تُعد تربية النعام محطاً لانظار العديد من الشباب المقبلين علي انشاء المشروعات الصغرى والمتوسطة بهدف الاستثمار والتربح من خلال الاستفادة من اللحم حيث يعتبر من أشهى اللحوم والتي يتميز بأن لونه يميل إلى الاحمرارنظرا لمحتواه العالي من الحديد،بينما ينخفض في محتواه من الدهون والكوليسترول ، بجانب ذلك يعتبر بديل جيد وآمن لمشاكل أمراض اللحوم الحمراء.يستخدم جلد النعام في التصنيع المنتجات الجلدية الفاخرة مثل الاحزمة ومحافظ النقود والحقائب والاحذية. كما يمكن استعمال دهون النعام في تركيب وتحضير بعض المستحضرات الطبية والمراهم كمادة حاملة للمواد الفعالة. بالاضافة الي استخدام ريش النعام في صور متعددة للديكورات والزينة وصنع الوسائد الوثيرة الفاخرة. وتجري الان دراسات طبية علي امكانية استخدام قرنية وأوتار النعام في الجراحات البشرية. وعلي الرغم من مقاومة النعام العالية للامراض المختلفة؛ الا انه عادة ما ينفق من بعض الامراض ولاسيما الفيروسية خصوصا في مرحلة الكتاكيت مما يسبب خسائر اقتصادية فادحة نظرا لغلو سعر الكتكوت محليا ودوليا.
اهم الامراض الفيروسية التي تصيب النعام:
مرض النيوكاسل ( Newcastle Disease):
يُعد مرض النيوكاسل من الامراض الفيروسية الخطيرة التي تصيب النعام من كل الاعمار وتسبب خسائر اقتصادية كبيرة، حيث يُؤدي الفيروس من النوع (PMV-1)عدوى مرضية ونفوق في الطيورالنامية ُ غير المحصنة حيث يكون أكثر ضراوة وتأثيرا ً بينما يكون تاثيره على الطيور البالغة ضعيفا ومن حسن الحظ ان انتشار النيوكاسل يكون بيطئا جدا في النعام نظرا لتربيته في اماكن صحراوية شاسعة.
الاعراض الاكلينيكية والصفة التشريحية :
وتظهر أعراض النيوكاسل في النعام في صورة ارتفاع في نسبة النفوق في الطيور المصابة و اعراض عصبية تتمثل في عدم قدرة على الحركة أو الوقوف، نتيجة بعض التغيرات المرضية في خلايا المخ، مما قد يسبب شللا وتقلصات تظهر في عضلات الرقبة واحيانا الارجل، وعدم التحكم في حركة الرأس، فنجد الطائر المصاب في بعض الاحيان يضع راسه علي الارض متخذامايسمي بوضعية الثلاث ارجل او (3- legged position)،وقد يظهر ايضا علي بعض الطيورتورم أوديمي في الرأس وفي الجزء السفلي من الرقبة، كما يمكن ان يظهر في بعض الحالات استسقاء في البطن، و قد تكون الاعراض العصبية مصحوبة باعراض تنفسيه مثل افرازات من الانف والمنقار مع وجود الاسهالات الخضراء.
وعند تشريح الطائر النافق نجد احتقان كلي بالجسم ونقط نزفية في المعدة الغدية وكذلك التهاب قد يكون مصحوبا بنزيف في الامعاء والقصبة الهوائية.
كيفية الوقاية من مرض النيوكاسل في النعام:
الامراض الفيروسية بشكل عام لايوجد لها علاجا محددا ولكن تتم الوقاية منها عن طريق تطبيق قواعد الامان الحيوي في المزارع والحرص علي عدم اختلاطالنعام بغيره من الطيور خاصة الدجاج والطيور المهاجرة،وقد تُشفى اوتتحسن بعض الطيور المصابة تلقائيا مع مرور الوقت، بالاضافة الي امكانية استخدام التحصين بلقاح اللاسوتا الميتللدجاج تحت جلد الرقبةللوقاية من المرضعلي النحو التالي:
عند عمر3 أسابيع 0.25 سم وتكرر بعد شهر، ثم 0.5 سم عند اتمام الثلاث شهور ثم 1 سم عند عمر 6 شهور، وتكرر كل 6 شهور.
وضعية الثلاث ارجل في النعام المصاب بمرض نيوكاسل.
مرض انفلونزا الطيور ( Avian Influenza):
يُعتبر مرض انفلونزا الطيور من الامراض سريعة الانتشار يسببه فيروس الأنفلونزا من النوع (أ) و يُصاب النعام بالعدوي من الاختلاط بالطيور البرية أو المستأنسة الحاملة للمرض و هناك العديد من العترات التي تم عزلها من النعام المصاب لذا تختلف حدة الاصابة تبعا لنوع العترة الموجودة و عمر الطيور المصابة، ومرض الانفلونزا منتشر في بعض الدول المتصدرة لانتاج النعام مثل جنوب افريقيا وقد ينتقلهذاالفيروس الي الانسان لانه احد اهم الامراض المشتركة بين الطيور والانسان
الاعراض الاكلينيكية والصفة التشريحية
قد يموت الطائر المصاب فجاءة دون ادني اعراض، وقدتظهر الاعراض في الطيور المصابة عامة علي هيئة خمول و رشح أنفى و انتفاخ اوديمي بالوجة و هزال و هناك عرض مميز جدا و هو خروج بول ذو لون أخضر من الطائر،كما يمكن ان يُلاحظ نقط نزفية واحتقان علي الارجل مع نسبة نفوق عالية فى الأعمار الصغيرة قد تصل الي 50%.
وبتشريح الطيور النافقة ، نجد احتقان كلي في الجسم مع وجود نقط نزفية ونقط تنكرزية (خلايا ميتة) مصجوبا بتضخم في كل من البنكرياس والكبد والطحال. كما يوجد التهاب في الامعاء بالاخص الجزء العلوي منها (الاثني عشر).
كيفية الوقاية من مرض انفلونزا الطيور:
اولا عند الاشتباه بهذا المرض يجب ابلاغ السلطات البيطرية لاتخاذ الاجراءات اللازمة لحماية الانسان ولحماية الثروة الداجنة في المنطقة الموبوءة و الاماكن المحيطة بها للحد من الانتشار؛ كون هذا الفيروس سريع الانتشار و التحور ويوجد له اكثر من عائل.
للوقاية من مرض الانفلونزا يمكن تطبيق قواعد الامان الحيوي في المزارع مع تحصين الطيور بشكل دوري باللقاح الميت المستخدم في الدجاج .
كتكوت نعام مصاب بالانفلونزا يعاني من تورم في الوجه والجيوب الانفية.
الاصابة بفيروس الادينو:
تنتشر الفيروسات الغدية (fowl adenoviruses)في الطيور الداجنة في جميع أنحاء العالم، فهو يصيب السمان مسببا التهاب الشعب الهوائية (quail bronchitis)، وفي الدجاج يسبب متلازمة نقص البيض(egg drop syndrome)، وفي الرومي يسبب التهاب الأمعاء النزفي (turkey haemorrhagic enteritis)، كما انه كذلك يصيب النعام مسببا نفوق في الاجنة وفي الكتاكيت حتي عمر شهرين نظرا لانه ينتقل راسيا من الام المصابة الي الجنين ،كما انه لدية القدرة علي الانتقال افقيا من الطائر المصاب الي السليم.
الاعراض الاكلينيكية والصفة التشريحية :
تتمثل اعراض المرض في كتاكيت النعام في هزال، وفقدان الشهية وضعف عام وخمول مع إسهال طباشيري ذو رائحة كريهة، نفوق حاد قد تصل نسبته في بعض الاحيان الي 90 %، كما انه تعاني الطيور الناجية من التقزم وعدم القدرة علي النمو بالمعدلات الطبيعية. كما انه يمكن ان يموت الطائر المصاب دون ظهور اية اعراض.
تشريحيا، تعاني الطيور المصابة من التهاب الأمعاء التي قد تكون ممتلئة بالسوائل والغازات، تضخم في الكبد، وتعاني الرئتين من اوديما، كما انه قد يُلاحظ التهاب ليفي في الاكياس الهوائية.
كيفية الوقاية من عدوي فيروس الادينو في النعام:
يمكن تطبيق قواعد الامان الحيوي في المزارع مع تحصين الطيور بشكل دوري باللقاح المستخدم في الدجاج، الحرص علي عدم تربية النعام بجوار الطيور الاخري خاصة الدجاج، يفضل التخلص من الطيور المصابة الحاملة للفيروس او عزلها حتي لا تكون مصدر لعدوي الطيور السليمة.
