بقلم : الدكتورة / رحاب السيد داود عراقي
-
قسم البكتيريولوجي – معهد بحوث الصحة الحيوانية فرع دمياط – مصر.
بكتريا المكورات العنقوديStaphylococcal bacteria،نوع من البكتريا (الجراثيم) موجبة الجرام, غير متحركة, ترتيبها علي شكل كريات عنقود العنب لا هوائية إختياريا, وهي بكتريا شائعة أكثر من 30 نوعًا من بكتيريا المكورات العنقودية, موجودة علي جلد والأغشية المخاطية للإنسان والعديد من الجيوانات و في البيئة المحيطة, يمكن ان تسبب العديد من انواع عدوي المكورات العنقودية Staph Infections، ولكن النوع الأكثر شيوعًا من العدوى الناجم عن بكتيريا الستافيلوكوكس أوريس ,العنقوديات الذهبيةٍ, البكتريا الكروية العنقودية الذهبية Staphylococcus aureusتسمية ذهبية وذلك لأنها تظهر على شكل مستعمرات صفراء اللون عند زراعتها بسبب قدرتها علي تحليل سكر المانيتول و على وسط آجار الدم Blood Agar تستطيع تحليل خلايا الدم الحمراء بشكل تام, العنقوديات الذهبيةٍ منها انواع تتميزبايجابية التخثر, تنتج إنزيم التخثر(Coagulase) عامل مهم مسبب للمرض ويزيد من الخاصية الممرضة للبكتريا, و أنواع سلبية التخثر,و يمكن الكشف عن نوعها باختبار التخثر.
تعد بكتيريا العنقودية الذهبية الأكثر خطورة بين جميع الأنواع المختلفة للمكورات العنقودية فى وحدات تربية الأرانب،هي بكتيريا شديدة العدوي وتسبب مجموعةً من الأمراض، تتدرج من التهابات الجلد البسيطة إلى عدوة خطيرة ومميتة. وهي بكتيريا ممرضة انتهازية مسؤولة عن العديد من الآفات القيحية في كل من الانسان والحيوان. ويظل العديد من الأرانب المصابة طبيعياً سريريًا carriers حتى يتم الضغط عليها ومن ثم تحدث المكورات العنقودية الذهبية علامات سريرية للمرض, لذلك تعتبر عدوي بكتيريا الاستافيلوكوكس Staph infections واحد من اهم المعوقات فى مشروع تربية الأرانب
تمتلك المكورات العنقودية الذهبية مجموعة واسعة من عوامل الضراوةVirulence factorsالتي تزيد من قدرتها على التسبب في العدوى ومقاومة العديد من المضادات الحيوية وبعض مكونات الجهازالمناعي,و تنتج بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية العديد من الإنزيمات المتنوعة ومنها إنزيم محلل للدم الفا Hemolysin Alpha وإنزيم محلل للدم بيتا Hemolysin Beta وبالإضافة إلي إنزيمات Leukocidins التي تؤدي إلى تحلل خلايا الدم البيضاء, وتمتك الجزيئات التي تمنع التعرف بواسطة مضيف الخلايا المناعية عليها. وكذلك تنتج السموم المعوية Enterotoxins المسؤولة عن عدد كبير من حالات التسمم الغذائي, وبالإضافة لذلك وجود مجموعة متنوعة المواد اللاصقة على سطح بكتريا ، التي تسهل التصاق البكتريا بالأسطح, كالبروتينات السطحية مسؤولة عن الالتصاق والغزو للخلايا, وتتميز بالقدرة علي تكوين البيوفيلمBiofilms وهوعبارةعن طبقات متعددة من البكتيريا تتكون عند التصاق البكتيريا بسطح الخلية الخلوية, وتعتبر مسؤولة عن الالتهابات المزمنة أو القيحية.
بكتيريا العنقودية الذهبية تعتبر من أهم البكتيريا المسببة للامراض الجلديةskin disease فى مزارع الارانب التي تؤدي إلي نفوقأعداد كبيرة من الأرانب الصغيرة, كانت خراجات الجلد هي الحالة الجلدية الأكثر شيوعًا في أرانب المزرعةوهو مرض سريع الانتشار يسبب التهاب الانسجة الجلدية والأنسجة الرخوة وتحت الجلدية ومن أهم الاعراض لإلتهاب الجلد, وجود خورجات تحت الجلد في أي جزء من الجسم لكنها شائعة بشكل خاص على الرأس, الأعراض تتمثل في إحمرار و تورم في منطقة العدوي والألم, و القيح ويتم علاجها بالمضادات الحيوية المناسبه مثل الانروفلوكساسين, بالإضافة لذلك البكتيريا يمكنها أن تنتشر من خلال مجرى الدم وتصيب الأعضاء البعيدة, وتسمم الدم, فقد تشمل الأعراض الحمي وتسبب الموت المفاجيء.
يتسبب ميكروب العنقودي الذهبي في التهاب الضرعةmastitis شديد الضراوة في أرانب المزارع بشكل رئيسي الإناث البالغة غالبا في الأسبوع الثاني بعد الولادة, خلال فترة الخريف والشتاء , يكون التهاب الضرع إما حادًا أو مزمنًا, ويؤدي إلي فقدان الشهية والوزن و رفض الام إرضاع الصغار ونفوقهم و بشكل عام، التهاب الضرع هو التهاب في أنسجة الثدي وتكون الأعراض ارتفاع درجة الحرارة و تورم في منطقة الثدي يصبح لون الجلد أحمر إلى أزرق داكن وألم وقد ترتفع درجة حرارة الجسم , وجود إفرازات مصلي إلى صديدي, أوغرغرينا صديدي فمن الممكن أن يتطور التهاب الضرع إلى نخر الغنغرينا,. غالبا تكون الحالة خطيرة، لأن الإناث المصابات بالتهاب الضرع الحاد غالباً ما تموت في غضون ساعات قليلة و التهاب الضرع المزمن يمكن أن يتطور إلي خرجات و إلتهاب الضرع القيحي أو أورام, و إعدام الحالات المزمنة و تكاليف العلاج و نفوق الصغار, وقد يؤدي إلي غلق مزارع الأرانب بسبب تفشي حالات التهاب الضرع الحادة والمزمنة العنقودية الذهبية المقاومة للأدوية المتعددة , فيتسبب في خسائر اقتصادية فادحة لجميع المربيين.
يمكن أن يتسبب في الأمراض التناسلية التي قد تؤدي الى عقم الذكر وعقم الانثى و فى هذه الحالة العلاج يكون بالتخلص من الذكر و الانثى مع كفاءه التطهير واستخدام المكملات الغذائية و تحسين السلالات.
يمكن أن تسبب المكورات العنقودية الذهبية الالتهاب الرئوي Pneumoniaعادة في الأرانبالأحدث في كثير من الأحيان بالعدوى من الأم أو الأرانب الأخرى, غالبًا ما تخفي الأرانب أي أعراض للمرض وقد تبدأ فقط في إظهار الأعراض الواضحة بمجرد تقدم المرض إلى مراحل متقدمة. تصيب عدوي الجهاز التنفسي الأرانب من جميع الأعمارغالبًا ما تشمل الأعراض إنخفاض الشهية أو فقدان الشهيةوالعطس والسعال إفرازات من الأنف والعينين والخمول,إمالة الرأس أو سلوك دائري نتيجةالتهابات الأذن الداخلية, وفي الحالات الشديدة أو الحادة ، قد تظهر الأعراض التالي الأغشية المخاطية المزرقة انخفاض درجة حرارة الجسم الصدمة ، التنفس من الفم مع إطالة الرقبة وضيق التنفس سعال الدم أو وتسرع التنفس.
وشملت الآفات الجسيمة لبكتيريا العنقودية الذهبية أنها يمكن أن تتسبب بمجموعة من الأمراض وتنتشر من خلال مجرى الدم وتُصيب الأعضاء الداخلية وتسبب خراجات في الرئة والقلبوالعضلات الهيكلية والطحالوالكلى والكبد, وإلتهاب أنسجةالرئة وإلتهاب الكليةوإلتهاب الكبدوالتهاب الطحال و إلتهاب القلب وإلتهاب بطانة الرحم,وإلتهاب العظام والمفاصبالإضافة إلى ذلك ، وجود نخر قطعي لألياف العضلات والتهاب الشرايين ومناطق التهاب قيحي ونخر في الغدة الثديية والتهاب الدماغ القيحي والتهاب الرحمي القيحي.
نظرا لسرعة انتشار العدوي بين الارانب وكذلك نسبة النفوق العالية فان ذلك يسبب خسارة كبيرة للثروة الحيوانية للبلد و الدخل القومى ولذلك فان سرعه تشخيص الامراض البكتيريه وعلاجها سيؤدي الي نجاح واستمرار المشروع
التشخيص المعملي: سيأخذ الطبيب البيطري تاريخا سريريا كاملا وسيجري فحصا سريريا لأرنبك. يتم أخذ عينات من الأرانب المصابة,عينات مسحات قطنية من داخل الأنف, أخذ عينات من الدم أو السوائل المصابة، عينات من النسج المصاب, يعتمد التشخيص على عزل وتصنيف للبكتريا المسببه للمرض وعمل كافه الاختبارات البيوكيميائيه القياسية للتعرف عليها, إجراء اختبارات الدم أوتحليل البول أو أنواع أخرى من طرق التشخيص واجراء اختبار الحساسية.
العلاج: يقوم الطبيب بعلاج عدوى العنقوديات العنقودية على حسب شدة العدوى و نتائج إختبار الحساسية وإختيار المضادات الحيوية المناسبة, بناءً على فعاليتها تجاه المكورات العنقودية المتسبب في العدوى, ويحدد الطبيب جدوي العلاج بالمضادات,باستخدام المضادات الحيوية الأمنة الإستخدام في علاج الأرانب: البنسلين عن طريق الحقن فقط, enrofloxacin , ciprofloxacin, ومجموعات ثلاثي ميثوبريم / سلفا, التتراسيكلين, ميترونيدازول, جنتاميسين قابل للحقن, و أميكاسين, قد يكون من الصعب معالجة عدوى المكورات العنقودية، لأن العديد من سلالات هذه البكتيريا قد طورت مقاومة تجاه المضادات الحيوية, و أهمها سلالة المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيللين (MRSA) resisstance Staphylococcus aureus methicillin , لذلك هناك ضرورة علي إحداث التغييرات في المستقبل القريب بالنظر إلي الوضع الحالي باستخدام تكنولوجيا النانو لتكوين الادوية واللقاحات التي تعتمد علي تقنية النانو أكثر فاعلية في علاج الأمراض والقضاء عليها أكثر من التقنيات الحالية وبالتالي تقليل الخسائر الإقتصادية.
التوصيات و الارشادات:
-
ضرورة تصحيح المفاهيم الخاطئةعند بعض المربيين, فلايوجد في الوقت الحالي لقاح للوقاية من بكتيريا المكورات العنقودي .
-
لا بد من اتخاذ التدابير والاحتياطات من انتشار هذه السلالات بإتباع أساليب الوقاية العامة من النظافة والتطهير المستمر للأدوات و العنبر و وحدات التربية بإستخدام المطهرات الكيميائية, واتباع وسائل الامان الحيوى, كما ينصح العاملين بغسل اليدين بشكل جيد بالماء والصابون أو باستخدام المحاليل المعقمة لليد يمكن ذلك أن يساعد علي الوقاية من إنتشار العدوي.
-
الاهتمام باختيار السلاله الجيده للتربية, و يجب أن تبقي الأرانب الجديدةبالحجر الصحي لمدة 90 يومًا على الأقل , ويجب أن يفحصهاالطبيب البيطريفي بداية ونهاية الحجر الصحي ,للتاكد من سلامتها وخلوها من الأمراض.
-
الاهتمام بتوفير الغذاء الجيد, والبيئه مناسبة للنمو والتكاثر والتهوية الجيدة, وعدم دخول حيوانات أو أشخاص للعنبر و التقليل من تعرض الأرانب للإجهاد والتوترالتي يمكن أن تؤخر الشفاء, كوجود أصوات أجنبية صاخبة أو تواجد حيوانات أليفة في بيئة الأرانب, تثبيت درجه الحراره بين 16-22 داخل المزرع وتكون الرطوبة في حدود 60-70%.
-
لتحقيق العلاج الأمثل للأرانب يتطلب عزل الأرانب المريضة عن القطيع لمنع انتشار البكتيريا وعلاجها وفحص الارانب السليمة يوميا, مراقبة أوزنها يوميا للتعرف علي مصدر العدوي
-
ضرورة وجودالرعايةالصحيةالمنتظمة,و إجراء اللقاحات اللازمة للوقاية من العديد منالأمراض
-
يمكن استخدام التلقيح الصناعى فى الارانب وذلك للتغلب عل معظم المشاكل المرضية, ولمنع إنتشار العدوي التي قد تؤدي إلي العقم.