بكتريا الايشريكية القولونية (E. coli) وتأثيرها علي الصحة العامة

بقلم : الدكتور/ تامر محمد الفقي

باحث- معهد بحوث الصحة الحيوانية – معمل المنصورة

 الايشريكيه القولونية E.coli)) هي نوع من انواع البكتريا السالبة لصبغه جرام المتواجدة في امعاء الانسان والحيوان بشكل طبيعي دون ان تتسبب في اي عوارض او مشاكل صحيه الا انه اذا تحولت هذه السلالات الي سلالات تحمل جينات يمكنها من اختراق الخلايا او تدميرها او افراز السموم داخل الجسم فان المشاكل الصحية تبدا في الظهور ويمكن ان تغزو بكتريا الايشريكيه القولونية اماكن اخري من الجسم مسببه امراض عديده لكلا من الانسان والحيوان  .

اهم السلالات الممرضة:

وتُعد الإشريكية القولونية المنتجة لذيفان الشيغا O157:H7 أهم الأنماط المصلية لهذه الإشريكية القولونية فيما يتعلق بالصحة العامة؛ وتنتج هذه الإشريكية القولونية الذيفان المعروف باسم ذيفان الشيغا لأنه يشبه الذيفان الذي تنتجه جرثومة Shigella dysenteriae.

  1. coli المنتجة لذيفان الشيغا يمكن أن تنمو في درجات حرارة تتراوح بين 7 درجات و50 درجة مئوية، وتبلغ درجة الحرارة المُثلى لنموها 37 درجة مئوية. وبعض أنواع الإشريكية القولونية المنتجة لذيفان الشيغا يمكنها أن تنمو في الأغذية الحمضية ذات الأس الهيدروجيني البالغ 4.4 على الأكثر، وفي الأغذية ذات النشاط المائي البالغ 0.95 كحد أدنى. ويمكن القضاء على الإشريكية القولونية المنتجة لذيفان الشيغا بالطهو الجيد للأغذية حتى تصل درجة حرارة جميع أجزائها إلى 70 درجة مئوية أو أكثر.

 

 

طرق نقل العدوي:

 وتنتقل بكتريا ا الايشريكيه القولونية المعدية من الحيوان الي الانسان عن طريق اللحوم الملوثة الغير مطهوة جيدا، إضافة الي الحليب والخضروات أو الاتصال البشري إذا كانت النظافة غير كافية، وهو ما يفسر السبب في أن الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالبكتيريا من البالغين .

 ويعتقد العلماء ان الدجاج احد المستودعات المسببة للأمراض لدي البشر من جراء الإصابة ببكتريا الايشريكية القولونية حيث كشفت الدراسات مؤخرا ان كثيرا ما ترتبط حالات الإصابة المعوية  للإنسان بتلوث مصدر الغذاء بتلك الميكروبات والتي قد تحدث نتيجة انتقالها من الجهاز الهضمي الي الجهاز البولي اذ أظهرت وجود ارتباط جيني بين كلا من الايشريكيه القولونية المسببة للأمراض في الدواجن وتلك المسببة للأمراض في البشر وتنتقل  E. coli   الي الانسان عن طريق الأغذية الملوثة لذا وجب تطبيق الشروط الصحية للحفاظ علي سلامه الغذاء وتامين وصوله الي المستهلك بصوره امنه من بداية انتاج المواد الغذائية مرورا بالمراحل المختلفة من تجهيز- تصنيع – تبريد – توزيع .

الاعراض المرضية :         

 وتسبب هذه البكتريا اعراض ممرضه في الانسان كالمغص والاسهال الذي يتطور في بعض الاحيان الي اسهال دموي (التهاب القولون النزفي)  وقد تحدث الحمي والقيء وقد تؤدي الي مرض مهدد للحياة مثل متلازمه الانحلال الدموي اليوريمي الذى يتمثل في الفشل الكلوي الحاد وفقر الدم وقله الصفائح الدموية ويمثل هذا المرض 10% من المصابون بعدوي الايشريكية القولونية ويتراوح معدل الوفيات 5% من الحالات المصابة.

كما تتسبب بكتريا الايشريكية القولونية في خسائر فادحه لقطاع الدواجن لما تسببه من امراض متعددة للجهاز الهضمي والتنفسي والتهاب عضله القلب والصفاق في الدجاج البياض والتهاب القناه الناقلة للبيض والتهاب الغشاء المفصلي والتهاب السرة في الصوص الفاقس وترتبط العصيات القولونية ارتباطا وثيقا بمعظم الامراض الجرثومية منها الفيروسية والطفيلية بالإضافة للميكوبلازما متي توافرت الوسائل التي تنشط فاعليته كالبرد والازدحام وكثافه التربية وقله التهوية في عنابر تربيه الدواجن.

  تحزير منظمه الصحة العالمية  :

ونظرا لتحذير منظمه الصحة العالمية  لدق ناقوس الخطر من استخدام المضادات الميكروبية التي قد تؤدي من الامراض المعدية الشائعة والاصابات البسيطة الي الوفاه واتجاه البشرية صوب حقبه ما بعد المضادات الحيوية فهذا التحذير لا يشمل الانسان فقط ولكن يشمل الحيوان ايضا نظرا لانتقال المقاومة للمضادات الحيوية بصوره غير مباشره الي الانسان نتيجة تناوله الماء والغذاء الملوث بالجراثيم او الذي يحتوي علي متبقيات المضادات الحيوية ,  ويزداد الامر تعقيدا عند وجود سلالات مقاومه للمضادات الحيوية وخاصه المقاومة لمركب البيتا لاكتام اذ تؤدي الناقلات الجينية كالبلازميدات  دورا مهما في انتقال تلك الجينات الي الانسان ومن المعروف ان الافراط في المضادات الحيوية يؤدي الي ظهور سلالات من البكتريا فائقة المقاومة للمضادات الحيوية مما يشكل تهديدا علي مستوي العالم.

وحيث ان القطاع البيطري لا يقتصر استخدام المضادات الحيوية علي علاج الامراض فقط لكنها تستخدم كمحفز للنمو في كثير من الاحيان مما يؤدي الي ظهور انماط وطفرات جينيه جديده تنتقل من الغذاء الي الانسان. والنمو المستمر للبكتريا ومقاومتها قد يحدث علي شكل طفره جينيه تلقائيه او اكتساب البكتريا لجين مقاوم من سلاله البكتيرية نفسها او حتي سلاله اخري مما يؤدي الي تفاقم الازمه علي مستوي العالم وزياده الخسائر الاقتصادية في قطاع الثروة الحيوانية اضافه الي التأثير علي الصحة العامة نتيجة لانتشار البكتريا المقاومة للمضادات الميكروبية التي تتسبب في تكاليف باهظه للعلاج في المستشفيات وزياده نسب الوفاه لانتشار عدوي المستشفيات بالبكتريا المقاومة للمضادات الميكروبية.

لذا وجب وضع استراتيجية جديده تهدف الي تعزيز الترصد والتتبع للبكتريا المقاومة للمضادات الميكروبية سواء في الانسان او الحيوان باعتبارهم اهم الوسائل ضمن خطه العمل العالمية بشان مقاومه البكتريا للمضادات الميكروبية.

اترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

1