أكدت الدكتورة ماجدة جلال، الأستاذ بمعهد الإنتاج الحيواني والداجني بمركز البحوث الزراعية التابع لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، أن هناك اقتصادًا منسيًا ولا يلقى الاهتمام الأمثل من قِبل المُربيين، حيث يمكنه المساهمة في توفير اللحوم البيضاء التي تحتوي على بروتين بنسبة كبيرة للغاية، لافتة إلى أن تربية السِّمان والنعام والبط والأرانب والأوز والرومي كلها أنواع من الطيور تدخل ضمن “الاقتصاد المنسي”، الذي يمكنه توفير الاستيراد من الفراخ بنسبة تصل إلى 30% على الأقل.
وأضافت ، أن مشكلة المُربين والمزارعين تكمن في أسعار العلف المستورد، حيث نستورد أعلافًا سنويًا بنسب كبيرة وخصوصًا زيادة الاستيراد من الذرة الصفراء المستخدمة في علف الدواجن بنسبة 75%؛ الأمر الذي يسبب عزوفًا من قبل المربين على تربية هذه الطيور التي تعد قيمة غذائية كبيرة، حيث إن توفير العلف محليًا يُخفض أسعار اللحوم بنسب تصل إلى 80% تقريبًا.
وأشارت إلى أنه يمكن لمجموعة أفراد أو فرد بنفسه أن يقوم بعمل “مسائي” أعلى منزله واستغلال الغرف الفارغة في بيته لتربية مثل هذه الطيور المهمة؛ وهو ما يزيد من معدلات الإنتاج في مصر، وتابعت: “لو توسعت الحكومة في زراعة الذرة وغيرها لإنتاج الأعلاف ستباع الفرخة في هذه الحالة بـ 10 جنيهات أو 15 جنيهًا على الأكثر؛ لأنها العائق الأكبر في تربية الطيور وربما المواشي أيضا”.
وأوضحت أن معهد الإنتاج الحيواني يقوم بعمل دورات تدربيبة للمزارعين وبعض الشباب للتعرف على طرق ومواصفات تربية الطيور وأهميتها في دعم الاقتصاد القومي، حيث كنا نقوم بإعطاء الحاضرين في الدورات بدل انتقال وسفر في كل محافظة لتشجيعهم على الحضور، ولكن بعد وباء “كورونا المستجد” توقفت الدورات ونأمل في عودتها قريبًا.
وتابعت “أن سعر طن الذرة وصل إلى 6000 جنيه، وهو قيمة كبيرة ومُكلفة للغاية، كما أن بنك الائتمان الزراعي فتح باب التمويلات للشباب لدعمهم في هذا المجال، حيث إن قطاع تربية هذه الأنواع من الطيور يسهم في تقليل معدل الاستيراد من الخارج، ويسهم في توفير كميات كبيرة من البروتين الطبيعي للمواطنين”.